توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مسلم + مسيحى = مصر

  مصر اليوم -

مسلم  مسيحى  مصر

معتز بالله عبد الفتاح


لا أملك إلا توجيه التحية للزيارة التى قام بها السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى لتهنئة إخواننا المسيحيين فى قداس عيد الميلاد المجيد. وكل التحية لصاحب الفكرة، سواء كان الرئيس نفسه أو أياً من مساعديه فى قصر الرئاسة أو فى المخابرات العامة.

وعندى ثلاث ملاحظات:

أولاً، ما حدث من الرئيس السيسى يذكرنى بمقارنة سخيفة لكننى مضطر إليها، لأنها تكشف الفرق بين من يقول بصدق «تحيا مصر» ومن يقول باستخفاف «طز فى مصر»، حين كان رئيساً للجمهورية تجاهل الدكتور مرسى ورفاقه النصيحة التى توجه بها كثيرون، ومن ضمنهم بعض قيادات القوات المسلحة، وعلى رأسهم وزير الدفاع آنذاك عبدالفتاح السيسى، بأن يزور الرئيس مرسى الكاتدرائية لتهنئة البابا تواضروس بمنصبه الجديد، وهو حدث تاريخى عند إخواننا المسيحيين. قال كثيرون، وكنت أحدهم، يا دكتور مرسى إخواننا المسيحيون شركاؤنا فى الوطن، وهم غير مطمئنين، ومن واجبك أن تطمئنهم بإشارات رمزية تدعم اللُّحمة الوطنية. بل ذهب البعض إلى ما وراء ذلك، بأن رئيس الجمهورية ليس من مصلحته أن يتحالف الجميع ضده، ولو من باب الانتهازية السياسية، فعليك ألا تسمح لأعدائك بأن يتكتلوا ضدك.

قوبلت هذه النصائح باستخفاف شديد من قِبل الجماعة المحيطة بالرئيس مرسى، وسأل أحدهم: «هل عمر مبارك أو السادات زار الكاتدرائية؟» فكان الرد: الوضع مختلف، وهنا المفصل الأساسى فى أن تأتى هذه الزيارة من رئيس محسوب على التيار الإسلاماسى (أى الإسلام السياسى). وفى النهاية أوفد اثنين من مستشاريه وضاعت منه «اللقطة التاريخية» دون أن يدرك أنه يضيع الفرصة تلو الأخرى.

الرئيس السيسى يفعل اليوم ما يمليه عليه واجبه كمصرى أولاً وكرئيس ثانياً وكسياسى يتعلم من أخطاء السابق عليه وهى كثيرة.

وها نحن نتأكد أن الدكتور مرسى أخفق فى أن يكون رئيساً لكل المصريين، لأنه لم يكن مؤهلاً إلا للإخفاق بحكم ضعف شخصيته ونقص جرعة الوطنية المصرية فى جماعته.

ثانياً، كتبت الأستاذة أنيسة حسونة على صفحتها على «الفيس بوك» قائلة: «مولد نبوى شريف وعيد ميلاد مجيد، تهنئة لجميع المصريين بالأعياد، ورحم الله جميع الشهداء، وعام أفضل لمصرنا بإذن الله».

ولا شك أن المبادرة الجميلة التى قام بها الرئيس السيسى بالذهاب للتهنئة فى قداس عيد الميلاد كأول رئيس مصرى يزور الكاتدرائية خلال هذا القداس لم تسعد فقط المسيحيين ولكنها أسعدتنا جدا كمسلمين، لأنها انعكاس حقيقى لمصر التى نحبها، والسعادة التى رأيناها على وجه قداسة البابا والحاضرين فى الكنيسة بهذه المفاجأة الرئاسية قد نزلت برداً وسلاماً على قلوب جميع المصريين بعد أحداث يوم صعب، كل عام ونحن جميعاً طيبون. صحيح، سعد المسلمون بقدر ما سعد المسيحيون بزيارة الرئيس، واللقطة التى وقف فيها الرئيس السيسى بين أهلنا من مسيحيى ومسلمى مصر فى هذا المكان وفى هذا التوقيت، سيذكرونها له ما عاشوا، لأنها جاءت فى أعقاب أيام حزينة تأتى فيها أخبار شهدائنا الذين يتساقطون تترى.

ثالثاً، الرئيس الذى لا يدرك أهمية الملف القبطى، هو رئيس بلا رؤية لا سياسية ولا أمنية ولا جيوسياسية. مسيحيو مصر لا يقلون وطنية عن مسلمى مصر، ولكنهم ككل أقلية عددية يبحثون عن وطن «نفسى» قبل الحاجة لوطن «جغرافى»، وزيارة كتلك فعلت وستفعل الكثير كى نكون جميعاً عباد الله فى أرض الله إخواناً.

وهذا هو المعنى الذى قصده مكرم عبيد باشا حين كان المعتمد البريطانى يغازله بدولة للمسيحيين مستقلة عن دولة المسلمين فى جنوب مصر، حينها قال: «يا جناب اللورد، أنا مسلم وطناً، ومسيحى ديناً».

عاشت مصر.. عاشت الجمهورية.

 

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مسلم  مسيحى  مصر مسلم  مسيحى  مصر



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon