توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
الخميس 6 آذار / مارس 2025
  مصر اليوم -
أخبار عاجلة

لماذا تنسحب روسيا عسكريا من سوريا؟

  مصر اليوم -

لماذا تنسحب روسيا عسكريا من سوريا

معتز بالله عبد الفتاح

يتساءل كثيرون عن سبب إعلان بوتين المفاجئ عن سحب القوات الروسية من سوريا. وقد أحسن سامى كليب فى جريدة السفير اللبنانية تحليل المشهد من حيث خلفيات القرار ومن حيث نتائجه. يقول سامى كليب:

حين قررت موسكو الانخراط عسكرياً على نحو مباشر فى سوريا، كان القرار ثمرة قمة بين فلاديمير بوتين وباراك أوباما. الشىء الوحيد الذى فاجأ الرئيس الأمريكى آنذاك كان توقيت إرسال الطائرات الروسية والذى أبقاه نظيره الروسى سراً. الآن يأتى القرار الروسى بسحب القوات من سوريا ابتداء من أمس (الثلاثاء) نتيجة اتفاق بين موسكو وواشنطن أولاً، ثم تم إبلاغ الآخرين به وفق معلومات دقيقة وموثوقة.

ماذا فى خلفيات القرار؟

■ يأتى القرار فى السياق الطبيعى لاتفاق بوتين وأوباما على رفع مستوى ضغط كل طرف على حلفائه لإنجاح مفاوضات جنيف. الرئيس الأمريكى بحاجة لتحقيق إنجاز سياسى فى سوريا قبل مغادرة البيت الأبيض، والرئيس الروسى يريد تخفيف الأعباء العسكرية ورفع العقوبات الأوروبية عنه والإفادة إلى أقصى حد من فترة السماح الأمريكى.

■ سحب بوتين بقراره هذا ورقة كان معارضوه الغربيون والخليجيون والمعارضة السورية يشددون عليها. كانوا يقولون إن دخول قواته هو الذى عرقل الحل وغيّر المعادلات. هو إذاً يريد تسهيل الحل السياسى وإحراج الخصوم.

■ سحب أيضاً ورقة من أيدى حلفائه السوريين والإيرانيين، فهو يرى أن تشددهم فى التفاوض ناجم عن تغيير المعادلة العسكرية. يبدو أن التقييم العسكرى الروسى مختلف عن تقييم طهران. الأولى، ترى ضرورة استكمال الحسم، والثانية، تفضل الحصول على ثمار بالسياسة والمصالحات.

■ يدرك بوتين أن رغبته بتسهيل الحل السياسى ستجذب إلى موسكو دول الخليج والمعارضة السورية وتسمح لأوباما بالاستمرار فى تسليم مفاتيح الحل له. لكنه لا يريد خسارة الثقل الأكبر لموقعه فى المنطقة عبر تحالفه مع الرئيس بشار الأسد وإيران.

ماذا بعد خطوة بوتين؟

■ ليس صحيحاً ما ورد فى البيان الروسى من أنه «تم تنفيذ أغلب مهمات وزارة الدفاع والقوات المسلحة»، فالحرب لا تزال ضروساً والتهديد لا يزال كبيراً. بدا الأمر وكأنه «جزرة» من بوتين للمعارضة وداعميها، بأن القتال ضدها انتهى وأن ما بقى هو محاربة «داعش». هذا يعنى رسم خطوط تماس سياسية بدلاً من خطوط التماس العسكرية. يرغب بوتين من خلال ذلك بفرض حضور المعارضة الأخرى والأكراد فى مفاوضات جنيف لاحقاً، ولعله يقبل لاحقاً بمشاركة بعض المقربين من جبهة «النصرة».

■ ليس معروفاً حجم ما سيتم سحبه عسكرياً من قبَل الروس، فالقاعدتان العسكريتان فى طرطوس وحميميم باقيتان. والدفاع الجوى سيستمر فى التحرك ضد «داعش». لكن هل سيندرج ذلك لاحقاً فى إطار تحالف أوسع يضم روسيا وأمريكا وأطرافاً إقليمية عدة بينها إيران والسعودية وتركيا وغيرها؟ هذا ممكن إذا ما حصل بوتين على ضمانات أمريكية.

■ ماذا لو دخلت إسرائيل على الخط؟ هى الآن تشعر براحة أكبر. الدول العربية وضعت عدوها اللدود «حزب الله» على لائحة الإرهاب. علاقتها مع بوتين ممتازة. وهى قلقة من نقل أسلحة استراتيجية إلى الحزب. فهل تستغل القرار الروسى بالانسحاب من سوريا للمضىّ فى قرار الحرب؟ هذا ممكن حتى لو أحرج أوباما.

■ هل إيران مرتاحة للقرار الروسى؟ الأكيد لا. فهى أولاً ستواجه ضغوطاً كبيرة للانسحاب من سوريا، وثانياً ستجد نفسها أمام احتمالين، إما الاستمرار فى الحرب ما يعنى وضعها مجدداً أمام مواجهة محتملة مع تركيا (برغم اتفاقهما مؤخراً) والسعودية (التى مهدت للأمر بمناورات حفر الباطن)، وإما الانكفاء والقبول بخطوط التماس السياسية التى تشى بالفيدرالية وربما أكثر. فالقرار الروسى يفسح فى المجال واسعاً أمام احتمال إقامة دولة كردية بموافقة أمريكية. قد يكون هذا الأمر من بين أسباب الانسحاب الروسى.

لا شك أن بوتين فاجأ الجميع بقراره الذى يريد من خلاله تسهيل المفاوضات وكسب الخصوم، لكن لا شك أيضاً أن قراره يعيد فتح الملف السورى على الاحتمالات كافة. يبدو أنه فى الوقت الراهن يعطى الأولوية للاتفاق مع أوباما حتى ولو غضب الحلفاء. لاحقاً قد يغيّر رأيه، خصوصاً إذا ما شعر بأن كل ما قام به لم يغير رأى خصومه وخصوم حلفائه، حين يصبح الحسم العسكرى مبرراً حتى ولو أنه صار مستبعداً الآن.

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا تنسحب روسيا عسكريا من سوريا لماذا تنسحب روسيا عسكريا من سوريا



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon