توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عاجل إلى من ضربهم اليأس

  مصر اليوم -

عاجل إلى من ضربهم اليأس

معتز بالله عبد الفتاح


تروى حكاية صينيّة أنّ سيّدة عاشت مع ابنها الوحيد فى سعادة ورضا حتّى جاء الموت واختطف روح الابن، حزنت السيدة حزناً شديداً لموت ولدها.. ذهبت من فرط حزنها إلى حكيم القرية وطلبت منه أن يخبرها الوصفة الضرورية لاستعادة ابنها إلى الحياة مهما كانت أو صعبت تلك الوصفة.. أخذ الشّيخ الحكيم نفساً عميقاً وهو يعلم استحالة طلبها، ثمّ قال: أنت تطلبين وصفة؟ حسناً أحضرى لى حبّة خردل واحدة بشرط أن تكون من بيت لم يعرف الحزن مطلقاً.

وبكل همة أخذت السيدة تدور على بيوت القرية كلها وتبحث عن هدفها: حبة خردل من بيت لم يعرف الحزن مطلقاً. طرقت السيدة باباً ففتحت لها امرأة شابة، فسألتها السيدة هل عرف هذا البيت حزناً من قبل؟

ابتسمت المرأة فى مرارة وأجابت: وهل عرف بيتى هذا إلا كل حزن.. وأخذت تحكى للسيدة أن زوجها توفى منذ سنة، وترك لها أربعة من البنات والبنين ولإعالتهم قامت ببيع أثاث الدار الذى لم يتبقّ منه إلا القليل.

تأثرت السيدة جداً وحاولت أن تخفف عنها.

وقبل الغروب دخلت السيدة بيتاً آخر، ولها المطلب نفسه، وعلمت من سيدة الدار أن زوجها مريض جداً، وليس عندها طعام كافٍ لأطفالها منذ فترة. ذهبت السيدة إلى السوق، واشترت بكل ما معها من نقود طعاماً وبقولاً ودقيقاً وزيتاً ورجعت إلى سيدة الدار، وساعدتها فى طبخ وجبة سريعة للأولاد، واشتركت معها فى إطعامهم ثم ودّعتها.

وفى الصباح أخذت السيدة تطوف من بيت إلى بيت تبحث عن حبة الخردل وطال بحثها لكنها للأسف لم تجد ذلك البيت الذى لم يعرف الحزن مطلقاً، لكى تأخذ من أهله حبة الخردل.

وبمرور الأيام أصبحت السيدة صديقة لكل بيت فى القرية، نسيت تماماً أنها كانت تبحث فى الأصل عن حبة خردل من بيت لم يعرف الحزن.

ذابت فى مشاكل ومشاعر الآخرين ولم تدرك قط أن حكيم القرية قد منحها أفضل وصفة للقضاء على الحزن.

لست وحدك.. إذا كنت حزيناً ومهموماً ومهما أصابك فتذكر أن غيرك قد يكون فى وضع أسوأ بكثير..

وصفة الحكيم ليست مجرد وصفة اجتماعية لخلق جو من الألفة والاندماج بين الناس.. إنما هى دعوة لكى يخرج كل واحد من عالمه الخاص ليحاول أن يهب لمن حوله بعض المشاركة.. التى تزيد من البهجة فى وقت الفرح والتعازى فى وقت الحزن..

جَهلَت عيونُ الناسِ ما فى داخلى

فوجدتُ ربّى بالفؤادِ بصيرا

يا أيّها الحزنُ المسافرُ فى دمى

دعنى، فقلبى لن يكون أسيرا

ربّى معى، فمَن الذى أخشى إذن

ما دام ربّى يُحسِنُ التدبيرا

وهو الذى قد قال فى قرآنه

وكفى بربّك هادياً ونصيرا..

وجاء فى الأثر:

لا تحمدن أحداً على فضل الله، ولا تذمنّ أحداً على ما لم يؤتك الله، فإن رزق الله لا يسوقه إليك حرص حريص ولا يرده عنك كراهية كاره. وإن الله بفضله وعدله قد جعل الروح والفرج فى الرضا واليقين، وجعل الهم والحزن فى السخط والشك. سبحانه، يعطى من يشاء بفضله، ويمنع من يشاء بعدله، ولا يسأله مخلوق عن علة فعله، ولا يعترض عليه ذو عقل بعقله. سبحانه، قد يعطى وهو يمنع، وقد يمنع وهو يعطى. وقد تأتى العطايا على ظهور البلايا، وقد تأتى البلايا على ظهور العطايا. وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم، وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم. والله يعلم وأنتم لا تعلمون.

 

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عاجل إلى من ضربهم اليأس عاجل إلى من ضربهم اليأس



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon