توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
الجمعة 28 شباط / فبراير 2025
  مصر اليوم -
أخبار عاجلة

في ذكرى تغييب مَن يستعصي على الغياب!

  مصر اليوم -

في ذكرى تغييب مَن يستعصي على الغياب

طلال سلمان

تستعصي على الغياب يا أبا بهاء... بل لقد اكتسب حضورك، الآن وقد تجردتَ من أسباب السلطة وأبهة الثروة، مسحة إنسانية تعيد إلى الأذهان صورتك الأولى وأنت فتىً تعيش في قلب قهر الفقر وتتصدر التظاهرات، حارساً لقادتها، وهاتفاً بشعارات العروبة واسم جمال عبد الناصر وبائعاً لليمون صيدا في بعض دكاكين بيروت.

أنت الآن الضحية، صاحب الدولة الأكبر من دولة، والأغنى من كل ملوك المال جميعاً... فالشهادة تطهّر أهلها فلا يبقى منهم إلا وجه الضحية وظلامة الاغتيال الذي يمنحك شيئاً من القبس المتوهج.

يفتقدك خصومك، اليوم، قبل أنصارك... فقد اغتيلت معك السياسة، بالمعارضة والموالاة إذ كنت ملك اللعبة في السياسة كما في المال، في الداخل العربي وفي الخارج الفرنسي ـــ الأميركي ـــ البريطاني إلخ..

لقد انتهت اللعبة وسقطنا جميعاً في المستنقع الدموي حتى كدنا نختنق فيه... ومعك كانت للمعارضة شرفها الذي يمنح الحكم الرشاد والحكمة ليكون في خدمة الناس لا مصالح الدول في الخارج والمقربين في الداخل.
يفتقدك الجميع، يا أبا بهاء، خصوماً ومحبين، كصاحب قرار في الصح والغلط، كما في التراجع عن الخطأ بشجاعة الفارس، كما في المحاكمة المتجنية على «السفير»، مع بدايات حكمك.

نستذكرك جميعاً كمترجم خاص بين الموفد الملكي إلى دمشق، حاضنة العمل الوطني، وبين «الرئيس» الذي انحرف بسياسة البلاد إلى حيث لا يجوز، لإعادته إلى رشده قبل ارتكاب الخطيئة المميتة ممثلة في اتفاق 17 أيار مع العدو الإسرائيلي... ونستذكرك أيضاً كـ «مهرّب» لمسودة هذا الاتفاق إلى دمشق، حتى لا تغدر ومعها الحركة الوطنية ومستقبل لبنان.

ونستذكرك قبل جنيف وفيها وأنت مركز الحوار، تديره من خارجه، باللهجة السعودية تارة، بالفرنسية تارة أخرى، وبالإنكليزية متى لزم الأمر، مدركاً أن الأختام في دمشق.
نستذكرك قبل لوزان وفي الثرثرة فوق بحيرة ليمان، تحاول منع الفشل فتساوم حتى لا ينفرط عقد الأخوة ـ الأعداء..
نستذكرك في الطائف، وقد صرت الوفود جميعاً، ومعهم «الوسطاء»، محاوراً، مجادلاً، مساوماً، مسترضياً، مغضباً، مهدداً بسيوف أصحاب السيف ودينار أصحاب الدينار.
ونستذكرك وأنت تحضّر «عدة الشغل» وأبواب الحكم تنفتح أمامك على مصراعيها، فتدخل معززاً ببركة الرئيس ـ الملك والملك ـ الرئيس، وما تيسر من بركات «الأصدقاء» في الخارج بعاصمته الفرنسية.
أما في الحكم فكانت «اللعبة» تجري ضمن أصولها حتى غاب ضابطها، فاتسع المسرح للاعبين كثر، فيهم المحترفون وفيهم الهاوون، وفيهم الطامعون وفيهم المنتفعون، فيهم المحرضون وفيهم الناصحون..
ولقد أنجزت كثيراً بكفاءتك في استيعاب التوازنات، وبتقديرك لشرف المقاومة وقدراتها على تحقيق النصر على العدو الإسرائيلي بتطهير الأرض وتحرير كامل مساحتها بغير اتفاق عار أو مساومة على حقوق الوطن ودماء الشهداء... ونجحت في تثبيت الشراكة المستحيلة مع المقاومة ممثلة بسيدها، وفق نظرية التكامل بين إعادة بناء البلاد المهدمة بالحروب الأهلية وحفظ شرف الشهداء الذين بذلوا دماءهم رخيصة لتحرير الوطن وتسهيل إعادة بناء دولته.

نستذكرك أيها الغائب الأعظم حضوراً من كثير ممن مروا على السلطة فأفسدتهم وأفسدوها...

لقد حققت يا أبا بهاء «معجزات» كثيرة في الحكم، وحققت أكثر منها في «الغياب»، فلم يحدث أن بكى أفقر الفقراء أغنى الأغنياء، أو أن افتقد المعارضون من يكبرون بمعارضته.

في ذكراك العاشرة يا أبا بهاء تتبدى البلاد في عين الخطر، وكل ما حولها من أقطار شقيقة مهددة في وجودها وليس فقط في كياناتها.

لقد هجم حملة الرايات مزوِّرة الدين الحنيف على الأمة فاقدة مركز القيادة فيها، والمضيّعة عن هويتها وعن طريقها إلى مستقبلها، فأعملوا فيها القتل والتهديم وهم يكبّرون... والله أكبر عليهم، لكننا في زمن المحنة، ونكاد نحسدك على أنك غبت قبل هذا الاجتياح الذي يتفوّق على العدو الإسرائيلي في تدمير الأوطان واغتيال مستقبل أهلها.

نفتقدك كثيراً، لكننا نحفظ لك حق الشهيد، بينما يتساقط أبناء الأمة ـ ودولُها ـ ضحايا الخطأ القاتل، بينما القتلة يهتفون: الله أكبر!

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في ذكرى تغييب مَن يستعصي على الغياب في ذكرى تغييب مَن يستعصي على الغياب



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon