توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

دولتك في الفراغ.. أشكر ربك!

  مصر اليوم -

دولتك في الفراغ أشكر ربك

طلال سلمان

داخ اللبنانيون في دوامة الهذر اللغوي الذي تغرقهم فيه الطبقة السياسية، بأصولها والفروع، لتبرير ما لا يُبرَّر من إبداعاتها في فنون تعطيل الدولة بمؤسساتها ـ الأم: الرئاسة الأولى ومجلس النواب... ثم مجلس الوزراء.

صار الفراغ في القصر الجمهوري «طبيعياً» لا يستفز أحداً ولا يستثير خجل هؤلاء الذين لا يؤدون واجبهم ـ مدفوع الأجر ـ في انتخاب رئيس، بل إن مواصفات «الرئيس» العتيد باتت مطروحة في المزاد الطائفي: لم يعد يكفي أن يكون الرئيس «مارونياً» طبيعياً... بل لا بد أن يكون الأعرق أو الأعظم مارونية، كأنما تحكم «الطائفة الممتازة» تراتبية محددة ويتوزع أبناؤها درجات درجات... والحكم للدرجة الأولى!

هي دولة بلا رأس! لكن التبرير جاهز: إنها ليست المرة الأولى، وقد جرّبنا هذا الأمر مراراً ولم تنقص قيمة لبنان، ولا تأثر دوره عربياً أو دولياً.

أما انعقاد مجلس الوزراء في جلسة عادية، ولو من أجل الوصول إلى حل سحري لأزمة النفايات فيحتاج إلى سلسلة من المعجزات، إذ ربطت المطالب المزمنة بالاحتياجات الراهنة... وهكذا فإن شغور موقع الرئاسة الأولى يجعل من كل وزير ماروني «رئيساً» له حق الفيتو.. وبالتالي فإن غياب وزير من أصل 24 يكفي لتعطيل الحكومة، وهي آخر ما تبقى من الدولة، ولا تهم النتائج المؤثرة سلباً على حياة المواطنين، فحقوق الطائفة العظمى تتقدم على كل ما عداها، وهذه فرصة ذهبية لتأكيدها.

.. وصار انعقاد مجلس النواب حلماً أو أمنية وبحاجة إلى معجزة تتخطى قدرات كبير السحرة الذي استنفد ما في جعبته من «بدع» و «تخريجات».

مع ذلك يُتاح للرعايا أن يستمتعوا، مرتين في الأسبوع، بمشهد تاريخي: ينزل النواب إلى مجلسهم بالسيارات الفخمة المدخلة من دون جمارك، والتي يقودها ويتولى حماية من فيها رجال أمن يتلقون رواتبهم من خزينة الدولة المهددة بالإفلاس.

يدخل النواب مجلسهم قافزين الدرجات القليلة، بينما تواكبهم أسراب الحمام التي أفزعها الموكب المسلح... يتناولون القهوة أو الشاي أو المرطبات (على حساب المجلس طبعاً). يتبادلون (موالين ومعارضين) آخر النكات والتشنيعات. يقفون أمام عدسات المصورين مبتسمين كمن أكمل مهمة خطيرة... فإذا ما أحسوا بخطر اكتمال النصاب افرنقعوا منفذين تعليمات قادتهم العظماء الذين نادراً ما يتجشمون عناء الانتقال إلى تلك الندوة التي يدوي فراغها في البلاد وخارجها. إنه مجلس فريد في بابه، فأعضاؤه لا يجلسون في قاعة التشريع، بل يتوزعون خارجها ثم يطلقون التصريحات النارية عن خطورة الفراغ على... النظام الديموقراطي.

تطمر الزبالة الطرقات، تحاصر البيوت والمستشفيات، المدارس والجامعات: ويعجز هؤلاء العباقرة الذين طالما ابتدعوا الحلول بالثمن لمشكلات أكثر تعقيداً، عن إيجاد حل ولو مكلف لهذه المشكلة التي فُرض علينا أن نعيش معها، بل في قلبها، في انتظار معجزة لن تقع.
لا حساب ولا عقاب، ولا حتى عتاب.

دولة خارج المألوف. مؤسساتها معطلة، والميزانية التي تحتاج إلى «عجيبة» لإنجاز حساباتها وألف «عجيبة» لتأمين الموارد، متروكة للريح... ووزير المالية يقصد إلى وزارة الدفاع ليبلغ قائد الجيش أنه قد تمكّن من تأمين رواتب الشهر الذي مضى، أما الشهر المقبل فعلى الله.. ولا يفزع اللبنانيون من هذا المشهد النادر، والذي يمكن إدراجه في خانة خرق المستحيل!

اللبنانيون خارج دولتهم، وهي خارجهم. الحديث عن المؤسسات لغو، والحديث عن «المواطن» بلا معنى. فليس في دولة استولدها هذا النظام مكان للشعب. هناك أفراد بلا مجموع، ومجاميعهم طوائف، والطوائف لاغية الوطن والدولة.
اللبنانيون آحاد وليسوا مجاميع.

دولة بلا رأس، وبلا حكومة، وبلا مجلس نواب، وبجيش مهدد في رواتبه، مع ذلك تجد من يبادرك: أشكر ربك! أنظر حولك وماذا جرى للدول القوية فتتأكد أنك بألف خير!

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دولتك في الفراغ أشكر ربك دولتك في الفراغ أشكر ربك



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon