توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«أبوالنجا» و«أحمد جمال» فى الرئاسة

  مصر اليوم -

«أبوالنجا» و«أحمد جمال» فى الرئاسة

معتز بالله عبد الفتاح

لعل القارئ الكريم يتذكر ما جاء فى هذا العمود يوم السبت الماضى بعنوان: «عاجل إلى الرئيس: حتمية إعادة تشكيل مؤسسة الرئاسة»

وكان من ضمن ما جاء فى هذا العمود ما يلى:

«لا بد فى تقديرى من وجود منصب مستشار رئيس الجمهورية لشئون الأمن القومى ليقوم بالتنسيق بين مؤسسات الأمن القومى المختلفة ويشكل لجنة دائمة لمواجهة الإرهاب سواء بمحاربة الإرهابيين (fighting terrorism) عبر تصفية الإرهابيين والقبض عليهم ومحاكمتهم عسكرياً وبأشد العقوبات، أو العمل على إعادة تأهيل الشباب الذين تم العبث بعقولهم حتى يعودوا إلى الصف الوطنى (de-radicalization)، أو تجفيف أسباب ومنابع الفكر المتطرف الذى يفضى فى النهاية إلى الإرهاب (eradication of extremism). وبالمناسبة هناك تقرير دولى وافقت عليه الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2006 فيه الكثير من الدروس والآليات المقترحة لمواجهة الإرهاب».

انتهى الاقتباس من المقال الذى نشر السبت الماضى. وبعدها بأربعة أيام، أى يوم الأربعاء، صرح السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، بأن الرئيس عبدالفتاح السيسى أصدر، الأربعاء، قراراً جمهورياً بتعيين اللواء أحمد محمد السيد جمال الدين، مستشاراً لرئيس الجمهورية للشئون الأمنية ومكافحة الإرهاب.

كما أصدر السيد الرئيس قراراً جمهورياً بتعيين فايزة محمد عبدالفتاح أبوالنجا، مستشاراً لرئيس الجمهورية لشئون الأمن القومى.

وأصدر السيد الرئيس قراراً جمهورياً بتعيين السيد السفير خالد على مصطفى البقلى أميناً عاماً لمجلس الأمن القومى.

ولى عدة ملاحظات:

أولاً، من حق الرئيس أن يختار من يراه مناسباً فى أى منصب داخل قصر الرئاسة، ولا قيد عليه إلا إذا كان وعد بتركيبة معينة كجزء من حملته الانتخابية. هذه مسألة استقرت فى أعراف الحكم منذ أن سجلها «سيسرو» القانونى ورجل الدولة الرومانى من نحو 2000 سنة.

ثانياً، مستشار رئيس الجمهورية بهذه الصيغة ليس منصباً وإنما هو مهمة: مهمة إنقاذ وطن. ونتمنى لهم التوفيق لأن نجاحهم يعنى نجاحاً للوطن. وهذا ما يريده كل محب لهذا الوطن.

ثالثاً، ما أعرفه عن هذه الأسماء أنهم أشخاص لهم تاريخ طويل فى العمل فى أجهزة الدولة، ولم يسع أى منهم لمنصب، وإنما هم يُستَدعون لمثل هذه المهام لما لهم من خبرة وكفاءة. وبعض الأصوات التى تصور اختيار السيدة فايزة أبوالنجا وكأنه اختيار لمحاربة مؤسسات المجتمع المدنى أو لخنق الحرية أو للعداء مع أمريكا استدعاءً لتاريخ قديم، لا يدركون تعقيدات الموقف آنذاك فى ظل فوضى كان هناك من يريد استغلالها لغير مصلحة الوطن.

رابعاً، من حق المجتمع والرأى العام أن يعرف من مؤسسة الرئاسة نفسها لماذا تم اختيار هؤلاء الأشخاص لهذه المهام، وما الفرق بين «مستشار الأمن القومى» و«مستشار للشئون الأمنية ومكافحة الإرهاب». الغموض فى مثل هذه القرارات لا يفسَّر فى صالح القرار إلا إذا كان القرار سرياً وهؤلاء الأشخاص لن يعلَنوا على الناس بصفتهم تلك. وعادة نرى الرئيس الأمريكى أو الروسى أو الفرنسى يقف بجوار مستشاريه الجدد ويقدمهم للرأى العام موضحاً أسباب الاختيار.

بعبارة أخرى، ما صرح به السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، لا يدخل فى إطار التواصل والتسويق السياسى، لأنه لم يوضح شيئاً ولم يقنعنا بشىء، ولم يقدم هذه القرارات المهمة بالتفصيل الواجب حتى يطمئن الرأى العام لسلامة القرار.

هناك نظريتان فى التسويق السياسى: الأولى «تعالى اركب معى» والثانية تقول: «اركب معى أنا رايح المكان الفلانى علشان نعمل كذا وكذا».

النظرية الأولى تتراجع وتنتهى من العالم، ولكننا لم نزل نعيش فيها. وكأن الناس سيتعايشون مع أى قرار حتى لو لم يفهموه.

النظرية الثانية هى التى ستقلل من حجم الانتقاد غير العادل لبعض الأشخاص الذين نوليهم المسئولية بأن نقدمهم للرأى العام بالتفصيل والتوضيح الملائمين.

بالتوفيق لفريق عمل الرئيس الجديد. شدوا حيلكم. وربنا معكم.

 

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«أبوالنجا» و«أحمد جمال» فى الرئاسة «أبوالنجا» و«أحمد جمال» فى الرئاسة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon