توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سيناريوهات «الدولة» في المنطقة: وجوداً وعدماً

  مصر اليوم -

سيناريوهات «الدولة» في المنطقة وجوداً وعدماً

معتز بالله عبد الفتاح

لفت نظرى مقال للكاتب الأمريكى توماس فريدمان نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» تحت عنوان «الحلول المتعدّدة للشرق الأوسط»، استهله قائلاً إن المرشحين المحتملين لانتخابات الرئاسة الأمريكية بحاجة إلى الكف عن التفوهّ بعباراتهم المبتذلة المعتادة حول ضرورة الوقوف مع الحلفاء الإسرائيليين والعرب السنة، لأن الرئيس القادم للولايات المتحدة سيضطر إلى التعامل مع شرق أوسط مختلف تماماً. إذ سيقوم الشرق الأوسط على صراع على حل الدولة الواحدة، وحل انعدام الدولة، وحل اللادولة، وحل الدولة المارقة. وسيظهر حل الدولة الواحدة فى إسرائيل (ويقصد بذلك دولة واحدة للفلسطينيين والإسرائيليين)، وحل انعدام الدولة (أى الدولة القمعية التى تتحول إلى دولة فاشلة بسبب الحروب الأهلية وغياب سلطة مركزية ذات سيادة) فى سوريا واليمن وليبيا، وحل اللادولة فى الخلافة الإسلامية لـ«داعش»، (وهو وضع تزعم فيه (داعش) لنفسها الحق فى الوجود، لكن أحداً من جيرانها يقبل بها)، وحل الدولة المارقة فى إيران.

ففى إسرائيل، يقول «فريدمان»، إن عملية السلام انتهت، لذا يجب التوقف عن تقديم مقترحات لنهج لحل الدولتين بين الإسرائيليين والفلسطينيين. إذ سيضطر الرئيس الأمريكى القادم إلى التعامل مع إسرائيل، عازمة على فرض احتلال دائم على جميع الأراضى الواقعة بين نهر الأردن والبحر الأبيض المتوسط، بما فى ذلك منطقة الضفة الغربية، حيث يعيش 2.5 مليون فلسطينى. ويشير الكاتب إلى أنه من الصعب تحديد من وجّه الضربة القاتلة لعملية السلام: فهل هم المستوطنون اليهود المتعصّبون العازمون على مواصلة توسيع وجودهم فى الضفة الغربية والقادرون على كبح أى سياسى أو ضابط بالجيش الإسرائيلى يعارض أفكارهم؟ أم الأثرياء اليمينيون اليهود، كشيلدون أديلسون، الذين استخدموا نفوذهم لصد أى انتقاد فى الكونجرس الأمريكى ضد بنيامين نتنياهو؟ أم هل هو «نتنياهو» نفسه الذى لا يسبق شهوته للتمسك بمقعد السلطة سوى افتقاره إلى الخيال اللازم لإيجاد وسيلة آمنة للانفصال عن الفلسطينيين؟ ويبدو أن «نتنياهو» قد نال مراده؛ فهو اليوم يُعد شخصية تاريخية لكونه مؤسس حل الدولة الواحدة. وتشاركه حركة حماس فى تحقيق هذا الإنجاز؛ حيث إنها كرّست جميع مواردها لحفر الأنفاق بُغية مهاجمة الإسرائيليين من قطاع غزة، بدلاً من تحويل غزة إلى «سنغافورة فلسطين». وعندما أطلقت «حماس» صاروخاً بالقرب من مطار تل أبيب، مما دفع الولايات المتحدة لوقف جميع الرحلات الجوية الأمريكية إلى المطار لمدة يوم واحد، بعثت بذلك رسالة إلى جميع الإسرائيليين، سواء من الحمائم أو من الصقور، حول ما الذى يمكن أن يحدث إذا تنازلوا عن الضفة الغربية. ويقع اللوم أيضاً على الرئيس الفلسطينى، محمود عباس، الذى أقال أمهر رؤساء وزرائه، سلام فياض، الذى سعى إلى مكافحة الفساد وإثبات أن الفلسطينيين يستحقون دولتهم من خلال التركيز على بناء المؤسسات، وليس قرارات الأمم المتحدة. وشاركت كل هذه الأطراف فى قتل حل الدولتين وسمحت ببزوغ عهد حل الدولة الواحدة، الذى سينطوى على حرب أهلية منخفضة المستوى ومستمرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وتزايد عزلة إسرائيل فى أوروبا وبعض الجامعات.

وفى تلك الأثناء، سيظل انعدام الدولة فى سوريا، التى يسيطر عليها بشار الأسد وداعموه الروس والإيرانيون بصورة جزئية، بمثابة الجرح الغائر الذى ينزف سيلاً من اللاجئين إلى أوروبا.

ويُعرب الكاتب عن ثقته بأن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين يقصف السوريين المناوئين للنظام عمداً، لدفعهم للفرار إلى أوروبا، أملاً فى خلق صدع فى الاتحاد الأوروبى وإجهاد موارده وجعله منافساً أضعف لروسيا، وحليفاً أضعف للولايات المتحدة.

ويلفت الكاتب إلى أن لادولة الخلافة السنية التابعة لـ«داعش» ودولة إيران الشيعية المارقة، ستواصلان تمكين بعضهما البعض، قائلاً إن العرب السنة لن يقوموا أبداً بتدمير «داعش»، طالما أن إيران تتصرّف كدولة شيعية مارقة، وليس كدولة شيعية عادية.

ويختتم الكاتب المقال بالإشارة إلى أنه لا ضرر فى أن يواصل جميع مرشحى الرئاسة الأمريكية المحتمَلين رواياتهم الخيالية حول الشرق الأوسط، لكنهم بحاجة إلى الاستعداد للتعامل مع حقيقة أن الحلفاء والخصوم الأمريكيين هناك لم يعودوا كسابق عهدهم.

قيمة المقال الحقيقية فى أنه يُلفت النظر إلى أن الشرق الأوسط الجديد أصبح أمام أنماط مختلفة من الدولة وشبه الدولة واللادولة.

وهذه الحقيقة، وإن كانت تفرض تصوراً معيناً على السياسة الخارجية الأمريكية مع الرئيس الأمريكى الجديد، فهى أيضاً مسئولية علينا نحن أبناء هذه المنطقة كى ننقذها من عثرتها.

والجزء الأكبر من هذه الأسباب له علاقة بهشاشة بنية الدول العربية من الأصل، ثم هذا الصراع المحموم بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا.

وقد كانت الولايات المتحدة أصرت منذ أشهر على أنه لا يوجد حل عسكرى للحرب السورية، وإنما حل سياسى يقوم على اتفاق بين الرئيس بشار الأسد وجماعات المعارضة المنقسمة التى تحاول الإطاحة به. لكن بعد أيام من القصف المكثف على مدينة حلب ذات الأهمية الاستراتيجية مجدداً، بما قد يجعلها تسقط فى قبضة قوات الرئيس بشار الأسد، قد يُثبت الروس أن الولايات المتحدة لم تكن على صواب. فقد أقر مسئول أمريكى رفيع المستوى أنه ربما يكون هناك حل عسكرى «لكنه لن يكون حلاً أمريكياً»، بل سيكون حلاً روسياً. ويوضح التقرير أن هذا هو المشهد الذى يواجه وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى، بينما يبدأ مفاوضات حاسمة بشأن وقف إطلاق النار وإنشاء «ممر إنسانى» لإغاثة السوريين المحاصرين فى أكثر من عشر مدن، ومعظمها من قبَل قوات الرئيس بشار الأسد. ويشير التقرير إلى أن العمل العسكرى الروسى يُغيّر شكل الصراع الذى وصل قبل سنوات إلى طريق مسدود؛ فقد اكتسب «الأسد» وحلفاؤه زخماً متنامياً بشكل مفاجئ، فى حين بات الثوار المدعومون من الولايات المتحدة فى موقف دفاعى ضعيف. وإذا جرى التفاوض على وقف لإطلاق النار فى ميونيخ، فإنه من المحتمل أن يأتى فى وقت يُسيطر فيه «الأسد» على المزيد من الأراضى، ويتمتع فيه بنفوذ أكبر مما كان عليه منذ اندلاع الانتفاضة فى عام 2011. ويلفت التقرير إلى أن «كيرى» يدخل مفاوضات ميونيخ بنفوذ محدود للغاية: فقط قطع الروس الكثير من الممرات التى كانت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية تستخدمها فى جهودها السرية لتسليح جماعات المعارضة السورية، وفقاً لعدد من المسئولين الحاليين والسابقين. ويقول أنصار «كيرى» داخل الإدارة إنه يشعر بإحباط متزايد بشأن المستوى المنخفض للنشاط العسكرى الأمريكى، الذى يرى أنه أمر أساسى لدعم جهود التفاوض. ويخشى زملاؤه فى الإدارة أن جهود بدء العملية السياسية التى دامت أكثر من ثلاثة أشهر توشك على الانهيار، مما سيُرغم «كيرى» والرئيس أوباما على النظر مجدداً فى خطتهما البديلة: جهد عسكرى أوسع نطاقاً موجه ضد «الأسد». لكن هذا هو النوع نفسه من الصراع الذى أمضى الرئيس أوباما السنوات الخمس الماضية، محاولاً تفاديه، خاصة أن أى حملة برية ستعتمد على قوات تقودها مجموعة منقسمة للغاية من زعماء المعارضة الذين لا يحظون بثقته. ويقول المحللون الأمريكيون إنه دون حل سياسى أو جهد عسكرى متصاعد، لن يكون للغرب وحلفاؤه العرب سوى نفوذ محدود على مسار الحرب السورية، لكنها ستعجز أيضاً عن حشد جميع الأطراف المتنازعة معاً لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية «داعش».

المنطقة فى مأزق كبير.. وأولى خطوات علاج هذا المأزق أن يجتمع الخبراء والمتخصصون للخروج بورقة عمل توضح خريطة الطريق لهذه المنطقة التى لن تخرج مما هى فيه إلا بإدراك أن النار تصيب وستصيب الجميع.

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سيناريوهات «الدولة» في المنطقة وجوداً وعدماً سيناريوهات «الدولة» في المنطقة وجوداً وعدماً



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon