توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عام صعب والقابل أصعب

  مصر اليوم -

عام صعب والقابل أصعب

أسامة الرنتيسي

ساعات ونطوي عاما مختلفا في كل شيء، وندلف الى عام جديد قد يكون أكثر اختلافا، نودع العام بحالة تشاؤمية فرضت سياقاتها على عقول الناس، وعلى لقمة عيشهم، فبات الكل يردد "الله يستر"، فالاوضاع الاقتصادية كانت الأسوأ بالاعتبارات كلها في العواصم العربية جميعها، التي انعكست فيها الحروب والاقتتال والصراعات والفوضى ضرائب جديدة على حياة الناس المعيشية.

نودع العام في حالة انتشاء وفرح بالهزيمة التي تعرض لها تنظيم داعش الارهابي في الرمادي العراقية، ونتطلع مثلما يبشرنا القادة العراقيون، ان دحر داعش من الموصل بات قريبا، وتنظيف الانبار والعراق كلها من جرائم داعش هو هدف الجيش العراقي وشركائه الأول.

انطفاء بريق داعش هو أجمل الاخبار في نهايات العام، وقد ظهر هذا الانطفاء والاندحار بشكل جلي عندما تذكر "خليفة داعش" ابو بكر البغدادي في تسجيله الصوتي الاخير فلسطين، قائلا إننا "لم ننس فلسطين يوما، وقريبا بإذن الله تسمعون دبيب المجاهدين وتحاصركم طلائعهم، في يوم ترونه بعيدا ونراه قريبا". مخاطبا "اليهود" بأن التنظيم يقترب "يوما بعد يوم من فلسطين، وإن حسابكم عسير، لن تهنأوا بفلسطين، ولن تكون داركم وأرضكم، وستكون فلسطين مقبرة لكم، وما جمعكم الله فيها إلا ليقتلكم المسلمون".

فعل مثلما فعل استاذه ومرشده الاول اسامة ابن لادن عندما ضاقت عليه جحور افغانستان وباكستان، فلم يجد اعدل قضية يختبئ خلفها من القضية الفلسطينية، فقال يومها: " لن تعيشوا الامن في اميركا حتى تعيشوا واقعا في فلسطين"، طبعا انتهى بن لادن، ولم نر منه شيئا باتجاه فلسطين، وسوف ينتهي من يدعي انه الخليفة من دون ان يحاسب اسرائيل حسابا عسيرا.

عام 2015 كان قاسيا على بلادنا العربية جميعها، فالحرب العالمية الثالثة المصغرة في سورية طاحنة، ولم يبق نوع سلاح في العالم إلّا وجرّب على دم الشعب السوري وارضه العزيزة، ولن يكون العام الجديد اقل رأفة من سابقه.

في اليمن، لا تزال الحرب مشتعلة، ولن تطفئها مباحثات سويسرا ولا اية مباحثات اخرى حول  طاولة المفاوضات، وفي كل يوم تثبت الوقائع ان الحل السياسي كان الترياق لأزمة اليمن من اي حلول عسكرية اخرى.

دول الخليج الست، بدأت علامات الازمات التي تحيط بها، تنعكس على حياة شعوبها، رافقها انخفاض كبير في اسعار النفط، وهذا بات يظهر جليا في موازناتها التي بدأ العجز يتصدر ارقامها، وقرارات رفع الاسعار اصبحت ضمن اولويات حكوماتها.

لبنان، مستمر في ازماته واوجاعه، ولن نرى حلولا لاية ازمة حتى ازمة الرئاسة المتعثرة، قبل ان نعرف مصير الرئاسة السورية. وليبيا تلملم جروحها والدمار الكبير الذي لحق بها وتمدد المتطرفين الى ارضها، عبر اتفاقات سياسية تحتاج الى ارجل قوية على الارض حتى تصمد في العودة الى الدولة الوطنية، وتونس تتوجع من الارهاب والتهديدات المستمرة، والمغرب يهرب من جيرانه ببناء جدار بارتفاع ثلاثة امتار على طول نحو 110 كم حتى لا يصله الارهابيون، والجزائر وموريتانيا والصومال والسودان حدث ولا حرج.

في مصر، ارهاب مستمر في سيناء، ومحاولات لبناء حياة سياسية برلمانية في القاهرة، كما تضغط على عصب الدولة المصرية والرئيس السيسي الاوضاع الاقتصادية الصعبة التي لقيت آذانا صاغية من الاخوة العرب، ولم تستجب هذه الآذان للاوضاع الصعبة المشابهة التي يعيشها الاردن "الجزيرة في محيط ملتهب" حيث تلف حدوده الشمالية والشرقية والغربية خطوط النار.

الفلسطينيون فقدوا الدهشة التي كانت ترافق جثامين شهدائهم الذين يسقطون يوميا في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي، ولم تعد تتصدر واجهة الفضائيات والاعلام عموما، واصبح الاهتمام الشعبي العربي في قضيتهم لا يختلف كثيرا عن الاهتمام الرسمي، ومع هذا فإن الانقسام الفلسطيني سوف يبقى على حاله، والدعم العربي لن يصل، واسرائيل مستمرة في عدوانها وقضمها لما تبقى من الارض الفلسطينية، وامارة غزة في سباتهم نائمون.

الذي يطمح ان يرى تغييرا في واقعنا العربي، في العام الجديد، عليه ان يعود ويقرأ مقالا كتبه الاربعاء وزير الخارجية الاميركية جون كيري بعنوان "البناء على انجازات عام 2015 ونحن نتطلع الى عام 2016" ليكتشف حجم السذاجة التي تتحكم بنا، وتتحكم في مصائرنا.

 

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عام صعب والقابل أصعب عام صعب والقابل أصعب



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon