توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

على الطريق التحدي ـ الفرصة

  مصر اليوم -

على الطريق التحدي ـ الفرصة

طلال سلمان

إن لبنان في خطر داهم. هذه حقيقة مكتوبة بطوفان الدماء السورية الذي ينذر بتجاوز الحدود التي لم تكن في أي يوم حاجزاً مانعاً للتأثر والتأثير بين هذه «الدول» التي رُسمت في غفلة من أهلها، ومن فوق رؤوسهم جميعاً. لقد تحولت «القلعة» التي كان يعتد النظام في سوريا بأنه قد جعلها منيعة إلى ساحة مفتوحة لحرب مديدة يصعب حصرها في محيط مصدّع البنيان أصلاً ومهددة دوله بمخاطر التقسيم على أسس عرقية وطائفية ومذهبية وحتى عشائرية حيث تسود قبيلة نافذة أو قبائل يجمعها التحالف على اقتناص واحدة من غنائم الحرب المفتوحة نتائجها على الاحتمالات جميعاً. هل يشك أحد في أن الحرب في سوريا وعليها قد غدت «مدوّلة» وأن صيغة التوافق على مستقبلها، إذا ما أمكن الوصول إليها، دولياً، لن تقتصر على الكيان السوري وحده بل ستتأثر بها دول الجوار العربي جميعاً، العراق والأردن ولبنان بطبيعة الحال، مع حفظ حصة ما لتركيا، مع محاولة شطب أو تحجيم الحصة الإيرانية... هذا إذا نجحت «الخطة» التي يروّج لها الآن، ويقال إنها موضع دراسة في واشنطن، وربما في عواصم أخرى بعيدة. وإذا كان يستحيل على أية حكومة أن توقف ـ لوحدها ـ تنفيذ مثل هذه الخطة التي تستعيد «أمجاد» سايكس ـ بيكو، فلا أقل من أن نستعد لمخاطرها بحكومة جامعة، مؤهلة لمواجهة المخاطر التي تلوح في الأفق. إن الإجماع الذي حظي به الرئيس المكلف، نيابياً، والحرارة الشعبية التي استقبلت ترشيحه ورأت فيه مخرجاً لائقاً للقوى السياسية التي أخذتها الخلافات والمناكفات والكيديات بعيداً جداً، أي إلى ما يؤذي البلاد في سلامتها العامة، بل ويهدد وحدة الكيان السياسي، في هذه اللحظة الحرجة التي يُعاد فيها الحديث عن تقسيم ما قسمته معاهدة سايكس ـ بيكو، وتدعيم التنفيذ الإسرائيلي لوعد بلفور على الأرض الفلسطينية وعلى حساب شعبها. إنها حكومة قد تكون قصيرة العمر ولكن مهماتها من الخطورة بحيث أن نجاحها قد يؤسس لمرحلة من الوفاق الوطني الحقيقي الذي يحتاجه لبنان، بدولته وشعبه، لمواجهة المخاطر التي تتجاوز حياته السياسية وطبقة الانتفاع من الكوارث والمصائب الوطنية، بما فيها اللغط بالتقسيم، أو تثبيت التقسيم الواقع عملياً والجاري تمويهه بالتصريحات والبيانات المطمئنة بينما ما يجري على الأرض يناقض بل ويفضح مؤدى الكلام التطميني. ويحب اللبنانيون أن يفترضوا أن الحماسة السعودية لهذه الحكومة التي جاء رئيسها على جناح مبادرة تحمل توقيع الملك وولي عهده هي فرصة للمساعدة على إخراجهم من نفق الانقسام، ودفعهم إلى حماية وطنهم الصغير من تداعيات الأزمة الدموية التي تعصف بسوريا فتهدم مدنها ذات التاريخ المضيء، وتشرّد شعبها الأبي الذي طالما قدّم دماءه رخيصة في سبيل نصرة القضايا العربية في المشرق كما في المغرب، وفي فلسطين أساساً. لم ترشح الرياض أياً ممن تولوا رئاسة الحكومة من قبل فتصرفوا كطرف، بل هي اختارت ابن البيت العريق الذي عُرف باعتداله، والذي حرمته المناكفات والحسابات الضيقة من النيابة، ثم أجازتها له تودداً لأهل بيروت وتعبئة لهم في «معسكر الضد»، أكثر مما كانت اعترافاً بفضل هذا البيت الذي رُسم فيه علم دولة الاستقلال وحمل توقيع القلة المشاركة في تحدي الانتداب الفرنسي وعسكره. إن الرئيس المكلف أمام التحدي: فإن هو شكّل حكومة طرف واحد، أو حكومة اللا أحد، كان كمن يتسبب في تعقيد الأزمة الخطيرة والمنذرة بالتفاقم إلى حد تهديد البلاد في وحدتها، إذ سيمتنع عليه إجراء الانتخابات واستيلاد أمل جديد بمستقبل للأجيال التي نشأت في مناخات الحرب الأهلية فهاجرت أو هي عجزت عن الهجرة فبقيت مكرهة متمسكة بأملها في أن تكون لها ـ ذات يوم ـ دولة لكل مواطنيها، بنظام لا يخيرهم مع كل انتخابات نيابية أو رئاسية بانقسام دموي أو التوقيع على تفاهمات يعدها «الخارج» ويشرف على تنفيذها من موقع الوصي. إن التحدي يمكن أن ينقلب إلى فرصة إذا ما أصغى الرئيس المكلف إلى ضميره الوطني، فتعالى على الانقسام الذي يُراد تثبيته والتعامل معه وكأنه قدر، مندفعاً في مغامرة الخطوة الأولى على طريق إعادة توطيد الوحدة الوطنية، وبالتالي السلام الأهلي. وبالتأكيد فإن بين الدوافع التي حدت بالسعودية إلى الخروج عن تقاليدها شديدة التحفظ والاندفاع إلى تزكية تمام سلام لرئاسة الحكومة العتيدة، علناً وببرقيتين ملكيتين بدلاً من واحدة، الحرص على إنجاح الجهد من أجل حماية لبنان من تداعيات الزلزال السوري التي تتوالى، مع التنبيه إلى أننا ما زلنا في المقدمات، والآتي أعظم خطورة على الكيان جميعاً بالرئاسات فيه والحكومات والنيابات وسائر أهل الطبقة السياسية التي تهتم بمصالحها أكثر مما تهتم بمصير البلاد وشعبها ودولتها المصدعة بالخلافات التي تستبطن الأغراض والمصالح التي أقلها «وطني» بينما معظمها يخص الخارج بعيداً عن بلادنا البلا داخل! نقلاً عن جريدة " السفير "

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

على الطريق التحدي ـ الفرصة على الطريق التحدي ـ الفرصة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon