توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
الخميس 6 آذار / مارس 2025
  مصر اليوم -
أخبار عاجلة

الحل ليس محلياً فقط

  مصر اليوم -

الحل ليس محلياً فقط

معتز بالله عبد الفتاح

أعجبنى تحليل الدكتور مأمون فندى بشأن تأصيل السؤال التالى:

هل ما نراه فى العالم العربى اليوم من فوران وعنف، هو نتيجة لتاريخنا الخاص، أم هو جزء من نتائج حركة التاريخ الكبرى للعالم؟ أى: هل هو ربيع عربى محلى -سواء أكان صادقاً أم كاذباً- جاء نتيجة لانهيار معمار الاستبداد فى بلداننا، أم هو جزء من ركام الحرب الكونية الباردة، التى فشلت الدول العظمى فى خلق نظام عالمى حاكم بعدها، كما كان الأمر فى حالة العالم فيما بعد الحربين العالميتين الأولى والثانية؟

يقول الدكتور فندى:

(الوصف الصحيح للظاهرة أو تشخيص المرض هو البداية الصحيحة للعلاج.

تفكك الدول لا يكون دائماً نتيجة فساد أو تفكك فى الداخل فقط؛ فدول شرق أوروبا تغيرت نتيجة لتقطع أوصال علاقتها بما كان يسمى «الاتحاد السوفياتى» أولاً، وأوضاعها الداخلية السيئة ثانياً. الشىء ذاته يمكن أن يقال عن منطقتنا، ولكن بصيغة مختلفة؛ إذ لم تتقطع أوصالنا مع الغرب والشرق. ولكن يجب ألا نغفل عما كانت تراه الاستراتيجية السوفيتية لمنطقتنا فى مواجهتها مع أمريكا. الاتحاد السوفيتى كان يسمى هذه المنطقة «المسرح الثالث للعمليات العسكرية»، فى حين كان يسمى أوروبا «المسرح الثانى»، وأمريكا الشمالية «المسرح الأول». ما معنى هذه التسميات؟ هذه التسميات كانت تعكس خطة الاتحاد السوفيتى لو اضطر لمواجهة أمريكا عسكرياً فى حالة نشوب حرب عالمية.. فإن استولى الاتحاد السوفيتى على آبار النفط فى «مسرح العمليات الثالث»، وهو منطقتنا، فإنه يجبر أمريكا على أن تحارب من على أرضها (المسرح الأول)، لا على «مسرح العمليات الثانى» الحليف لأمريكا فى أوروبا، لأنه بذلك يقطع النّفط عن أوروبا. كل هذا انتهى بنهاية الحرب الباردة، ولم تعد دول منطقتنا مشدودة بخيوط خارجية تحافظ على استقرارها، فتركت كل دولة حسب معادلة شرعيتها الداخلية، وسقطت الواحدة تلو الأخرى، ليس بتأثير الخارج كمؤامرة كما يدعى البعض، ولكن بتأثير الخارج الذى لم تعد هذه الدول محل اهتمامه فتركها لمصيرها.

إذن معادلة «الربيع العربى» ونهاية الأنظمة التى كانت معتمدة كثيراً على الخارج، كانت نتيجة تفاعل العوامل الخارجية والداخلية معاً، وربما بشكل أكبر الخارجية. وكانت تعلن شهادة وفاة الأنظمة من واشنطن، حتى المتظاهرون فى شوارع القاهرة أو تونس أو صنعاء كانوا ينتظرون ما الذى سيعلن عنه البيت الأبيض فى ما يخص مصير رؤسائهم الذين يتظاهرون ضدهم.

النقطة التى أود التركيز عليها هى أن الحرب الباردة لم تكن أقل من الحروب الكبرى، فى تغيير لوحة الشطرنج العالمية، وأن ما نراه الآن ليس ربيعاً فقط، وإنما هو بقايا الحرب الباردة وركامها.

كنس هذا الركام وتنظيفه لا يحتاجان إلى برلمانات ودساتير محلية فقط، بل يحتاجان أيضاً إلى نظام أمنى عالمى وإقليمى جديد يضبط الأوضاع على المستويين العالمى والإقليمى. فى غياب هذا النظام، سنرى ما نراه فى سوريا، حيث تتدخل دولة مثل روسيا بطريقة خشنة للحفاظ على مصالحها، وسنرى تدخلاً إيطالياً أو فرنسياً فى ليبيا.

«الربيع العربى»، فى جزء كبير منه، هو من تبعات نهاية الحرب الباردة، وعلى الدول التى تتدخل بشكل منفرد أن تلتزم بموقف أخلاقى تجاه منطقة تهوى فيها الدولة بعد الأخرى فى مستنقع الفوضى، وذلك لغياب نظام إقليمى أو عالمى ضامن للاستقرار.

اللافت للانتباه والحيرة أن الغرب قرع أجراس الخوف من البرنامج النووى الإيرانى، وسعى بكل ثقله لأن يجد الحل ضمن تصور عالَمِى أكبر فى صيغة «خمسة زائد واحد»، بينما لا يرى انهيار الدول فى منطقتنا وفشل بعضها ضمن تصور عالمى أوسع!

بداية فهمنا لما حدث فى بلداننا، هى معرفة حقيقة ما حدث، كى نصل إلى تحليل دقيق، فهل ما حدث كان نتيجة لتاريخ محلى مغلق، أم إن منطقتنا جزء من تاريخ عالمى أوسع، وما حدث عندنا كان، ولا يزال، مرتبطاً بتموجات عالمية حدثت منذ فترة، وللتو وصلت شواطئنا؟

الإصرار على أن ما حدث نتيجة تاريخنا الخاص يجعل حلول المشكلة محدودة، ويؤدى إلى تكرار الأزمات بشكل أسوأ. التوصيف الدقيق للأزمة والمرض هو البداية الصحيحة فى طريق العلاج).

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحل ليس محلياً فقط الحل ليس محلياً فقط



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon