توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الإسلام أصغر من المسيحية 600 سنة

  مصر اليوم -

الإسلام أصغر من المسيحية 600 سنة

معتز بالله عبد الفتاح

النبى محمد، صلى الله عليه وسلم، ولد فى عام 570 ميلادية، وجاءه الوحى وهو فى سن الأربعين. أى أن الإسلام انبلج نوره فى عام 610 من ميلاد السيد المسيح، عليه السلام.

بعبارة أخرى هناك فجوة حوالى 600 سنة بين ظهور الديانتين العظيمتين.

طيب، نرجع من يومنا هذا حوالى 600 سنة إلى الوراء أى إلى الفترة حول سنة 1400، وهذه هى فترة العصور الوسطى والعصور الظلامية التى عاشتها أوروبا، حيث كانت الكنيسة الكاثوليكية تحجر على الأفراد الحق فى التفكير أو الإبداع أو الانتقاد أو التأمل إلا فى حدود ما يسمح به القساوسة، ولنتذكر أنه لم تكن بعد قد ظهرت البروتستانتية التى سيولد مؤسساها مارتن لوثر وجون كالفن بعد حوالى 150 سنة من هذا التاريخ.

هذه المجتمعات التى كانت تعيش فى تلك الفترات الظلامية دخلت فى حروب ومذابح بشعة لا يعرف تاريخ المسلمين لها نظيراً لا على مستوى عدد الضحايا أو على مستوى نوعية التنكيل. ولكنها الآن هى المجتمعات الأكثر تقدماً فى العالم، على الأقل بالمعايير المادية. والدليل أنه لم تنج من احتلال الغرب لكل المجتمعات ذات الأغلبية المسلمة إلا المملكة العربية السعودية التى خدمتها جغرافيتها الصحراوية. ولكن حتى تصل الحضارة الغربية إلى ما وصلت إليه مرت بعشرات الحروب والثورات والابتكارات الأيديولوجية والتكنولوجية حتى انتصرت قوى العلم والتفكير السببى المادى على قوى التغييب والمتاجرة بالدين.

إذن يمكن الوصول إلى عدد من النتائج المبدئية التى يجوز اختبارها بمزيد من الدراسة على عدد أكبر من الحضارات:

أولاً، الحضارات، سواء التى تستند إلى دين أو التى تخترع الدين، تقوى وتضعف، تصح وتمرض، تتقدم وتتخلف رغماً عن أن نصوصها الدينية المقدسة تظل ثابتة عادة على مر الزمن، وإن تفاوتت الأفهام فى التعامل مع هذه النصوص.

أو كما كتبت فى مقال الأمس: نص + عقل = تفسير.

ثانياً، الحضارات تصاب بأمراض مثلما تصاب الأجساد بأمراض، بل إن بعض هذه الأمراض يمكن أن تكون معدية وتنتقل من مجتمع لآخر من خلال الترجمة والسفر والغزو.

ثالثاً، الحضارات كذلك تتعافى من أمراضها إذا ما نجح رواد الفكر والثقافة والعلم فى أن يشخصوا المرض وأن يحسنوا وصف الدواء، الذى عادة ما يأتى من خلال الترجمة والسفر والتعلم من الحضارات الأخرى. وبالتالى الحضارة التى تتوقف عن التفاعل والتعلم من الحضارات الأخرى على نحو فعال تتكلس وتتجمد وتفقد قدرتها على التخلص من مشاكلها.

رابعاً، المسلمون منقسمون بين أولئك الذين يعيشون فى مجتمعات ما بعد الحداثة الاقتصادية (post modern) مثل ماليزيا وإندونيسيا وعدد من دول الخليج، ودول تعيش على حافة الحداثة (modernity) مثل تركيا وألبانيا والأردن، ودول تعيش فى مرحلة ما قبل الحداثة (pre modern) مثل المجتمعات التى تواجه الإرهاب والعنف القبلى فى آسيا وأفريقيا. والأمر ليس بعيداً عن الحداثة السياسية بنسب متفاوتة. وبالتالى التعميم من خلال حكم واحد يناسب ويتطابق مع كل المسلمين غير واقعى وغير صحيح.

خامساً، إن لم تكن هناك حرب ثقافية وصراع أفكار بين المسلمين أى بين أولئك الذين يريدونه معتدلاً وأولئك الذين يريدون اختطافه، فستكون هناك حروب وصراعات دموية كثيرة بين المسلمين وغير المسلمين.

سادساً، المسلمون ليسوا بحاجة لتكرار التجربة الغربية بحذافيرها، كما أنهم لن يحتاجوا ستمائة سنة حتى يدركوا الحداثة التى بدأها الغرب فى أواخر القرن السابع عشر مع كتابات بيكون وديكارت ومكيافيللى. المسلمون قد يدخلون حداثتهم الخاصة بهم بطريقتهم وكأنه قطار طويل، ستدخل عربته الأولى إلى الحداثة فى عام 2015 وقد تدخل عربته الثانية بعد ذلك بعدة سنوات أو عقود وهكذا.

سابعاً، قوى «الفرامل» الحضارية من الحرس القديم أقوى من قوى «البنزين» الحضارية من المجددين والمبدعين الذين يريدون دفع الأمة دفعاً إلى الأمام. لذا مهما كانت البذرة قوية، فهى ميتة لا محالة فى أرض غير عفية. والدليل ابن رشد ومحمد عبده اللذان كان يصلح كل منهما فى عصره أن يكون مارتن لوثر لكنهما كغيرهما ممن حاولوا أن يحيونا، فأمتناهم.

ربى لا تؤاخذنى إن نسيت أو أخطأت.

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإسلام أصغر من المسيحية 600 سنة الإسلام أصغر من المسيحية 600 سنة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon