توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
الجمعة 28 شباط / فبراير 2025
  مصر اليوم -
أخبار عاجلة

إطفاء النار العربية دائرة دائرة

  مصر اليوم -

إطفاء النار العربية دائرة دائرة

طلال سلمان


تلوح في الأفق خطة دولية لمعالجة الأزمات العربية الملتهبة تقوم على مجموعة دوائر منفصلة لها مبرّرات واقعية. تتولى دول مجلس التعاون الخليجي بواسطة «درع الصحراء» الدائرة اليمنية، وتتولى مصر والجزائر وتونس معالجة المشكلة الليبية، وتتولى تركيا وإيران والسعودية المشكلة في العراق وسوريا ولبنان.
لهذه الخطة إمكانات فعلية ميدانية إذا توافرت لها الشروط التالية: توافقات دولية وإقليمية وتصورات جدية لإطلاق العملية السياسية التشاركية الفعلية في دول الأزمات. ومن الأفضل طبعاً والأنجح أن يصار إلى اتفاقات مسبقة على تأليف حكومات انتقالية ذات صفة وحدوية وطنية تتولى بدعم من «التحالف الدولي» إدارة العملية السياسية خارج نطاق العنف والجبهات المسلحة المنظمة القادرة على تهديد مثل هذه العملية. هناك بذور أو مرتكزات يمكن البناء عليها ولم يتجاوزها الزمن. الدستور العراقي الاتحادي وانفتاحه على نظام الأقاليم، مقررات المؤتمر اليمني الوطني ونظام الأقاليم الستة، استيحاء نظام الأقاليم في ليبيا، حفاظاً على وحدة البلد الكيانية، الانطلاق من اتفاق جنيف 1 و2 في المسألة السورية ودفع الحوار الوطني في اتجاه التفاهم على النظام السياسي المقبل بمعزل عن القوى والتنظيمات وحصصها والشروع في تأليف حكومة وحدة وطنية انتقالية.
على أي تدخل خارجي تحت أي مسمّى مثل «التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب ـ داعش والقاعدة وأخواتهما» أن يسبقه إعلان مبادئ وشرعية دولية أو رؤية للحلول السياسية وإلا تحوّل إلى توريط لما بقي من دول لديها بعض القوة والاستقرار لكي تدخل في الفوضى القائمة.
في الدول الملتهبة والمتفجرة نزاعات طائفية وقبلية ترعاها دول عدة وليس بالضرورة أن دول الجوار الجغرافي تستطيع لوحدها أن تعيد صياغة الحياة الوطنية. من الإيجابي الملحوظ حتى الآن وغير المكتمل العودة إلى العملية السياسية العراقية بموافقة ضمنية من إيران والسعودية.
وكذلك من المظاهر الإيجابية الوفاق في مجلس التعاون الخليجي الذي يساعد في أكثر من موقع والتحفّز المصري للتدخل في حل المشكلات الإقليمية بديبلوماسية هادئة من غزة إلى ليبيا. لكن إطفاء النار العربية لم يعد ممكناً قطعة قطعة بانفصال المعالجات. فليس مَن يجهل أن مشروع الإسلام السياسي يشمل المنطقة كلها وكذلك صراع المحاور وما تريده من مصالح ونفوذ. فالحوثيون والسلفيون والقاعدة ودعاة الانفصال في الجنوب هم جزء من الصراع على الخليج.
وليبيا مشروع مزدوج تتقاسمها الدول الغربية حصصاً نفطية وتحرس آبارها القبائل الموالية وتشكّل في امتدادها الصحراوي أكبر بيئة لانتشار التطرف والضغط على سياسات مصر وتونس والجزائر وغيرها من دول أفريقيا عند الحاجة. أما العراق وبلاد الشام فهي أسيرة في الواقع الجغرافي والديمغرافي لشهوتي إيران وتركيا في اقتطاع مدى حيوي وحدائق خلفية لنفوذهما. وإسرائيل دائماً هي الطرف الذي يبحث عن أحزمة أمان توفي بتصوراته العقائدية الدينية والعسكرية وبطموحاته التسلطية. وفوق هذه كلها يجب أن تنسجم خارطة المنطقة مع الدائرة الدولية الأوسع لتوزيع منافع النفط وإرساء التوازنات على النحو الذي يعكس موازين القوى الذي كان أحد أخطر تجلياته اندلاع الأزمة الأوكرانية الروسية في امتداد هذه الحرب الكونية الرابعة.
أمام صعوبة وتعقيد المشهد وحجم القوى والمداخلات والتفاعلات تبدو دعوتنا إلى القوى المحلية لكي تحافظ على الحد الأدنى من المعالجات الوقائية أشبه بالتمنيات الفارغة. لكن ليس في السياسة ما هو حتمي ومرسوم سلفاً، ولنا من تجارب الحروب الدولية ومنها الحرب الأولى التي نحن في ذكراها المئوية الكثير من الدروس والعبر. فاللاعبون المحليون يساهمون إلى حد بعيد في تعديل الكثير من الخيارات الثانوية في لعبة الكبار خاصة عندما لا تكون مؤثرة على مصالحهم الكبرى. نعني هنا لبنان بالذات الذي يستطيع أن يستظلّ حالة التبريد المفترضة للأزمة ليعزز من تضامنه الداخلي وحلحلة مشكلات هي في الحقيقة لا تستحق هذا المستوى من الانقسام والمغامرة بالمصير. وللبنان مرتكزات أساسية جاهزة للحلول من خلال دستوره المتقدم ووثيقة الوفاق الوطني. والمطلوب فقط القليل من شهوة السلطة.

 

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إطفاء النار العربية دائرة دائرة إطفاء النار العربية دائرة دائرة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon