توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
السبت 1 آذار / مارس 2025
  مصر اليوم -
أخبار عاجلة

دول ولا دولة!

  مصر اليوم -

دول ولا دولة

طلال سلمان

  لا خبر في لبنان وعنه إلا الحوادث الأمنية من ماركة «عاجل» التي تداهم الناس في بيوتهم فتقلق راحتهم لفترة ثم يعودون إلى ما كانوا فيه وقد رموا «الأخبار العاجلة» خلفهم لأن هموماً أثقل وأكثر إثارة للقلق تأخذهم إلى البعيد... سعياً إلى أبنائهم الذين ذهبوا ولن يعودوا، فإذا ما عادوا فلزيارة قصيرة يطمئنون خلالها عليهم، ثم يرجعون من حيث أتوا بهويات البلاد التي استضافتهم وارتاحوا إلى الإقامة فيها بل والانتماء إليها كمواطنين بعدما نالوا جنسياتها.  لا خبر في لبنان، وفي المنطقة من حوله، إلا تهاوي «الدولة» بما ينذر باضمحلالها...  ولا خبر في سوريا وعنها إلا أعداد القتلى والجرحى والمخطوفين والمفقودين وإلا صور المدن المهدمة والقرى المحروقة والمنشآت التي بناها السوريون بالعرق المسفوح فوق أرضهم المباركة ثم تمّ تدميرها وسط احتفالات بالنصر مسبوقة بالتكبير ومتبوعة بالصلاة على الرسول العربي وآله.  ولا خبر عن العراق إلا مواقع السيارات المفخخة التي تفجر بأبناء الرافدين رجالاً ونساءً وأطفالاً وإلا أعداد القتلى والجرحى في مختلف المناطق وبهدف توسيع دائرة الفتنة بين السنة والشيعة، مع هدف ثانوي يتمثل في تهجير الكلدان والأشوريين، وهم حملة تاريخ العراق وحفظته...  ولا خبر عن اليمن إلا «الإنجازات» المتوالية للطائرات الأميركية من دون طيار، وكم قتلت من اليمنيين في هذا اليوم بتهمة أنهم «إرهابيون»، كأن إنجازات هذه الطائرات لا تندرج في خانة الإرهاب...  في هذا الركام الدموي تضيع أخبار فلسطين ويتم التركيز على استنبات المستوطنات الإسرائيلية الجديدة أو توسيع القديمة منها على حساب أهالي المدن والقرى ذات التاريخ بهويتها الفلسطينية المصدّقة بدماء أبنائها وأشجار الزيتون التي تنتصب كشهود على الزور والتزوير الإسرائيلي ــــ الأميركي المشترك والذي لا ينفع استئناف المفاوضات إلا في طمسه تمهيداً لاستيلاد التاريخ المستحدث بقوة الحديد والنار والخرافات التوراتية.  ولقد كان اللبنانيون الأسبق إلى إلغاء دولتهم... فلقد أنجزت الطبقة السياسية فيه إعادة شعبه الممتاز قبائل وعشائر بعد أن أتمت تقسيمه إلى طوائف ومذاهب ليسهل الفصل الأبدي بينها: كيف يكون وطن ذلك الذي يهرب أبناؤه من جنسيته ومن البقاء فيه ومن الاهتمام بمصيره؟  إن تهديم الدولة جار على قدم وساق، وكل «الأهالي» لا يعيشون القلق على «دولتهم»، لأن لكل طائفة «دولتها» ولكل مذهب «كانتونه»... وحدهم أولئك المصرون على أن يبقوا «مواطنين» هم الذين يحتاجون الدولة ويحاولون حماية ما تبقى منها، في عصر اضمحلال الدول أو تفسخها في المحيط القريب.  دولة بحكومة مستقيلة ورئيس حكومة مكلف تعجزه الظروف عن تشكيلها، وهكذا يقدم لبنان في عيد جيشه صورة نادرة المثال لرئيسين ولا حكومة...  دولة بمجلس نواب تعطله النكايات إلا حين يتصل الأمر بالتمديد لنفسه فينعقد لدقائق ينجز فيها «أهله» المهمة الجليلة ثم ينصرفون ليكملوا «حروبهم» التي بلا قضية إلا «إثارة النعرات الطائفية والمذهبية» التي يفترض أن القانون يعاقب عليها بالحبس والغرامة، والتي هي هي مصدر وجودهم وسبب بقائهم في مواقعهم الممتازة.  دولة بسفراء أجانب يعرفون عن شؤونها وشجونها أكثر مما يعرف مسؤولوها، يحرّضون أهلها بعضهم ضد البعض الآخر، ويقسمون رعاياها بين «أصدقاء» و«إرهابيين».  دولة بمصارف وهيئات اقتصادية ورجال أعمال تخضع أعمالهم لرقابة أميركية صارمة، فلا يتحرك دولار، حتى في الداخل، إلا بعلم الهيئة الأميركية للرقابة على المال في العالم بعدما أتمت واشنطن توحيد العملة فيه بالأمر... وإلا فالقائمة السوداء والحصار الاقتصادي حتى التجويع.  دولة «أممية» يقوم جنود أجانب على حراسة العدو الإسرائيلي ــــ بالمعنى الرسمي ــــ من داخل أرضه وليس من داخل الأرض التي يحتلها العدو ويهدده منها.  دولة تعيش بلا دولة،  وحكومة تعيش وهي ليست حكومة،  ومجلس نواب يعيش وهو ليس مجلساً للنواب يمارس مهامه في التشريع...  وقضاء يتعاظم النقد لهيئاته التي يفترض أن تكون محصنة، ثم تزاد رواتب رجاله أضعافاً، بمقدار ما تتزايد الاتهامات الموجهة إليهم والمسيئة لكراماتهم من دون أن يثوروا ومن دون أن يحاسبوا مطلقي هذه الاتهامات المعلقة والتي لا يعرف ما هو الثابت منها وما هو المزور بالنكاية أو بالغرض...  دولة في كل منطقة من مناطقها دولة: فعرسال غير اليمونة التي عند بابها، وغير الهرمل وجرودها التي طالما كان أهلها شركاء للعراسلة في جرودهم فإذا ما اختلت الشراكة تفجرت المذهبية حروباً لها بين السياسيين من يستثمرها لتوطيد زعامته.  إنها دولة القضاء والقدر والإبداع اللبناني الذي لا شبيه له ولا مثيل. فلا تهتم للأخبار العاجلة... إنها بعد ساعات ستغدو حكايات قديمة. وستغطيها التصريحات والتصريحات المضادة فتصير من الماضي الذي يتحكّم بحاضرنا ومستقبلنا في هذا الوطن الذي بلا دولة.  عشتم وعاش لبنان. "السفير"

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دول ولا دولة دول ولا دولة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon