توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
الأحد 2 آذار / مارس 2025
  مصر اليوم -
أخبار عاجلة

ممسك بجمر عروبته

  مصر اليوم -

ممسك بجمر عروبته

طلال سلمان

من مجلة أهل النفط بقيادة الرائد عبد الله الطريقي التي أدخلت إلى وعينا قضية ثروتنا التي تستخدم ضد إنساننا وبلادنا، امتدت الصداقة فكريا وشخصياً مع عبد الرحمن منيف، الى مدن الملح. ...وها هو الملح الذي صار ذهباً اسود يحرق عيوننا يا عبد الرحمن ويكاد يحرق بلادنا جميعاً يشوه قيمنا وثقافتناً او ما تبقى منها، يحطم منعتنا الوطنية ويهشم الرابطة القومية وينصر علينا اعداءنا فيهزموننا به. ها هو الملح ـ الذهب الاسود يزيف الدين ويتخذ من البدع سلاحاً ضد اهله، يحصن باعة الاوطان ويزين الخيانة، يقهر الفقراء، يسخرهم في بناء القصور ثم يطردهم من نعيمه. نستذكرك كل يوم ايها المبدع، فها هي مجتمعاتنا تنتقض بارادة الثورة، يملأ شبابها الميادين احتجاجاً، يصدعون عروش الطغاة، فإذا ما قاربوا الانتصار رموهم بالملح الاسود معززاً بالشعار الديني فتنفتح ابواب جهنم الحرب الاهلية لتلتهم البلاد والعباد. لقد اسعدني حظي بأن التقيتك بعد انقطاع قسري وأنت لما تكمل الجزء الاول من روايتك ـ السفر «مدن الملح»، وأطلعتني على بعض فصولها، واتفقنا على ان نباشر نشر هذه الملحمة التي ستكون فتحاً في عالم الادب في «السفير» قبل ان تكتشف عبر الكتابة ان النهرسيمتد طويلاً طويلاً بحيث تصعب متابعة مساره - متقطعا ـ في جريدة يومية. وامتدت الصداقة حوالي نصف قرن، وتوزعت مواعيد اللقاء بين باريس وبيروت ودمشق، وفي كل موعد أعود من لدنك بإبداع روائي جديد، فضلاً عن المحاورات الممتعة التي كانت تتجاوز الكتابة الى بحر الهموم العربية البلا ضفاف. سألتني يوم حاولوا رشوتك بإعادة «الاعتراف» بك واحداً من الرعية وكنت اقدر انك تريد ان تعزز رفضك هذه الغواية المتأخرة حوالي نصف قرن من التشريد والتشهير والقهر وانت ترى طوابير المنافقين والكتبة والسماسرة وباعة جلود العقائد والمبادئ ورايات النضال بثلاثين برميلا من الفضة. وعشنا الى جانبك مع اصدقاء آخرين كثر اذكر منهم من يعيش في قلب المحنة السورية الآن حسين العودات وياسين الشكر، وانت تذوب في قلب المرض كالشمعة ويخفت نورك من دون ان تفقد ايمانك بما عشت عمرك تدافع عنه، تماما كصديقنا المشترك ورفيقك في الإبداع سعد الله ونوس والثالث الذي غادرنا وبقي معنا المبدع ناجي العلي الذي ترجم بعض ما كتبناه وأضاف إليه. اليوم في يوم «السفير» في معرض الكتاب العربي في بيروت التي احببتها حتى العشق، باعتبارها مدينة المدن جميعاً، وهو المعرض الذي ينظمه النادي الثقافي العربي احياء وتذكيراً بالزمن الجميل، رأينا ان ابسط الواجب ان نوجه اليك هذه التحيـة. ايها العربي بالمعنى المطلق للكلمة: من ولد لأب سعودي وام عراقية، وعاش طفولته في عمان، وشبابه في سوريا التي منها اختار شريكة حياته، سعاد، وبعض كهولته، في بغداد، مع اقامة متقطعة في القاهرة وزيارات طويلة لبيروت وجولات في اقطار المغرب بغير ان ننسى اقامته لسنوات في باريس العربية. أما سيرته الأدبية التي تأثرت بالتأكيد بهذا التجوال المتحرر من القيود السياسية للمكان، فأتركها لغيري من البحاثة والنقاد. لقد عرفت عبد الرحمن منيف الانسان الذي عاش مرحلة التحول في النفس العربية بين البدواة والتمدن، وشهد على صدمة المفاجأة باكتشاف الهوة الفاصلة بين بيئاتنا المتخلفة والعالم المتقدم، كما عانى العسف وقسوة السلطة في تعاملها مع الافكار او الآراء التي تحاول مناقشتها. كذلك، فلقد تعلمت كثيراً من «ثمار» التجربة الحزبية العريضة التي عاشها عبد الرحمن منيف والتي أثقلت كتفيه بالمزيد من المرارات، وكان رد فعله ان كرس قلمه للتبشير بغد افضل، ممسكاً بجمر عروبته وان كان قد اعاد صياغتها بعقله مبتعداً بها عن العاطفة التي صورتها في لحظة طوباوية والتي اخذتها مع تجربة السلطة الى الدكتاتورية المصفحة بالشوفينية كي تمنع التفكير والافكار والمفكرين وضوء الشمس. أيها الغائب الذي لا يغيب، ما زلنا نقرأ ما أبدعه قلمك لأنك مثل عدد من المبشرين بالغد، بينهم رفيقاك في سنوات التألق وشريكاك فيها، سعد الله ونوس وناجي العالي، لا تغادرون حياتنا لان مقركم في الوجدان وعلى سن القلم بما سطرتم وبما سوف يبدع الآتون ممن تتلمذوا عليكم ويسطرون. نقلاً عن جريدة "السفير"

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ممسك بجمر عروبته ممسك بجمر عروبته



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon