توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«إخوان» أكثر منهم «مسلمين»؟

  مصر اليوم -

«إخوان» أكثر منهم «مسلمين»

معتز بالله عبد الفتاح

أخاطب الشباب المنتمين أو المتعاطفين مع جماعة الإخوان «المسلمين» رغم أن الكثيرين منهم أثبتوا أنهم «إخوان» أكثر منهم «مسلمين»، ولكن هذه محاولة ربما تكون الأخيرة.

دعونى أفترض، لأغراض هذه المقالة وحتى أعرف أتخاطب معكم، أنكم ما زلتم راغبين فى أن تعيشوا فى هذا البلد كمواطنين كاملى الأهلية، ودعونى أفترض أنه لا يزال فيكم بعض الحكمة.

طيب ما هو المطلوب؟

هناك ثلاثة احتمالات لكل واحد منكم:

الاحتمال الأول أن «الجماعة» بالفعل تقف وراء ما تعيشه مصر من إرهاب ناتج عن هذا التطرف فى الفكر، وهذه النظرة الضيقة للسياسة التى تقوم على منطق إما أن نحكمكم أو نحرقكم، إما معنا أو ضدنا، رغم ادعاء «الجماعة»، الذى سقط بأنها «زاهدة فى السلطة» وأنها تريد «إصلاح الدنيا بالدين» وأنها «تحمل الخير لمصر».

إذا كان هذا التحليل صحيحاً، إذن لماذا تربط نفسك بجماعة بهذا الكم من العنف والغل والغيظ والغطرسة والغباء؟ هل أنت مقتنع أنك بهذا تخدم قضية دينية أو وطنية؟ هل أنت تصدق أن ارتباطك بجماعة تقتل الأبرياء يخدم أى قضية عادلة؟ ألا تعتقد أن دعمك لمثل هذه الجماعة يجعلك تخون الله ورسوله؟

هذه أسئلة مباشرة لك، عليك أن تفكر فيها.

الاحتمال الثانى أن جماعة الإخوان بريئة من هذا الإرهاب، لكنها جماعة «مغفلة» يقودها ناس مغفلون يُرتَكب باسمهم الإرهاب، وهى مثل «الأهبل» الذى يتم وضع الحشيش فى جيبه حتى «يشيل الليلة» و«يدفع فاتورة ما لم يُرتَكب من جرائم»، وهذا ما فعلته قيادات «الجماعة» والمتحالفون معهم، حين وقفوا على المنصة يتوعدون ويهددون، وكأن «الجماعة» قد أخذت البلد أسرى صناديق: صناديق الانتخابات أو صناديق الموت.

إذا كان هذا التحليل صحيحاً، ما الذى تفعله معهم؟ هل أنت مغفل تسعد بالسعادة وسط المغفلين، أهبل تستمتع بالحياة وسط هذا البله؟ تريد أن تدفع فاتورة ما لا ذنب لك فيه؟ تريد أن تسكن فى مساكن من ظلموا أنفسهم وضللوا قومهم؟

فكِّر قليلاً لأنك غالباً مضحوك عليك.

الاحتمال الثالث أن الجماعة بريئة من هذا الإرهاب وليست جماعة مغفلة ولكنها جماعة غشيمة دخلت معركة مع الدولة بكافة أجهزتها الأمنية والمخابراتية والإعلامية والتربوية والقضائية وقطاع واسع من المجتمع. هل ممكن لهذه الجماعة أن تنتصر على المجتمع وإخضاعه ثم إدارة شئونه؟ هل أنت غشيم مثلهم؟ ألم تدرس كيف عاد خالد بن الوليد من «مؤتة» بالجيش حين تيقن من هلكة القوم؟

إذا كان هذا التحليل صحيحاً، ما الذى تفعله معهم؟ هذه معركة، حتى لو كنت تراها عادلة، لكنها فى توقيت خاطئ وفى ظل ميزان قوى مختل بشدة. وبالتالى جهادكم المزعوم لن يفضى إلى نتائج إيجابية. أنتم، وفقاً لهذا الاحتمال الثالث، مجرد ورقة مناديل يستخدمها القيادات، يضحون بها ويرمونها بعد استخدامها لأنها بلا قيمة ولا وزن لها مثل كل أولئك الذين قضوا أثناء فض الاعتصامات أو المظاهرات، فى حين أن القيادات فرّت سواء إلى داخل مصر أو إلى خارجها، وبعد أن يقبض عليهم ينكرون كل ما كانوا يقولونه ويرفعونه من شعارات هوجاء وزائفة.

وسأروى لمن يعقل قصة شخص كان زميلاً لى فى كلية الاقتصاد بجامعة القاهرة، ولم يكن إرهابياً، ولكنه كان مخدوعاً فى الجماعات المتاجرة بالإسلام. بعد 20 سنة من تخرجى، عُينت معيداً ثم تزوجت وأنجبت، وحصلت على الماجستير ثم الدكتوراه ثم تدرجت أكاديمياً، بفضل الله وعونه، وفى زيارة لى إلى إحدى الجامعات الإقليمية، وجدت نفسى ألتقى بهذا الزميل لأكتشف أنه التحق بهذه الجامعة طالباً فيها لأنه قضى الجزء الأكبر من حياته إما هارباً أو مسجوناً حتى وصل إلى أن خرج من السجن ويبدأ حياته بعد أن بدأنا جميعاً حياتنا بعد 20 سنة.

«هل حققت يا فلان أحلامك وطموحاتك؟» كان هذا سؤالى له. وكانت إجابته وهو يملأه الحزن: «كل واحد بياخد نصيبه».

نحن نفر من قدر الله إلى قدر الله.

إلى الشباب، كل الشباب، أرجوكم، فروا إلى قدر الله، حيث أنتم لوطنكم أنفع، وللحياة أغنى، وللبناء أقدر. لا تكونوا أعواناً للإرهاب على الوطن. لا تكن إرهابياً أو أهبل أو غشيماً.

مقال قديم يحتاج إلى تجديد مع بدء عام دراسى جديد.

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«إخوان» أكثر منهم «مسلمين» «إخوان» أكثر منهم «مسلمين»



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon