المنيا- جمال علم الدين
اختتمت فعاليات اليوم الأول من المؤتمر العام لأدباء مصر، تحت عنوان "ثقافة الهامش والمسكوت عنه في الثقافة المصرية - دورة الأديب يحي الطاهر عبدالله"، في مكتبة مصر العامة، والذي تستضيفه محافظة المنيا خلال الفترة بين 22 و25 ديسمبر / كانون الأول، ويرأسه الدكتور شاكر عبدالحميد، وزير الثقافة الأسبق، ويتولى أمانته الشاعر سعيد عبدالمقصود، بندوة تحت عنوان "مشروع النشر - نحو رؤيه وتوجه جديدين"، حيث ضمت الندوة مجموعة من المسؤولين عن مشروع النشر في الهيئة العامة لقصور الثقافة، والمهتمين به، وهم عبدالحافظ بخيت، مدير النشر، وطارق الطاهر، عضو مجلس إدراة الهيئة، وجرجس شكري، أمين عام النشر. وأدار اللقاء الشاعر وليد فؤاد.
وفي البداية، تحدث "بخيت" عن الفرق بين النشر الخاص والمؤسسي، حيث يرتبط الثاني بفلسفة المؤسسة والمشروع الثقافي العام، بخلاف النشر الخاص الذي يخدم أهدافًا خاصة. وأشار إلى وجود فارق النشر والطباعة، حيث يرتبط الاول بآليات متتابعة تبدأ من المخطوط وصولاً إلى الإعلان عن الكتاب في الأسواق، مرورًا بعمليات الفحص والمتابعة.
وأكد أن الهيئة تحاول الانتشار الكمي والنوعي في كل ربوع مصر، عبر الناشرين والموزعين المرموقين، بالإضافة إلى العناية الكيفية الواضحة بالأعمال التي تنشر، فضلاً عن الخطوات المتبعة في النشر، التي تقوم على الفحص والفرز والرد على المؤلف بالموافقة أو الرفض.
وشدد جرجس شكري على أهمية مشروع النشر، منذ نشأته في التسعينات، وعندما تعثر كان ذلك ناشئًا عن تخلي المشروع عن أهداف الثقافة الجماهيرية، ومن الضروري أن تكون هذه الفلسفة هي بؤرة الاهتمام من قبل الناشرين، مؤكدًا أن المشروع استهدف في الفترة الأخيرة وصول الكتاب إلى مستحقيه، فصدر قرار بعدم نشر كتب "ذاكرة الكتابة والذخائر" لدى باعة الصحف والجرائد، حتى لا يتم التلاعب بنشر الكتاب، وحتى يصل الكتاب بسعره المدعوم إلى القاريء الذي يستحقه، ومن المهم في هذه المرحلة النقلة التي قام بها القائمون عليه، حيث اهتموا باستكتاب كبار الكتاب، والحصول على حقوق نشر بعض أعمالهم، مثل "الثابت والمتحول"، لـ"أدونيس".
وأضاف أنه من أهم ما حدث أيضًا وجود مجلس للنشر، حتى لا ينفرد أحد بالنشر أو اتخاذ القرار بخروج الكتاب للأسواق، فالرأي أصبح جمعيًا وليس فرديًا أو شخصيًا.
وأشار طارق الطاهر إلى متابعته الحثيثة للمشروع منذ بدايته، وأشاد بالسلاسل القديمة التي استمر بعضها حتى الآن، وكانت من اقتراح جمال الغيطاني، ومنها ذاكرة الكتابة والذخائر، لافتًا إلى أن اللجان التي قامت بتطوير المشروع أخفقت أكثر من مرة في تطويره.
ونوّه "الطاهر" بأهمية المشروع وحصاده الكبير، بالمقارنة بالمشروعات المشابهة في هيئة الكتاب ودار الكتب ونحوهما، وأهمية إسهام مجموعة من المثقفين في العمل من أجل الإبقاء على تدفق المشروع، ولهذا كانت أمانة النشر التي تضم نخبة من المثقفين.
وضمت مداخلات الحضور تساؤلات الأدباء حول منافذ التوزيع في القصور والفروع الثقافية. وأكدت المنصة أن هذه المنافذ تعد لتكون موجودة في أكثر القصور، لتوزع مطبوعات الهيئة. وردًا على جودة الطباعة أكد، "شكري" أن كل المطبوعات ستطبع في هيئة الكتاب، لإمكانية الاستفادة من موارد الوزارة وإمكاناتها الطباعية، وتواصل قطاعات الوزارة الدائم.