توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
السبت 1 آذار / مارس 2025
  مصر اليوم -
أخبار عاجلة

مصر تستعيد روحها وتعود فتصنع تاريخنا

  مصر اليوم -

مصر تستعيد روحها وتعود فتصنع تاريخنا

طلال سلمان

تولد الثورات من قلب الاستحالة، وتشق طريقها في قلب الصعوبة وها هي الثورة الشعبية الرائدة في مصر والتي جاءت من خارج التوقع قد استطاعت أن تجدد ذاتها بعدما اختطفها من لم يكونوا في ميدانها، بداية، وتواجه الآن «الثورة المضادة» التي كانت قد نجحت في الوصول إلى قمة السلطة بتواطؤ شبه علني بين الأخوان والمجلس الأعلى لقيادة القوات المسلحة، محصنة بالشعار الديني ومعززة بالرغبة في الانتقام للماضي من الحاضر والمستقبل. إنها ثورة في قلب الثورة لتصحيح المسار بعدما انحرف بها الأخوان عن طريقها وعن أهدافها الأصلية. ولقد أعادت هذه الثورة الجيش إلى موقعه الصحيح في خدمة أهداف شعبه، فإذا بالأخوان يشنون حرباً قذرة على هذه المؤسسة الوطنية العريقة، ويصمون الإنجاز الثوري التاريخي بالانقلاب على الشرعية... متناسين «تجربتهم» في التواطؤ مع قيادة القوات المسلحة على الثورة والثوار. كما أن هذه الثورة تجيء من قلب مسار النضال الوطني في مصر من أجل إقامة الدولة الوطنية الديموقراطية والمؤهلة والقادرة على إعادة بناء مصر واستعادة دورها القيادي في أمتها بعدما ضيّعه الانحراف والطغيان. ولقد وضع الرئيس المؤقت عدلي منصور هذه الثورة في سياقها التاريخي، باعتبارها امتداداً أو استئنافاً لكل الانتفاضات الوطنية التي شهدتها مصر في تاريخها الحديث، بدءاً بثورة أحمد عرابي، وصولاً إلى ثورة 1919 بسعد زغلول وحزب الوفد على رأس قيادتها، واكتمالاً بثورة 23 يوليو 1952 بقيادة جمال عبد الناصر. إنها استئناف متأخر لتلك الثورة المجيدة التي كانت بداية تاريخ جديد ليس لمصر وحدها بل للأمة العربية جميعاً، في مختلف أقطارها، وإن تمددت بتأثيراتها ووهج شعاراتها، الحرية والاشتراكية والوحدة، إلى محيطها جميعاً، بعد طرد الاستعمار واستعادة البلاد من غاصبيها والحكّام الذين نصّبهم الأجنبي. لكأن مصر تسعى إلى استئناف مسيرتها التي وصلت بها قيادة جمال عبد الناصر إلى بناء دولة قادرة، مهابة الجانب، مميزة بدورها القيادي في إقليمها، بل وعلى المستوى العالمي، تحفظ لأبنائها كرامة حياتهم بالإنجاز في مختلف مجالات التقدم، صناعة وزراعة، تعليماً واستشفاءً، وكفاية في حياتهم تصون كرامتهم. لقد أخرج حكم الطغيان مصر من تاريخها، من هويتها وبالتالي من أمتها. كانت القائد الشرعي، وصاحب القرار في الحرب كما في السلم، في بناء الغد الأفضل، وفي التصدي لقوى القهر والاستعمار والاحتلال الإسرائيلي... فصارت دولة منسية. وإذا كانت نكسة الخامس من حزيران 1967 قد كشفت مكامن الخلل في نظام جمال عبد الناصر فإن شعب مصر قد خرج يطالب هذا القائد الذي جسّد طموحاته أن يصحح الخطأ وأن يعود إلى الميدان لإزالة آثار العدوان، فكان أن أعد جيش النصر الذي سيخوض حرب العبور المجيدة، بعد رحيل قائده وبانيه، ثم يمنع من إنجاز حربه بما يتوازى مع قدراته وتضحياته. لكن ذلك حديث في الماضي، وفي ما «أنجزته» الثورة المضادة من إلغاء لدور مصر في محيطها، ومن إفقار لشعبها النبيل في صبره. كان مستحيلاً أن تستعيد مصر روحها، ومن ثم دورها، إلا بالثورة. ولقد اغتيلت الثورة وإرادة التغيير ألف مرة خلال الأربعين سنة الماضية. تمّ تزوير هوية مصر، واستخدم الفقر في تبرير الانحراف بها عن مسارها الطبيعي. صارت الوطنية سبة، وصارت العروبة إهانة لمصر، وصارت فلسطين عبئاً ثقيلاً من الأفضل التخفف منه. اغتيل جمال عبد الناصر كبطل وطني ورمز للنهوض القومي ألف مرة، لكن طيفه ظل يرف من حول مصر. ظل صدى صوته يتردد في جنباتها. ظل الفقراء يستذكرون أنه أول من أنصفهم وجعلهم مواطنين طبيعيين ورواداً لقضية الحرية. سُلخت مصر من تاريخها، وكادت تُسلخ من جغرافيتها. أُنكرت عليها هويتها. ضُرب التعليم فيها، وقُزّمت جامعاتها الوطنية التي خرّجت أجيالاً من العلماء الرواد... وعادت الأمية تضرب أطنابها في أرض مصر، وتدهور التعليم الوطني ليذهب أبناء القادرين إلى الجامعات الأجنبية.. أو إلى الخارج الذي قد لا يعودون منه. على امتداد أربعين سنة أو يزيد حاول المزوّرون وباعة الأوطان والمقدسات أن يفرضوا على المصريين خياراً مراً: إذا شئتم الخبز فانسوا الكرامة، وقفوا في طابور الأتباع الذي يتسوّلون لقمة عيشهم. انسوا الاستقلال والعزة والكرامة. انسوا الهوية الأصلية. انسوا الصراع مع إسرائيل واجنحوا إلى الصلح معها بشروطها المذلة. لقد عبر جيشكم البطل، وهذا يكفي.. ولا تحاولوا أن تتذكروا أن «حكم 99 في المئة من الأوراق في يد أميركا» قد وفر لإسرائيل أن تعبر ليستقر علمها في قلب القاهرة. ها هي مصر تستعيد وعيها، وتتقدم في اتجاه استعادة دورها القيادي في أمتها.. ... وها هي المليارات تتدفق على مصر لشراء ثورتها وتمكين أهل النفط منها قبل أن تستكمل مسيرتها في اتجاه غدها الأفضل. وها هم الإخوان يندفعون إلى محاولة إحراق مصر تعويضاً عن خسارتهم الفرصة التاريخية التي أتاحت لهم الوصول إلى سدة الحكم. لكن شعب مصر الذي حقق ثورتين تاريخيتين خلال ثلاثين شهراً سيظل أقوى من أن يضعف في مواجهة المليارات النفطية والضغوط الأميركية ـ الإسرائيلية، والثورة المضادة التي يندفع إليها الأخوان المسلمون حتى مع وعيهم أن نيرانها قد تحرق مصر جميعاً. سيظل شعب مصر قادراً على حماية إنجازه التاريخي. وها هو طيف جمال عبد الناصر يلوح كمنارة تهدي الثوار إلى الطريق الصحيح. نقلاً عن جريدة " السفير "

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصر تستعيد روحها وتعود فتصنع تاريخنا مصر تستعيد روحها وتعود فتصنع تاريخنا



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon