توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
السبت 1 آذار / مارس 2025
  مصر اليوم -
أخبار عاجلة

الحكومة الدولية: كله تمام

  مصر اليوم -

الحكومة الدولية كله تمام

طلال سلمان

كل حكومة في لبنان هي "حكومة دولية"، تماماً كما أن كل رئيس لهذه الجمهورية هو "رئيس دولي أو مدوّل". قد تختلف نسب الشراكة فتكون الأكثرية للأقرب والأعظم نفوذاً (سوريا في الماضي مع السعودية التي تستبطن أميركا أو تستبطنها أميركا، ومصر جمال عبد الناصر وضمنه سوريا إلى جانب حصة أميركية بين منتصف الخمسينيات وحتى نهاية الستينيات) وتكون للغرب حصة شائعة (فرنسا من قبل، ثم فرنسا وبريطانيا لفترة ثم الولايات المتحدة الأميركية منفردة مع جائزة ترضية لفرنسا... ورسالة تطمين لإسرائيل). وكل لبناني يصلح لأن يكون رئيساً، وكل لبناني يصلح لأن يكون وزيراً من حيث المبدأ.. لا تهم مهنته قبل توزيره، وليس وارداً أن يناقش توزيع الحقائب بحسب الاختصاص عند التشكيل! التشكيل يقبل ـ بطبيعته ـ الأصناف جميعاً، فالأصل هو الانتماء الحزبي أو التوجه السياسي (!!) فيكون الطبيب وزيراً للصناعة، وصاحب المصرف وزيراً للثقافة، والمعلم في المدرسة الرسمية وزيراً للاتصالات، والصناعي وزيراً للدفاع... أما رجل الأعمال فيمكنه أن يتولى أية حقيبة إذ يفترض فيه أن يفهم في أي مجال وكل مجال. المهم أن يحصل أي من هؤلاء وأمثالهم على حقيبة أية حقيبة، وهو سيملأها بإنجازاته الباهرة. ثم إن "العالم" جميعاً يشارك في تشكيل الحكومة الدولية للبنان، بعضه عن قُرب، وبعضه الآخر عن بُعد.. والحمد لله إن أسباب التواصل والاتصال قد سهّلت الأمور إذا ما أشكلت على السفراء المعتمدين في بيروت (وبعضهم قد يمتد ظله إلى عواصم أخرى...). ولقد كشفت اتصالات التهنئة بالحكومة الجديدة حجم التأييد الدولي لها، فبادر رؤساء دول عظمى ووزراء خارجية دول كبرى، قبل ملوك العرب وأمرائهم، إلى تهنئة اللبنانيين بهذا الإنجاز التاريخي غير المسبوق. من باب أولى أن تشترك دول العالم غداً، غرباً وشرقاً عرباً وعجماً، في انتخاب الرئيس الجديد للجمهورية... وقد نشهد تظاهرة دولية في قلب المجلس النيابي، مرة أخرى، تدليلاً على الأهمية الكونية الاستثنائية لهذا الوطن الصغير. اللافت أن الشعب اللبناني العظيم يعتبر هذه المشاركة الدولية من علامات التسليم بعبقريته والأهمية الاستثنائية لدولته التي تكاد تضيق به وعليه ولا يتحرّج من الاعتراف بأن مواقع القرار في موطن الأرز تمتاز بأنها "دولية" لكل قادر فيها نصيب. كيف يمكن للمواطن (في حال وجوده) أن يحاسب حكومته الدولية هذه؟! هل هو مجلس الأمن الدولي؟! .. وفي حالة الحكومة الجديدة التي أمكن استيلادها قيصرياً في ليل، وتمّ تعديلها الأول مع الفجر، ثم تمّ تعديل التعديل قبيل الظهر مما تسبّب في تغييب اثنين من الموزّرين بالنكاية عن الصورة التذكارية (وإن أمكن الاستدراك، رسمياً، بفضل الفوتوشوب) فإن تمنيات "من لهم علينا الخاطر" قد يسّرت الأمر، مع وعي المعنيين أن بعض "الأصدقاء" سيعتبون وأن بعضاً آخر سيغضبون، وستمكن المعالجة لاحقاً وبعد إنجاز المهمة الشاقة التي ينتظرها العالم. ـ هي حكومة شهور ثلاثة، فلا بأس إن وُلدت وفيها بعض التشوّه. ـ ولكنها تطلّبت عشرة شهور وعشرة أيام.. فهل تستحق مثل هذا العناء والحروب التي استخدمت فيها الأسلحة جميعاً، الطائفية والمذهبية، الجهوية والمناطقية، التشهير والتكفير، التخوين و"التمنين"؟! ـ كل هذا لا يهم... المهم أن الإنجاز باهر! ها قد غدا لكم حكومة مؤهلة لاتهامها بالعجز والقصور. ومَن عمل على ولادتها كان يهتم باستيلاد معارضتها معها، وهذا هو الإنجاز الأخطر. مَن كان يستطيع التصور أن بالإمكان، وفي لحظة الاحتدام السياسي ـ الطائفي ـ المذهبي في المنطقة جميعاً، أن تشكّل حكومة يرحّب بها الأميركان ولا تعترض عليها طهران، وتستقبلها فرنسا بالتهليل من دون أن تغضب دمشق، وتهنئ على إنجازها موسكو من دون أن تستفز السعودية التي تنظر إلى ذاتها على أنها "القابلة القانونية" لهذه الحكومة الدولية؟ "كله تمام"... تمام التمام، وها هي بيروت تعود إلى رئاسة الحكومة الدولية، بعد غياب طويل.. وسينسى الناس كيف تمت الولادة إذا ما أثبت "المولود" أنه قابل للحياة، ولن يقتله الشركاء في استيلاده، إذا ما اختلفت الحسابات غداً على أبواب "معركة العصر" التي سوف تقرّر مَن هو القادم الجديد إلى القصر الجمهوري بعد مئة يوم تعدّون؟!  

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحكومة الدولية كله تمام الحكومة الدولية كله تمام



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon