توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أبعد من مصير الصحافة...

  مصر اليوم -

أبعد من مصير الصحافة

بقلم طلال سلمان

كشفت الأزمة الحادة التي تتهدد الصحافة اللبنانية في وجودها حقائق سياسية موجعة تتصل بطبيعة الطبقة السياسية (حاكمة ومعارضة..) ومدى إيمانها بالديموقراطية، أي حرية الفكر والقول والعمل السياسي عموماً، الحزبي والنقابي وصولاً إلى الجمعيات الأهلية ومختلف وجوه الحراك الشعبي.

لتوضيح الصورة بكامل أبعادها لا بد من الإشارة إلى أن هذه الأزمة التي كادت تعصف بـ «السفير»، خلال الأسبوع الماضي، إنما تحاصر الزميلتين «النهار» و«اللواء».. وعلى مستوى آخر، فإنها تحاصر أيضاً أبرز محطات التلفزة في لبنان. وليس خارج التوقع أن يستفيق الناس ذات صباح فإذا ليس في وطنهم صحافة مكتوبة أو مرئية.

ومع التقدير للتعاطف الذي شارك فيه اللبنانيون والكثير من الأخوة العرب، فلا بد من التنويه بالاهتمام الجدي الذي أبداه وزير الإعلام النقيب رمزي جريج، وانهماكه في إعداد مقترحات عملية لاستنقاذ الصحافة عبر إجراءات جدية تتخذها الدولة، فإن الناس يكادون ينسون وجود هذه الحكومة التي تعطلها خلافات «مكوناتها» حول كل قرار وأي قرار.

إن الأمل في عشق الطبقة السياسية للديموقراطية والحريات العامة، وحرصها بالتالي على وجود الصحافة واستمرارها كأمل إبليس في الجنة... فهذه الطبقة السياسية لا تريد صحافة خارج مدى سيطرتها، تماما كما لا تريد دولة لشعبها بل تريد الدولة لها، وهذا ما تؤكده على مدار الساعة، سواء برموزها القيادية أو باتباعهم من وزراء ونواب ووجاهات اجتماعية طامحة إلى دخول نادي الحكم والاستمتاع باستثمار النفوذ على شكل صفقات مجزية وتسهيلات تحلل المحرم وتجيز الممنوع من الصفقات والتجاوزات وتحقيق الثروات في زمن قياسي، مطمئنة إلى انعدام المساءلة والمحاسبة.

إن هذه الطبقة السياسية قد وصلت إلى «مواقعها القيادية» بأساليب من «الديموقراطية الطوائفية» وعبر الإفادة من ظروف استثنائية يمكن نسبتها إلى تردي الصراع السياسي وسقوطه، بل إسقاطه في المستنقع الطائفي والمذهبي، فضلاً عن تحول التنافس ومشاريع التكامل بين الدول العربية إلى مشاريع حروب مفتوحة ومدمرة.

وفي نظر النظام، والطبقة السياسية التي استولدها لتتولى حمايته مستفيدة من مغانمه، فلا وجود للشعب، بل هناك مجاميع من رعايا الطوائف، وليس «الرعايا» ولا يجوز أن يكونوا أصحاب مواقف فضلاً عن ان يكونوا أصحاب مطالب وحملة أفكار ومبادئ ورؤى مستقبلية من شأنها ان تحصن الحريات وأن تجمع بين أفرقاء مختلفي المنابت ولكنهم مؤمنون بوطنهم.


وما أزمة الصحافة التي تهدد وجودها إلا الدليل على الافتراق بين «الرعايا» الذين يريدون ويعملون لأن يكونوا مواطنين في «جمهورية» ذات دستور ومؤسسات دستورية (رئاسة، مجلس نيابي، حكومة، ومن ثم قضاء نزيه يحكم بالحق لا بالأمر، ومجلس خدمة مدنية للتوظيف بالكفاءة لا بالشفاعة (أو بالرشوة)، وجيش لحماية الوطن وليس لخدمة السلطان، وأجهزة أمنية لحماية المواطن وحقوقه وليس لحماية المستقوي بتبعيته للمتنفذ أو بالمال الحرام)..

للوهلة الأولى يتبدى وكأن الغلط قد اجتاح البلاد، وأن النظام الفاسد المفسد قد ضرب فأسقط المبادئ والأخلاق والعرف وكل ما يجعل الحياة الطبيعية ممكنة.

فإن أردنا التدقيق اكتشفنا أن الطبقة السياسية قد ضربت فخربت «النظام» الذي استولدها ورعاها ومكن لها السيطرة شبه الكاملة على أسباب الحياة في البلاد:
÷ باتـت رئاسـة الجمهوريـة شـاغـرة، مفتـوحة على الفراغ، مرتهنة للتدخل الخارجي الذي يكاد اللبنانيون يسلمون «بحقه في اختيار رئيسهم»! وهو رمز البلاد، صاحب التوقيع المؤكد للشرعية واحترام الدستور فضلاً عن التزام موجبات التوازن الوطني في قمة السلطة.

÷ وبات المجلس النيابي برئيس ولا نواب، يعيش إجازة مفتوحة ومدفوعة التكاليف، بما فيها الإجازات، ويتسبب في تعطيل غير مبرر للتشريع (إلا استجابة لأمر خارجي بوقف إقراض الدولة أو إجبارها على التعهد بتنفيذ مشروعات حيوية معطلة منذ زمن..) ـ هل من الضروري التذكير بأن هذا المجلس المعطل يكلف الدولة المغيبة، حتى إشعار آخر، أعباء ثقيلة كرواتب وتعويضات سفر ومخصصات تشمل السيارات بلا جمرك وأجور المرافقين وإشغال غير مبرر لبناية ملحقة فخمة المعمار لتكون «مكاتب النواب» الذين لا عمل لهم ولا إنتاج.

÷ أما الحكومة فكل جلسة لها تبدأ بعركة بين «مكوناتها» المتباعدين، وتنتهي بصفقة أو صفقات فيها لكل مجتهد نصيب (للمثال: الزبالة، وبعض التعيينات).

÷ وأما الجيش فقيادته وأركانه عناوين لنشرات الأخبار وموضوعات لتصريحات سياسية تمسه في كرامته وجدارته بدوره الوطني الذي لا غنى عنه ولا بديل منه فيه.

÷ وأما الأوضاع الداخلية في قوى الأمن فتحتل، هذه اللحظة، الصدارة في التحقيقات الصحافية المتلفزة أو المكتوبة ومعها وسائل التواصل الاجتماعي.

لهذا فلا أمل باستمرار الصحافة في لبنان لأجل طويل (بمعزل عن تطور وسائل التواصل الاجتماعي..) فمن يعطل الدولة بمؤسساتها جميعاً، رئاسة ومجلساً نيابياً وحكومة وإدارات رسمية، لن يهتم ـ بالتأكيد ـ لوجود الصحافة حتى باعتبارها شهادة للنظام بأنه «ديموقراطي».

عشتم وعاش لبنان: بلد النور والحرية!

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أبعد من مصير الصحافة أبعد من مصير الصحافة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon