توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لبيك اللـهم لبيك

  مصر اليوم -

لبيك اللـهم لبيك

معتز بالله عبد الفتاح

الحج رحلة تُغير حياة المسلم، أو هذا ما ينبغى أن يكون.

يقول الشيخ الشعراوى، إن مناسك الحج: هى عدة مناسبات لتحريك الفكر وبعث المشاعر وإثارة التقوى فى القلب.

ثياب الإحرام البيضاء هى رمز الوحدة الكبرى التى تذوب فيها الأجناس ويتساوى فيها الفقير والغنى.. «لبيك اللهم لبيك».

جميع شعائر ديانتنا ليست طقوساً كهنوتية، وإنما هى نوع من الأفعال التكاملية التى يتكامل بها الشعور والتى تسترد بها النفس الموزعة وحدتها.. «لبيك اللهم لبيك».

وفى فلسفة الحج أمر عجيب، فالجماد الذى هو أَدْنى الأجناس نجد له مكانة ومنزلة، فالكعبة حجر يطوف الناس من حوله، وفى ركنها الحجر الأسعد الذى سَنَّ لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم تقبيله وهو حجر، وعليه يتزاحم الناس ويتشرَّفون بتقبيله والتمسُّح به.. «لبيك اللهم لبيك».

وهذا مظهر من مظاهر استطراق العبودية فى الكون، فالإنسان المخدوم الأعلى لجميع الأجناس يرى الشرف والكرامة فى تقبيل حجر، بل ويلقى حجارة أخرى على حجر آخر (رمى الجمرات). هو تسليم تام من المسلم بإرادة الله، وإلغاء تام للجدل والنقاش والتساؤل أمام إرادة الله التى نفذت والتى عبر عنها الحاج بقوله: «لبيك اللهم لبيك» وكأن الحاج يقول: أنا ضيفك يا ربى، دعوتنى وأنا جئت إليك، بشروطك وبقواعدك وبطقوسك التى تحددها لى «لبيك اللهم لبيك».

وكذلك النبات يحْرُم قطعة، وإياك أن تمتدَّ يدك إليه، وكذلك الحيوان يحرُم صيده، فهذه الأشياء التى تخدمنى أتى الوقت الذى أخدمها وأقدِّسها، وجعلها الحق سبحانه وتعالى مرة فى العمر لنلمح الأصل، ولكى لا يغتر الإنسان بإنسانيته، وليعلم أن العبودية لله تعالى تَسْرى فى الكون كله.. «لبيك اللهم لبيك».

فإياك أيها الإنسان أن تخدش هذا الاستطراق.. ربنا ما أتيت الذنوب جرأةً منى عليك، ولا تطاولاً على أمرك، وإنما ضعفاً أو قصوراً حينما غلبنى ترابى وغلبتنى طينتى وغشيتنى ظلمتى.. إنما أتيت ما سبق فى علمك، وما سطرته فى كتابك، وما قضى به عدلك.. «لبيك اللهم لبيك».

يقول الدكتور مصطفى محمود عن مناسبة الحج إنها دعوة من الخالق لعبده ليقول له فيه: حاول أن يكون فعلك مطابقاً لقولك، وسلوكك مطابقاً لدعوتك.. فإذا غلبتك بشريتك وهزمك هواك فى لحظة.. لا تيأس وإنما استنجد واستصرخ ربك.. وقل: الغوث يا رب.. يقل لك لبيك عبدى ويخرجك بيده من ظلمة نفسك إلى نور حضرته.. «لبيك اللهم لبيك».

فإنك إن كنت أحد عمال الله فى الأرض وأحد سفرائه إلى قلوب الناس فإنه سوف يرحمك إذا أخطأت.. ويغفر لك إذا أسأت ويعيدك إلى الطريق إذا انحرفت.. وسوف يرعاك ويتولاك لأنك من جنده وحاشيته وخاصته.. «لبيك اللهم لبيك».

لن ندخل على الله فى جماعة، ولن نلقاه فى شِلّة، وإنما كلهم آتيه يوم القيامة فرداً، ولن يستطيع أحد أن يُلقى ذنبه على الآخر أو على الأسرة أو على المجتمع أو على البيئة، فكل هذا لم يكن سوى ورقة الامتحان التى أُريد بها إخراج ما يكتمه فى نفسه.. «لبيك اللهم لبيك».

رب لا أشكو ولكن أرجو.. أرجو رحمتك التى وسعت كل شىء أن تسعنى.

يا رب، أنت القوى ونحن الضعفاء لك، أنت الغنى ونحن الفقراء إليك، أنت العزيز ونحن الأذلاء إليك، اللهم ردنا إليك رد الكرام عليك.. «لبيك اللهم لبيك».

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لبيك اللـهم لبيك لبيك اللـهم لبيك



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon