توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عاجل إلى علماء الدين: كونوا قدوة لنا

  مصر اليوم -

عاجل إلى علماء الدين كونوا قدوة لنا

معتز بالله عبد الفتاح

جمعنى حوار لن أخوض فى تفاصيل من حضروه ولكن كان فيه عدد من شباب المشتغلين بعلوم الدين. وتناول كالمعتاد شئون البلاد. ولسبب أو لآخر أصبحت أنا من يدير الحوار. ملاحظتى عامة هى أننا نفتقد الكثير من القدرة على تفهم وجهة نظر الطرف الآخر. والقضية ليست فقط على مستوى آحاد الناس ولكن الجميع. نحن لا ننصت جيداً، ولا نبحث عن الحقيقة، نحن نبحث، مع استثناءات قليلة، عن الانتصار للشخص والرأى.
مما فهمت من الذين أيدوا ما حدث فى 30 يونيو أنهم يستندون إلى القاعدة الفقهية أن «درء المفسدة مقدم على جلب المنفعة». فإذا كان احترام «شرعية الصناديق» منفعة فإن معها مفسدة أكبر وهى استبداد عظيم وفتنة أكبر بل ربما احتراب أهلى لا يتوقف. ومن هنا كان تأييدهم للثورة لأنها خروج على حاكم لم يثبت أهليته للحكم، وكان الأولى به أن يجنب البلاد هذه الفتن.
ولكن من رفض ما حدث فى 30 يونيو كان يستند إلى قاعدة فقهية أخرى وهى «السمع والطاعة لولى الأمر درءاً لمفاسد أكبر». وعدّد هؤلاء المفاسد المترتبة على خلع الحاكم وكالوا الانتقادات لمن تعجلوا الخروج عليه رغم اعترافهم بأن أخطاء كثيرة وكبيرة خرجت منه.
تمنيت وأنا أدير الحوار أن يكون المتحاورون ممن يبذلون الجهد وصولاً لكلمة سواء. واستحضرت معى كل أدواتى التى تعلمتها فى كيفية إدارة الحوار وتنظيم الوقت وإدارة الصراعات (conflict management) والبحث عن أرضية مشتركة (common ground).
ولكن هذا خيال علمى. والحل فى تقديرى فى أن يكون عندنا جيل جديد يكون أكثر تفهماً للكوارث التى عانينا ونعانى منها بسبب هذا التصلب فى وجهات النظر. علماؤنا بحاجة لأن يعلمونا ما لم نتعلمه. ولكن عليهم هم أولاً أن يكتسبوا هذه الآداب والمهارات. أرسل لى صديق ذات مرة رسالة منقولة عن عبدالله الحويل. يقول فيها:
نفتقد فى مشهدنا الفكرى والاجتماعى ثلاثة أنواع من (الأدب):
١. أدب الخلاف
٢. أدب النصيحة
٣. أدب الحوار.
والخلاف فى الرأى نتيجة طبيعية تبعاً لاختلاف الأفهام وتباين العقول وتمايز مستويات التفكير.
والأمر غير الطبيعى أن يكون خلافنا فى الرأى بوابةً للخصومات ومفتاحاً للعداوات وشرارةً توقد نارَ القطيعة.
والعقلاء ما زالوا يختلفون ويتحاورون فى حدود (العقل) دون أن تصل آثار خلافهم لحمى (القلب).
فهم يدركون تمام الإدراك أن الناس لا بد أن يختلفوا، ويؤمنون بكل يقين أنه ﴿َلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ* إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ﴾.
إن اختلافى معك يا أخى لا يعنى أننى أكرهك أو أحتقر عقلك أو أزدرى رأيك.
أحبك يا أخى.
نعم والله إنى أحبك.
ولو بقينا الدهر كله (مختلفين) فى الرأى.
واختلافى معك لا يبيح (عرضى) ولا يحل (غيبتى) ولا يجيز (قطيعتى).
أرجو أن تكون عاقلاً أريباً. وأربأ بك أن تكون أحمقَ متعصباً أو متطرفاً محترقاً؛ فالناس عند الخلاف ثلاثة أصناف:
١- إن لم تكن معى فلا يعنى أنك ضدى (وهذا منطق العقلاء).
٢- إن لم تكن معى فأنت ضدى (وهذا نهج الحمقى).
٣- إن لم تكن معى فأنت ضد الله (وهذا سبيل المتطرفين).
الآراء يا أخى للعرض لا (للفرض)، وللإعلام لا (للإلزام)، وللتكامل لا (للتلاكم).
حتى آراء العلماء فى المسائل الاجتهادية لا بد أن ندرك أنها رأىٌ فى (الدين) وليست رأى (الدين).
إن عدم احترام رأى المخالف وإهدار (أخوته) وقطع أواصر (محبته) لهو استبدادٌ خطيرٌ يحتاج إلى (ربيع عربى فكرى) فالاستبدادُ الفكرى أخطر فى نتائجه من الاستبدادِ السياسى.
ختاماً، عندما نحسن كيف نختلف، سنحسن كيف نتطور.بعضنا يتقن (أدب الخلاف)، والبعض الآخر يهوى (خلاف الأدب).
"الوطن"

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عاجل إلى علماء الدين كونوا قدوة لنا عاجل إلى علماء الدين كونوا قدوة لنا



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon