توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
السبت 1 آذار / مارس 2025
  مصر اليوم -
أخبار عاجلة

بيان وزاري مكتوب بالدم

  مصر اليوم -

بيان وزاري مكتوب بالدم

طلال سلمان

نرجو أن ينتبه السادة وزراء الحكومة ـ المعجزة التي استولدت قيصرياً، وبعد فترة حمل قياسية، أنهم إنما يكتبون بيانهم الوزاري بدماء الشهداء، عسكريين ومدنيين، رجالاً ونساءً وأطفالاً، قضوا ظلماً وعدواناً في عمليات إرهابية ارتكبها ويرتكبها سفاحون أعماهم التعصب. لن نطالبهم بإنجازات خارقة، لا يملكون لا القدرة ولا الكفاءة ولا الوقت لإنجازها. ولن نطالبهم بشن حرب ساحقة على الإرهاب والإرهابيين. نطالبهم بالتخفيف من صداماتهم الدونكيشوتية، وبابتلاع تصاريح الشقاق والنفاق والمزايدات ذات المردود الطائفي والمذهبي والعنصري. احترموا أحزان شعبكم ولا تزيدوا أثقالها على الرعية الصابرة التي تنتظر بفزع التفجير التالي. [ [ [ سيولد اليوم، على الأرجح، البيان الوزاري لحكومة الأربعة والعشرين وزيراً التي تطلّبَ تشكيلها ـ مجرد التشكيل ـ سنة إلا أربعين يوماً، ورحلات من بيروت إلى الرياض، ومن الرياض إلى باريس مروراً بروما، ومن روما إلى واشنطن عبر جنيف ـ ميونيخ انتهاءً ببرلين وعبرها طهران... في حين كانت الاتصالات المباشرة متواصلة عبر العواصم ومراكز القرار من المصيطبة إلى عين التينة ومن كليمنصو إلى الرابية، ومن بكركي إلى بنشعي، مروراً بمعراب وانتهاءً بحارة حريك، لتجاوز حق الفيتو وإجازة المرور. أي أن التشكيل الذي تَنَافَسَ الجميعُ، خارجاً وداخلاً، على تسهيل أمره، قد استغرق حوالي السنة، وبالتحديد ثلاثمئة وعشرين يوماً، علماً أن العمر الافتراضي لهذه الحكومة هو مئة يوم إلا إذا... ما حدث وما يحدث غالباً من خارج التوقع ويتخذ شكل المفاجآت أو الصدمات أو التطورات الدراماتيكية التي تلغي الالتزام بالمواعيد الدستورية، وتبرر اللجوء إلى القاعدة الذهبية التي أدمنها اللبنانيون: الظروف الاستثنائية التي تفرض الخروج على الدستور وتبتدع أعرافاً وقواعد سلوك من خارج المألوف. ولسوف يضحك أهل النظام السياسي من رعاياهم أسرى الانقسام السياسي ـ الفكري ـ الطائفي ـ المصلحي، مرة أخرى: لقد ابتدعوا قواعد سلوك جديدة من خارج النص، سواء أكان دستوراً أم قانوناً أم عرفاً... ومتى كانت الدساتير أقوى من ملوك الذهب أو كان القانون أقوى من الرئيس الفرنسي أو العرف أقوى من البنادرة، خصوصاً أن الذريعة هي هي دائماً: "الحرص على الوحدة الوطنية والابتعاد عما من شأنه تعميق الانقسام بين العائلات الروحية(!!) اللبنانية، تجنباً للفتنة وتعزيزاً للحمة وتوكيداً لوحدة المصير..."؟؟! حتى دمشق الغارقة في الدماء شاركت في الاحتفال بالإنجاز اللبناني المذهل، وكذلك القاهرة المشغولة بهموم الإرهاب الإسلامي وإبداعاته الدموية اليومية، وبغداد طيرت برقيات التهنئة؛ أما في الفاتيكان فقد تبادل غبطة البطريرك القبلات مع بعض الذين سهلوا الولادة القيصرية التي كانت تهدد الوالدة والمولود والأهل أجمعين! هي لعبة بسيطة وإن تبدت معقدة: استبدل دمشق بالرياض، وفي حال الخلاف اهرب إلى التعميم: "الدول الشقيقة والصديقة". احذف ثلاثية "الشعب والجيش والمقاومة" وضع مكانها "الجماهير والقوات المسلحة وطيور الأبابيل" أو أي تعبير يُجَهِّل صانعَ التحرير من دون ان يسيء إلى إسرائيل التي لم يعد ضرورياً الإشارة إليها بكلمة "عدو"، واشطب أي ذكر للنفط والغاز وَفَخِّمِ الكلماتِ الدالةَ على الرغبة في تحقيق التكافل والتضامن بديلاً من التحديد: العدالة الاجتماعية. هي كأي حكومة أو حكومات سابقة: حكومة الدول... قد يحدث تعديل طفيف في التسمية والتوصيف نتيجة الاختلال في المعادلات السابقة. لقد حَلَّتْ طهران محل دمشق وتقدمت الرياض من باريس بديلاً من واشنطن التي ترفرف راياتها خفاقة في كل مكان، وبات سفيرُها في بيروت سفيرَها في العواصم جميعاً يتنقل بالطائرة بدلاً من السيارة، والإنجاز يستحق مثل هذه التضحية... أَبَعْدَ هذا كله تريدون المضي قدماً في السخرية من هذا "الشعب الساذج" الذي "يقرأ الممحو" و"يفهمها وهي طائرة" فتزعمون انكم قد بلعتم كل الموانع الايديولوجية وأسباب التحريم بل التجريم، ثم توقفتم أمام الثلاثية الخالدة: الشعب والجيش والمقاومة!! كلمات هي، أيها السادة، كلمات... والحقائب تتسع لبضعة قواميس: عربي ـ عربي، عربي ـ فرنسي، عربي ـ انكليزي، انكليزي ـ فرنسي مطعم بالعبري. هي حكومة أسابيع، لا تستطيع ان تتحمل عبء كلمة ثقيلة كالمقاومة... ولكنها تستطيع الإعداد لانتخابات الرئاسة، وهي كونية بطبيعتها. اشطبوا ما شئتم من الكلمات. الكلمات اخطر من الحقائب والمناصب. المهم استيلاد الحكومة بأي ثمن. فلنستعد لدفع الثمن إذن!

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بيان وزاري مكتوب بالدم بيان وزاري مكتوب بالدم



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon