توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
السبت 1 آذار / مارس 2025
  مصر اليوم -
أخبار عاجلة

مليارات الخوف من الثورة لمصادرة عودة مصر؟

  مصر اليوم -

مليارات الخوف من الثورة لمصادرة عودة مصر

مصر اليوم

يعيش العرب خارج مصر حالة من النشوة باستعادة «الميدان» ثورته واستئناف المسيرة لتحقيق الأهداف - الأحلام التي دفعت بالملايين إلى النزول إلى الشارع، مرة أخرى، حماية لهذا الإنجاز الذي يشكل، في نظرهم، بداية مضيئة للتاريخ العربي الحديث. لقد فجع العرب، خارج مصر، بمصادرة «الإخوان المسلمين» الناتج السياسي للانتفاضة الأولى في بدايات العام 2011 بركوبهم موجتها والتواطؤ مع المجلس الأعلى لقيادة القوات المسلحة المصرية من اجل الفوز بالرئاسة، بعد سلسلة من المناورات والتكتيكات التي طاولت الدستور والانتخابات التشريعية، بحيث تمكنوا من مصادرة القرار السياسي في مصر عبر استيلائهم، بالحيلة والمخادعة، على مؤسسات الحكم جميعاً. لذا كانت أفراح العرب خارج مصر مدوية بعودة الملايين إلى الميدان، اعتراضاً على تفرد «الإخوان» بالسلطة... ثم جاء النصر الباهر عبر انضمام الجيش إلى حركة الجماهير وتنفيذ قرارها بعزل الرئيس الإخواني محمد مرسي، أي إسقاط الحكم الإخواني، وتكليف رئيس مؤقت وتشكيل حكومة لتسيير الإعمال في الفترة الانتقالية التي تمهد لعودة السلطة إلى من يمثل هذا الشعب العظيم ويجسد القدرة على إعادة بناء «الدولة» في مصر بما يحقق طموحات «الميدان» الذي قام بدوره التاريخي كحارس للثورة المؤهلة لفتح باب الغد الأفضل. ولأن العرب خارج مصر يتابعون الحركة المباركة المؤهلة لإعادة صياغة مستقبلهم جميعاً، وليس مستقبل المحروسة وحدها، فقد كانوا يعيشون قلقاً على هذه الثورة التي اصطنعتها الجماهير بالأعداد غير المسبوقة لعشرات الملايين الذين نزلوا، مرة أخرى، إلى الميدان، وبحجم أسطوري يفوق أعدادهم في نزولهم المتكرر في مراحل سابقة، على امتداد الثلاثين شهراً الماضية. كانت مصادر القلق واضحة في أذهان هؤلاء العرب الذين يتابعون بقلوبهم كما بأفكارهم النتائج المباشرة لإسقاط حكم «الإخوان» وارتداداتها على مصر، سياسياً ـ بحكم الارتباطات الملزمة والقائمة مع كل من الولايات المتحدة، أساساً، ثم مع العدو الإسرائيلي ـ وبالتالي اقتصادياً، لا سيما أن الفترة الانتقالية قد كشفت حاجة مصر الملحة إلى المساعدات والمعونات، ولو على شكل قروض، لتجاوز مرحلة «عنق الزجاجة» بكل أبعادها الاقتصادية وانعكاساتها الاجتماعية. ثم، ومن خارج التوقع، توالت المفاجآت على شكل مليارات من الدولارات تدفقت على مصر تباعاً من الدول الخليجية: كان بديهياً أن يكون شرف المبادرة معقوداً للمملكة العربية السعودية، وقد تلتها بعد ساعات دولة الإمارات العربية المتحدة لتتبعها الكويت بعد يومين، فإذا حوالي 12 مليار دولار تتنزل مطراً على مصر التي أمضى الحكم الإخواني سنة كاملة يحاول عبثاً الحصول على قرض من صندوق النقد الدولي بقيمة الثلث، تقريباً، من مجموع هذه المساعدات غير المشروطة التي قدمت إلى الحكم الجديد، الذي لم تستقر آلياته بعد، ليس فقط بلا شروط، بل ـ وأساساً ـ من قبل أن يطلب. والمال هو أخطر الأسلحة السياسية، كما يعرف الخاصة والعامة.. من هنا فقد تدفقت الأسئلة بالسرعة ذاتها التي تدفقت بها كل هذه المليارات على مصر التي أنقذها ميدانها المعزز بجيشها من قبضة «الإخوان»، وأبرزها وربما أخطرها السؤال: لماذا الآن؟ وهل اطمأن حكام السعودية خصوصاً والخليج عموماً إلى الحكم الجديد الذي لما تتكامل ملامحه وإن كان عنوانه الأوضح أنه نتيجة «تزاوج» بين الميدان بتوجهاته الواضحة كما أعلنتها شعاراته وهتافات الملايين من جماهيره التي احتشدت في مختلف المدن والدساكر المصرية من الإسكندرية وحتى الأقصر، وبين القوات المسلحة بقائدها الاستثنائي في هدوئه المعزز بالابتسام، حتى وهو يتخذ قرارات من شأنها تحويل مسار الأحداث والتمهيد لمرحلة جديدة في التاريخ المصري، بل التاريخ العربي الحديث، جميعاً؟ لماذا الآن وليس بالأمس القريب، خصوصاً أن الوجه الاقتصادي للأزمة السياسية قد تبدى مكشوفاً وأنه من فعل فاعل، إذ فجأة ومن دون أسباب مفهومة، تفاقمت الأوضاع المعيشية سوءاً: اختفى البنزين والمازوت ونشبت معارك عند محطات الوقود، اختفت أو شحت المواد الغذائية المعروضة بعد رفع أسعارها بقرار إخواني ثم التراجع عنه تحت الضغط الشعبي؟ في الجانب الخفي المتصل بالسلطة جرت مصالحات مشبوهة أو قدمت عروض، بمثل هذه المصالحات، مع عدد محترم من أصحاب الثروات الحرام التي كنزوها عبر منحهم مواقع ممتازة من أراضي الدولة، أقاموا عليها مدناً بمنشآت سياحية فخمة، بأموال لم يكونوا يملكونها، وإنما حصلوا عليها بتسهيلات استثنائية وفرها لهم أصحاب السلطة ـ من موقع الشريك ـ بلا ضمانات فعلية... ولم تكن مصادفة أن بين هؤلاء من وفرت له التسهيلات السيطرة الاحتكارية على معظم المواد التموينية، وعلى سوق الاستيراد. لا عواطف في السياسة.. ولم تنبثق مشاعر الإخوة والاندفاع إلى إغاثة الملهوف فجأة من رقادها الطويل إلا بقرار سياسي يصعب الافتراض أن أهل السلطة في كل من السعودية والإمارات والكويت قد اتخذوه تقديراً لنضال الشعب المصري وتضحياته من اجل القضايا العربية عموماً، وحفظاً لكرامة الأمة... وإلا جاز السؤال: وأين كان ذلك كله قبل عام بل قبل عشرات الأعوام التي عانى فيها شعب مصر ما عاناه من أسباب الضيق وافتقاد الأمان واندفاع أبنائه إلى الهجرة، بأي شروط والى أي مكان يقبلهم، حتى لو اقتصرت على تأمين المأوى والغذاء لعائلاتهم؟ من هنا توالى طرح الأسئلة التي قد تتخذ شكل الاتهام، أو اقله التشكيك في أسباب هذا الكرم الحاتمي المفاجئ الذي يتجاوز كل تقدير: - هل هو قرار أميركي، يهدف إلى محاصرة الثورة ومنع تداعياتها السياسية التي يمكن التقدير أنها ستكون غير محدودة وستتجاوز حدود مصر بالتأكيد؟ فالكل يعرف أن «الأمر بالصرف» في المملكة المذهبة وسائر دول الخليج التي أوجدها الذهب الأسود والغاز الأبيض هي الولايات المتحدة الأميركية بوصفها صاحب القرار السياسي في كل هذه المنطقة هائلة الغنى. وهل سبب هذا القرار الأميركي تأمين استقرار مصر، ولو مؤقتاً، بعد «الانقلاب» الذي أطاح حكم «الإخوان» بشخص محمد مرسي، وحتى لا تكمل الثورة مسارها مستفيدة من انحياز الجيش إليها؟ وهل بين ركائز الاستقرار، في الحساب الأميركي، تأمين إسرائيل وتثبيت الاتفاقات التي عقدتها عهود سابقة معها ورعاها حكم «الإخوان»، مضيفة إلى نصوصها الحاكمة عواطفه الحارة، كما عبر عنها الرئيس الإخواني المخلوع في رسالته الشهيرة بصياغتها العاطفية إلى رئيس الكيان الإسرائيلي شيمون بيريز؟ ثم، هل انحازت واشنطن، وبهذه السرعة، إلى «الانقلابيين»، كمؤشر لاطمئنانها إلى قدرتهم على ضبط الأوضاع ضمن مخططها لمصالحها في هذه المنطقة، وعلى رأسها «أمن إسرائيل»، وبأكثر مما كان الأمر مع «الإخوان»، أو بأكثر مما أظهر الحكم الإخواني قدرته على حفظ هذه المصالح ورعاية دوامها؟ استطراداً: هل هذا القرار تعبير عن تقدير أميركي بأن «الإخوان» قد فشلوا تماماً وباتوا عبئاً على سياستهم ومصالحهم في المنطقة فتخلوا عنهم بسرعة قياسية، أم أن واشنطن ـ كما يقال عادة ـ تطمئن إلى حكم العسكر أكثر مما تطمئن إلى حكم «الإخوان»؟ أم أنها مصادرة سعودية ـ خليجية، تحت الرعاية الأميركية، لاحتمالات توجه الثورة نحو تحقيق أهدافها الأصلية في إعادة بناء مصر ـ بهويتها الأصلية ـ دولة قوية وقادرة ومؤهلة لاستعادة دورها القيادي في منطقتها العربية (والأفريقية) بزخم الثورة؟ الأسئلة كثيرة بعد، لكن مصدر الطمأنينة هو الثقة بالميدان الذي أثبت انه حاضر، لا يغفل ولا ينام، وأن «أهله» جاهزون للعودة إليه كلما رأوا ذلك ضرورياً لحماية ثورتهم وتأمينها ضد السرقة والانحراف. وهذا ما يجعل الباب مفتوحاً أمام العرب خارج مصر بآمالهم العراض في المستقبل الأفضل. نقلاً عن جريدة "السفير"

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مليارات الخوف من الثورة لمصادرة عودة مصر مليارات الخوف من الثورة لمصادرة عودة مصر



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon