توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
الجمعة 28 شباط / فبراير 2025
  مصر اليوم -
أخبار عاجلة

«العرب» في الأمم المتحدة: بين عصرين..

  مصر اليوم -

«العرب» في الأمم المتحدة بين عصرين

طلال سلمان


اندثر العرب، كأمة واحدة، أو كدول متجاورة وذات مصالح مشتركة، بشهادة الوقائع التي حفل بها الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة الذي رئسه فافتتح اللقاءات عبره ومن خلاله الرئيس الأميركي باراك اوباما.
وبغض النظر عن صيغة الأمر واللهجة الحازمة التي تحدث بهما هذا الرئيس المتهم بالضعف والعجز عن تجسيد قوة الدولة المهيمنة على مقادير الأمم والشعوب في مختلف أنحاء العالم، فلقد تصرف اوباما على أنه «سيد الكون» يأمر فيُطاع.. والعصا لمن عصى، بشهادة طيرانه الحربي الذي يجتاح السماوات العربية بالطلب، بل بالرجاء، بينما طائراته المن غير طيار تجوب آفاق الدول بغير إذن أو احتجاج!
وكانت الوفود العربية عديدة، تضم رؤساء وأمراء ووزراء، لكن الكثرة لم تكن تعني الحضور، ولا الحضور، لو انه تحقق، كان يعني المشاركة في القرار، ولو من قبيل تبلغ الأمر والانصراف إلى التنفيذ الفوري، بغير نقاش..
كان «العرب» كلهم هناك، ولكن من خارج عروبتهم: لا المواقف موحدة بل هي متباعدة غالباً، متضادة أحياناً، ولا التعامل مع الآخر، سواء أكان أميركياً أم روسياً أم أوروبياً أم حتى إسرائيلياً، كان موحداً ومعبراً عن التضامن ولو بالحد الأدنى، وعن موقف مشترك ولو على قاعدة «سيروا بخطى أضعفكم»..
لقد اندثر العرب، بالمعنى السياسي، وفقدوا موقعهم المؤثر في السياسة الدولية، بل إنهم قد فقدوا القدرة على القرار في شؤون بلدانهم وصاروا أسرى أسئلة عجزهم: هل تبقى لهم دولهم أم تراها تزول بالتقسيم أو بالتفتيت أو بالتدمير المنهجي بالطائرات الحربية التي استدعوها، وفتحوا لها أجواءهم بالأمر لتدفع عنهم خطر السقوط أمام جحافل الزاحفين لاجتياحها باسم خليفة داعش وجيوش الجاهلية المسلحة بالشعار الإسلامي.
صار العرب، بمجرد خروجهم من العروبة وعليها «قوة عظمى»، لهم طيران حربي تتوزع قواعده في مختلف انحاء الجزيرة والخليج، وهو حاضر لتأديب العصاة والخارجين على القانون الدولي بالصياغة الأميركية: ينطلق بالأمر الأميركي ليضرب دولة العباسيين في أرض السواد وفي دولة الأمويين في بلاد الشام، وتعود طائراته ـ بطياريها وطياراتها السمراوات ـ إلى قواعدها الأميركية سالمة وقد دمرت أهدافها بالكامل، بلا خسائر تذكر... إلا في كرامة الانتماء لهذه الأمة مهيضة الجناح.
...لشد ما اختلف المشهد في المبنى الأزرق للأمم المتحدة، هذه الأيام عنه قبل أربعة وخمسين عاماً، إن الفارق بين المشهدين يثير الغضب حتى البكاء قهراً وشعوراً بالمهانة.
كان العرب، بشخص جمال عبد الناصر، معززاً بأصدقائه الكبار، شو إن لاي وسوكارنو ونكروما، وتيتو، وسيكوتوري وفيديل كاسترو، وصولاً إلى خروشوف، أصحاب قرار، ليسوا متطفلين وليسوا ملتحقين، وأصحاب موقف وليسوا خدماً في بلاط السادة الكبار، وأصحاب حق يطلبونه واقفين وليس بالتسول، يحررون أرضهم وإرادتهم بدمائهم وبفهمهم لخطورة دورهم بحكم موقعهم في العالم ووعيهم لخطورة هذا الموقع، وباستعدادهم للجهاد مهما بلغت أكلافه لتحرير أرضهم وحقهم في وطنهم كما في الجزائر..
كان للعرب دورهم في صنع القرار الدولي انطلاقاً من حقيقة انهم «قوة» قادرة على الفعل، بشهادة إلحاقهم الهزيمة بالعدوان الثلاثي سنة 1956 والذي شاركت فيه دولتان كبيرتان مع العدو الإسرائيلي في الهجوم على مصر بعد إقدام جمال عبد الناصر على ممارسة حق مصر في استعادة قناة السويس (التي بناها المصريون بدمائهم) من مستثمريها الاجانب إلى أحفاد من ماتوا ليفتحوا مجراها في قلب الصخر والرمال.
وكان للعرب حلفاؤهم الكبار وأصدقاؤهم الكبار في العالم، ليسوا أتباعاً يُؤمَرون فيطيعون، وليسوا ملحقين بالأقوى، بل كانوا في صدارة العاملين لتحرير الشعوب في آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية، ومن دعاة نيل السود في الولايات المتحدة الأميركية دورهم في بلادهم، وهو دور سرعان ما فرضت الحياة وقوة الأمر الواقع على القيادة الأميركية الاعتراف به، والذي سهل على مواطن متحدر من سلالة أفريقية مثل باراك اوباما ان يكون رئيساً للدولة الأقوى في العالم.
كان العرب أهل أوطانهم وأصحابها، لا يعيِّن الاجنبي حكامها، ولا يلجأ الحكام إلى الاجنبي ليستقووا به على شعوبهم: أرضهم لهم يغادرها المحتلون القدامى بالتتابع، تحت ضغط الثورات الشعبية والعمل لتحرير الإرادة قبل الأرض ومن أجلها.
اليوم، وفي الذكرى الرابعة والإربعين لرحيله، يتصرف معظم القادة العرب وكأنهم تخلصوا أخيراً من «شبحه»، متناسين ان قوته وقدرته على التأثير والشعبية العظمى التي نالها، كل ذلك قد تم له نتيجة قدرته على اتخاذ القرار الذي انتظرت الجماهير من يجرؤ على اتخاذه محرراً الأمة من مخاوفها ومعيداً إليها الثقة بقدراتها غير المحدودة.
والأمل ان تعجل القرارات الخاطئة حتى حدود الخيانة والتي اتخذها ويتخذها بعض حكام البلدان العربية في إعادة الأمة إلى الحياة، وإلى دورها في صنع الغد الأفضل لشعوب هذه الدنيا التي انحصر خيارها بين الدواعش الآتين من الجاهلية والحكام الذين يريدون إخراجها من هويتها ومن التاريخ والجغرافيا.
وجمال عبد الناصر يسكن الوجدان... والغد.

 

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«العرب» في الأمم المتحدة بين عصرين «العرب» في الأمم المتحدة بين عصرين



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon