توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أمة حائرة في عالم محير

  مصر اليوم -

أمة حائرة في عالم محير

معتز بالله عبد الفتاح

أكتب هذا الكلام بعد عدة جلسات من نقاش محتدم فى العاصمة الهندية نيودلهى عما يحدث فى غرب آسيا وشمال أفريقيا (أو ما يسميه العالم: الشرق الأوسط). الاجتماع نادر من ناحية تركيبة من هم فيه. طبعاً هناك رسميون وباحثون هنود، وهناك تركيبة من الرسميين والباحثين من إيران، إسرائيل، تركيا، وعشر دول عربية. الإنصات لهؤلاء وهم يتداولون قضايا منطقتنا من حروب، وصراعات، وثورات، وسباق تسلح، وبرنامج نووى وضعنى أمام عدة استنتاجات.

أولاً، العرب أمة حائرة فى عالم محير، أمة بلا بوصلة فى محيط متقلب. لكن بقية الدول: الهند، إسرائيل، إيران، تركيا لديهم قيادات فاهمة هى بتعمل إيه، وبتعمله. هم لديهم رؤية تخرج منها توجهات خارجية متسقة معها. أما العرب، ففوضى الكلام تعكس فوضى الفكر، وفوضى الفكر، تعكس فقره. نحن لدينا فقر فى الفكر.

ثانياً، هناك كفاءات عربية، ولكنها مثل السيارة التى وصفها سعيد صالح: «كل حتة سليمة بس لوحدها». صحيح، لدينا تروس كثيرة سليمة لكنها ليست متماسة أو تعمل وفقاً لرؤية. المهندس المسئول عن بناء مبنى أو كوبرى لا بد أن يعمل وفقاً لتصميم هندسى صممه مهندس آخر، وهذا الأخير أعد التصميم وفقاً لاتفاق مع صاحب المشروع، وخاطئ من يظن أن صاحب المشروع هو الحاكم، وإنما حقيقة هو الدولة والتى هى أكبر من أى حاكم.

ثالثاً، لكل دولة من دول الجوار أب مؤسس يهتدون بفكره حتى إن اختلفوا معاً فى الآليات: فى إسرائيل هناك بن جوريون، فى تركيا هناك أتاتورك، فى إيران هناك الخومينى. من هو الأب المؤسس لتوجهات السياسة الخارجية المصرية: محمد على، الخديو إسماعيل جمال عبدالناصر، محمد أنور السادات، محمد حسنى مبارك؟ طيب هل هو محمد أحمد عبدالعال، شريف السيد محمود، طارق عبدالعزيز برهان. طب مين؟ فوضى الحاضر هى جزء من فوضى الماضى لأننا لسنا انقطاعاً حقيقياً عن الماضى، ولسنا استمراراً حقيقياً له.

رابعاً، إيران تمثل قلقاً للجميع. هى دولة طموحة والأهم صاحبة رؤية، والأهم صاحبة إرادة، والأهم مستعدة للتضحية من أجل تحقيق الطموح وفقاً للرؤية واستناداً للإرادة. إيران ترى نفسها على موعد مع قيادة العالم الإسلامى بعد أن قاده، من وجهة نظرها، العرب ثم المغول (بعد أن أسلموا)، ثم الأكراد، ثم الأتراك.

والآن جاء دورها كى تقود العالم الإسلامى، وهى مؤمنة بهذا وتتحرك على أساسه. تستغل كل فراغ سياسى فى المنطقة كى تملأه. لا تضيع فرصة كى تثبِت وجودها وتثبّت مكانتها، وهى ناجحة.

خامساً، لا وجود للعرب إلا بمصر، ولا قيامة للعرب إلا بالسعودية. هذان هما المخزونان الاستراتيجيان للمنطقة العربية. والكل يتطلع لهما. وإن لم يحدث تطابق تام بينهما فى إدراج مصادر التهديد وما هو متاح من فرص، فستواجهان بما لا قبل لهما ولا للمنطقة به.

سادساً، نادراً ما اجتمع شخصان ذوا حيثية من إيران وإسرائيل فى المكان نفسه. والصراع بينهما هو كيفية كسب العرب، وتحديداً مصر. ولكن مصر اختارت تثبيت الوضع الراهن، ولا تريد أن تتبنى سياسة خارجية أكثر نشاطاً فى هذا المقام.

سابعاً، من الواضح أن الانطباع السائد عنا، نحن المصريين، أننا قوم عاطفيون نرفع شعارات مريحة للأعصاب، ولكنها كالقذف خارج الرحم، لا تؤدى إلى نتائج حقيقية على أرض الواقع. لا نجيد الحساب والبحث عن فرص واستغلال ما يلوح منها لتحقيق مصلحتنا. الكل يتعجب كيف لا ندرك حجمنا وأهميتنا لهذه الدرجة. نحن «خلايا ميتة» فى جسد يتحرك بسرعة شديدة، ونحن كسالى فى الفكر وفى الحركة.

نصيحتى، أكتبها بلا تحفظ، لأنه لن يؤخذ بها فى كل الأحوال، علينا أن نفكر كثيراً وأن نغامر قليلاً بدلاً من حالة الموت الذى نحن فيه. بشرط أن تكون عملية التفكير فيها مزج بين الرسميين وغير الرسميين، يبدو أن الرسميين فى الحكومة المصرية «أنتخوا» ولا يفكرون، لأن «الفكر وحش» فى عالم يفكر بسرعة وبكفاءة ومستعد، لأن يغامر شريطة أن يكون عنده رؤية.

خسارة يا بلد، وضعت نفسكَ فى يد أموات، فأماتوكَ.

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أمة حائرة في عالم محير أمة حائرة في عالم محير



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon