د.أسامة الغزالي حرب
حضر إلى القاهرة منذ ثلاثة أيام، تنتهى اليوم، فى زيارة قصيرة، الدكتور "خير الدين حسيب" مدير مركز دراسات الوحدة العربية ببيروت.
وبالرغم من أن د.حسيب ليس شخصية "مشهورة" فى مصر بين الجمهور العادى إلا أن مكانته و قيمته معروفة تماما للنخبة المصرية ذات التوجهات والارتباطات العربية، أى تلك النخبة التى تؤمن بأن مصر جزء لا يتجزأ من الوطن العربى الكبير. الدكتور حسيب هو الشخصية العربية الرئيسة فى الوطن العربى التى عملت بإخلاص وتفان نادرين من أجل الاقتراب أكثر وأكثر نحو تحقيق حلم الوحدة العربية. ومن الممكن أن أذكر - مع كثيرين غيرى - عشرات الأمثلة لجهود هذا الرجل العظيم التى يقوم بها فى صمت ودأب شديدين. ولكنى سوف أذكر شيئا واحدا من خبرتى الشخصية، خاصة و أننى ظللت على اتصال بالدكتور حسيب، وبمركز دراسات الوحدة العربية، طوال الأعوام الثلاثين الماضية، وهو أننى – مع العديدين من أبناء جيلى، وأجيال سبقتنا، وأجيال لحقتنا - تعارفنا واختلطنا وتعاملنا مع نظرائنا فى كافة الأقطار العربية تقريبا، من خلال أنشطة وفاعليات مركز دراسات الوحدة العربية (الندوات - المؤتمرات - وغيرها من الأنشطة العلمية والبحثية) التى ينتمى المشاركون فيها إلى الأقطارالعربية المختلفة، والتى عقدت فى عواصم ومدن عربية متعددة. إنها - بعبارة أخرى - آلية تخليق وئيدة وراسخة لنخبة "عروبية"، اشتراكية كانت ام إسلامية أم ناصرية أم ليبرالية، يمكن أن تقود، فى لحظة مواتية، عملية توحيد لا مفر منها.إننى أعتقد أن د. حسيب لم ينل من التكريم ما يستحقه، وأتمنى أن تكون مصر هى التى تحظى بشرف تكريمه بالشكل اللائق بشخصه، وبنبل الفكرة التى ناضل من أجلها.
نقلاً عن "الأهرام"