توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

على الطريق عن «التحرير» و«الميدان»

  مصر اليوم -

على الطريق عن «التحرير» و«الميدان»

طلال سلمان

ما أبعد اليوم عن البارحة، وما أشد اختلاف الأحوال الآن عن تلك التي استولدها تحرير الأرض وإجلاء الاحتلال الإسرائيلي عنها بإرادة المقاومة ودماء مجاهديها، في مثل هذه الأيام من العام ألفين. المقارنة مفجعة، سواء على الصعيد المحلي أم على الصعيد العربي، وبالذات في ما يتصل بالعدو الإسرائيلي الذي اضطر يومها إلى سحب عسكره وأسطول آلياته خلال الظلام، تاركاً طابور العملاء الذين التحقوا به، فقاتلوا أهلهم، لمصيرهم الأسود الذي اختاروه لأنفسهم على حساب كرامة وطنهم وسلامة شعبهم. لقد أسقط أهل النظام العربي، بأكثريتهم الساحقة، ملامح العدو عن إسرائيل، فصالحها بعضهم علناً وصالحها آخرون سراً، وقالت أكثريتهم: «لن نظل نحارب عدواً لا نقدر على مواجهته إلى الأبد... ودولنا أولى بأن نهتم ببنائها والتقدم بها للحاق بالعصر، بعدما خسرنا زماناً طويلاً وأموالاً هائلة للإنفاق على احتمالات حرب ميؤوس من ربحها في مواجهة عدو لا يُقهَر». .. وبالطبع فإن الاندفاع إلى مصالحة العدو لم يوفر الاستقرار المنشود والرخاء الموعود للبلاد التي تحكمها الأنظمة التي أخرجت نفسها من دائرة الحرب التي يفرضها العدو الإسرائيلي على الأمة منذ خمس وستين سنة، بل ومن قبل ذلك، وفي فترة التمهيد لإقامة كيانه على أرض فلسطين بالتحالف مع دول الاستعمار القديم بعنوان بريطانيا. كذلك فإن تلك الأنظمة التي فرّطت بالأرض الوطنية وبدماء آلاف آلاف الشهداء، لم تبنِ دولاً قادرة، ولا هي وفّرت فرصة الحياة الكريمة لأهلها، بل تسبّبت في تدمير المجتمعات بالفساد الذي استشرى حتى التهم الكرامة الوطنية، وأفقدت جيوشها «قضيتها» فصارت طوابير من الموظفين العسكريين تستخدم لإرهاب الشعوب وحراسة «حدود» الاحتلال الإسرائيلي في الأرض الوطنية، وتقمع أية ظاهرة من ظواهر الاندفاع إلى المقاومة طلباً لتحرير الإرادة مع الأرض الوطنية بتدمير أسطورة العدو الذي لا يُقهر، والذي ثبت أنه يُقهر بالفعل ويُجبر على الجلاء بلا شروط. لقد بذلت هذه الأنظمة العاجزة أمام عدوها، المستقوية على «رعاياها»، الجهد الحثيث لتدمير إرادة المقاومة، والإفساد الممنهج للقوى الجديدة في المجتمعات ودفعها إلى اليأس من أوطانها المحكومة بقوى قفزت إلى السلطة بالمصادفة فلا هي تحترم إرادة الشعب ولا هي معنية بتمكينه من التقدم، ولا هي تحمي كرامته من العوز، فضلاً عن إذلاله في مواجهة الإرادة الأجنبية، وإسرائيل ضمنها، بل هي المستفيد الأعظم من هذا الواقع. ... وحين تفجرت أنظمة العجز بانتفاضة «الميدان»، استبشر المواطن العربي بإمكان التغيير واستعادة حقوقه في وطنه وكرامته الإنسانية، واستكمال معركة تحرير الإرادة الوطنية من أجل بناء غده الأفضل. لكن المفجع أن انتفاضة الميدان قد صودرت بالقوى التي ترفع الشعار الإسلامي والتي لا تختلف في جوهر موقفها السياسي عن الأنظمة التي خُلعت... فهي تتوجه، مثلها إلى واشنطن، وهي تقف مثلها مستجدية قروض البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، وهي تظهر حرصاً أعظم على تطمين العدو الإسرائيلي إلى أنها تحترم اتفاقات الإذعان معه. وهذا يؤدي، بطبيعة الحال، إلى تصادم الأنظمة الجديدة ـ القديمة مع القوى الحية العاملة للتغيير الجذري واستعادة الكرامة الوطنية في مجتمعاتها التي قُهرت طويلاً. [ [ [ في هذه الأيام التي تظللها ذكرى النصر بإجلاء الاحتلال الإسرائيلي عن الأرض اللبنانية، يغرق اللبنانيون في مواجعهم الناجمة عن تردي الطبقة السياسية وانشغالها بامتيازاتها ومنافعها، متوسلة دائماً سلاح الطائفية والمذهبية مع وعيها بأن ذلك يأخذ إلى الفتنة ويضيّع النصر الوطني الباهر الذي كُتب بدماء المجاهدين، وأعطى لبنان مكانة ممتازة في محيطه العربي، وسمعة دولية ممتازة. المجد للشهداء الذين أعطونا شرف الحياة في أرض مطهّرة من الاحتلال الإسرائيلي، وإن كانوا قد عجزوا عن «تطهير» الطبقة السياسية من أمراضها قاتلة الوطنية ووحدة المجتمع وأسباب القوة التي هزمت العدو الإسرائيلي.. الجبار! نقلاً عن جريدة "السفير" .

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

على الطريق عن «التحرير» و«الميدان» على الطريق عن «التحرير» و«الميدان»



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon