دمشق - نور خوام
كشف نشطاء مجموعة "الرقة تذبح في صمت" عن الوضع المأساوي في معقل "داعش" في سورية، حيث أوضحوا أنهم يعيشون في جحيم يومي من خلال تُقطع الرؤوس، ويُلقى بمثلى الجنس من البنايات الشاهقة، وتعيش الأسر بين الأنقاض، فضلًا عن عدم وجود كهرباء أو ماء.
وبيّن محمد (37 عاما) وهو معلم سوري سابق لجماعة "الرقة تذبح في صمت" بعد أن غادر منزله أنه شاهد شرطة "داعش" الدينية، تقوم بدوريات في الشوارع وتبحث عن أشخاص لمعاقبتهم، وأضاف محمد "أخشى أن أفقد أطفالي، أخشى أن تتعرض زوجتي للجلد لعدم ارتدائها الملابس المناسبة، تغيرت الأمور من سيء إلى أسوء تحت سيطرة "داعش"، من حيث ثمن الطعام، كما لا يوجد حطب أو وقود، المياه متاحة ولكن يجب أن تقوم بغليها أو تبريدها، وهناك خبز وفاكهة وخضراوات ولكن الأسعار مرتفعة جدا، وأصبحت الكهرباء شحيحة وعلينا أن نبدأ بشرائها لأن التيار لا يأتي إلا في بعض المناطق في الرقة".
وأفاد الناشط في جماعة "الرقة تذبح في صمت" تيم رمضان لجريدة "ميل أونلاين" بأن الناس مجبرة على العيش تحت قوانين "داعش" الصارمة، مضيفًا "عندما تمشي في الشارع تشاهد أشخاص مقطوعي الرأس أو يتم جلدهم، ويتم ربط معاصمهم بالحبال، لقد منعنا من المغادرة واضطررنا للتظاهر بأن كل شيء طبيعيا هنا في حين أن الناس يعيشون في رعب".
وقال وليد (37 عاما) صاحب متجر لميل أونلاين "الحياة هنا صعبة بعد الغارات الجوية الأميركية ولكن الأن لدينا مشكلة أكبر لأن الغارات الروسية لا تفرق بين الأهداف المدنية والعسكرية، وتضربنا قنابل النظام أكثر من ذي قبل، وقبل أسبوعين كان هناك مذبحة للمدنيين في حي باب بسبب الضربات الجوية الروسية والناس هناك يشعرون بالرعب، هؤلاء ليس لديهم أي وسيلة لمغادرة الرقة بسبب غلق الحدود التركية السورية، وإذا احتجت للمغادرة يجب عليك الحصول على إذن من "داعش" وهو شيء لا يصعب الحصول عليه ولكن في ظل إغلاق الحدود التركية ما فائدة ذلك؟".
وكانت الرقة سابقا واحدة من المدن السورية الليبرالية، حيث يسمح للنساء بالاختلاط مع الرجال، ويقضى الأطفال عطلة الصيف في الاستمتاع بحمام السباحة مع أصدقائهم، ويقضي الطلاب عطلة نهاية الأسبوع في مقاهي الرقة العصرية، ولكن سيطرت "داعش" على الرقة بعد اندلاع الحرب الأهلية، بدأت الحياة تزداد سوءا، وظهرت علامات لمنع الناس من التدخين والتحذير بإعدام مثلى الجنس ومرتكبي الزنا، وبحكم الطبيعة السرية لم تنكشف الوحشية الحقيقية التي تتم خلف الحواجز الخرسانية وحواجز الطرق التي أقامتها "داعش".
وتكشف الصور التي التقطها نشطاء جماعة "الرقة تذبح في صمت" عن بعض النساء يسيرن بالعباءات السوداء التي تغطي كامل أجسادهم، وأضافت فتاة تدعى " أوا" والتي هربت من الرقة "لا يمكنك الذهاب إلى الطبيب من دون اصطحاب أب أو أخ، ولا يمكنك حتى الخروج من أجل النزهة، لم يمكنني التحمل أكثر من ذلك، من قبل كان لي صديق وكنت أذهب إلى الشاطئ وأرتدى البكيني، وحتى في سورية كنا نرتدي تنانير قصيرة وكان ذلك أمرا عاديا حتى أخي لم يمكن يمانع في ذلك، ولم أواجه مشكلة من أي شخص".
وأفاد رمضان لجريدة "ميل أونلاين" تعتبر كتيبة الخنساء كابوس بالنسبة للنساء في الرقة، وعمل بعضهن في الدعارة قبل سيطرة "داعش" على المدينة وانضممن فقط إلى كتيبة الخنساء للحصول على أجور أفضل أو لأنهم أجبروا على ذلك بعد القبض عليهم".
وروت فتاة لجماعة "الرقة تذبح في صمت" كيف تم القبض عليها وتعرضت للضرب المبرح لأنها كانت ترتدى النقاب بشكل خاطئ وتم جلدها 50 مرة أمام والدها وعامة الناس، وأوضح أحد النشطاء المناهضين لداعش أن من ينجحون فى تجنب الشرطة وينجحون فى الحصول على الطعام يتركون لمحاربة المرض المتفشى، فى إطار انعدام النظافة واستيلاء داعش على المستشفيات وإعدام الأطباء وإجبارهم على العمل تحت تهديد السلاح.
وأضاف الناشط "هرب العديد من الأطباء وهناك بعض الأمراض الناتجة عن المياه غير النظيفة التي يشربها الناس مثل الإسهال وتقلصات المعدة، وأصبحت الحالة الصحية هناك سيئة إلى أبعد الحدود".
وأشار أحد السكان العالقين في الرقة ويدعى عصام (33 عاما) إلى أن المرضى في الرقة يجب عليهم الحصول على دواء باهظ الثمن ولا يقدم أي ضمانة لجعلهم أفضل، مضيفا "الدواء متاح لكنه غالي الثمن ويباع ضعف السعر المعتاد، الأيام هنا خالية من أي نشاط مميز، ويُسمح لبعض الناس بالعمل ثم العودة إلى المنزل والنوم حتى اليوم التالي من دون أي تفاعل مع الأخرين، ولا يوجد كهرباء على أساس دائم، وإذا حسبنا عدد الأيام التي تتواجد فيها الكهرباء على مدار العام سنجد نسبة ضئيلة للغاية".