القاهرة - مصر اليوم
انطلقت اليوم فعاليات المؤتمر الدولى الأول لمعهد الدراسات العليا للبردى والنقوش وفنون الترميم بجامعة عين شمس، والذى يعقد على مدى 3 أيام بدار الضيافة بجامعة عين شمس تحت رعاية الدكتور عبد الوهاب عزت رئيس الجامعة.
ويناقش المؤتمر العديد من الموضوعات المهمة، منها الورقة البحثية المقدمة من الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بسيناء ووجه بحرى بوزارة الآثار ومقرر إعلام المؤتمر، وعنوانها (طرق التجارة فى البحر الأحمر وتجارة الكارم عبر العصور الإسلامية)، حيث يستعرض خلالها تاريخ التجارة بالبحر الأحمر منذ عصر مصر القديمة.
وقال ريحان "إن قدماء المصريين استخدموا البحر الأحمر على المحور الطولى وتاجروا مع (بلاد بونت)، وهى فى رأى الكثير من الباحثين تشمل المناطق الأفريقية والآسيوية المحيطة بباب المندب، موضحا أنهم حصلوا على البخور والعطور والأخشاب اللازمة للمعابد، وتمثل ذلك فى بعثة حتشبسوت لبلاد بونت فى الأسرة 18 (1580 - 1322 ق.م) ويرجح أن هذه البعثة وصلت لجزيرة سومطرة".
وأضاف أن البحر الأحمر كان بحرا خاصا بالسفن الإسلامية، خصوصا المصرية التى سيطرت على التجارة به حيث انتقلت التجارة لأوروبا عن طريق مصر كما ذهبت منتجات أوروبا لدول المحيط الهندى عبر مصر، فكانت هى المعبر والموزع.
ولفت إلى أنه كانت هناك خمس مناطق تبادلت منتجاتها فيما بينها أو عن طريق وسطاء تجاريين، وهى: منطقة جنوب شرق آسيا والهند، وأهم صادراتها (التوابل، العطور، الخشب، الحرير، الأحجار الكريمة، البورسلين، الفخار)، والساحل العربى وخليجه وصادراتها (الخيول، اللؤلؤ، العنبر، التمور، البخور)، والساحل الأفريقى وصادراته (الذهب، العاج، ريش النعام، الرقيق)، ومصر وصادراتها (الكتان، المنسوجات، السكر، المسابح)، وأوروبا وصادراتها (ملح النشادر، الزرنيخ، الحديد، الأسلحة، الجوخ، الشمع، الفراء، البندق، العنب).
وأشار ريحان إلي طرق التجارة عبر مصر، حيث كانت تنقل تجارة الهند المتجمعة فى عدن بواسطة العرب والمصريين والهنود إلى ميناء عيذاب ومنها على ظهور الجمال إلى قوص، مبينا أن المسافة بين عيذاب وقوص كانت من 17 إلى 20 يوما، ومن قوص عبر النيل إلى دمياط ورشيد وطريق عبر ميناء الطور القديمة تنقل بطريق وادى حبران إلى دير سانت كاترين ومنه إلى مصر أو الشام، وهناك طريق من بروفانس فى جنوب فرنسا إلى ميناء الفرما بشمال سيناء ثم يحملون تجارتهم على ظهور الدواب إلى القلزم (السويس) ومنه تنقل عبر البحر الأحمر مارة بموانيه المهمة مثل جدة ومنها إلى السند والهند والصين.
وتابع "أنه فى عام 828هـ / 1424م نقل الهنود مركز تجارتهم من عدن إلى جدة، وقد خضعت جدة لمصر منذ عهد الملك الأشرف برسباى وكانت تنقل البضائع الثقيلة فى البحر الأحمر إلى ميناء الطور والسويس وكانت السويس ميناء لإنشاء السفن أكثر منها ميناء تجاريا".
ونوه بأنه فى الوقت الذى أصبح فيه الخليج العربى بحرا مغلقا انفردت مصر بقلب العالم ووصلت مصر إلى أوج رخائها بعد انهيار العراق مباشرة، مما يفسر دور مصر المملوكية الذى يعد فى الحقيقة عصرا ذهبيا من الناحية الاقتصادية والحضارية، كما ازدهرت فيه الفنون والعمارة، كما كان عصرا بطوليا من الناحية الحربية.