توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«أحمر على أبوه يا بطيخ.. أعظم ثورة دائرية فى التاريخ»

  مصر اليوم -

«أحمر على أبوه يا بطيخ أعظم ثورة دائرية فى التاريخ»

معتز بالله عبد الفتاح

بنى وطنى.. فى هذه اللحظات الحرجة من عمر الوطن، «موع موع» بيقولكم مساء الخييييير.. مع إن الساعة 9 الصبح.. تبدأ مقالة اليوم من الفنان إدوارد حين كان يقول بانفعال شديد وكأنه يرفع شعاراً سياسياً يجيش حوله الجماهير: «أحمر على أبوه يا بطيخ.. أحمر على أبوه يا بطيخ». طريقته فى الصياح والزعيق كانت متناقضة جداً مع مضمون ما يقول، تخيلوه كده وهو بيقول: «أعظم ثورة دائرية فى التاريخ.. أعظم ثورة دائرية فى التاريخ»، هتستكنيصوا أوى بعدها.. واحتمال نعيط كلنا بعدين، لكن على الأقل المشهد المتخيل ده، يستحق التأمل. إحنا عملنا ثورة دائرية عبقرية، أعظم أحلام الكثيرين مننا بعدها هو أن نعود إلى سنة 1998 مثلاً. وذلك لأن كل الفاعلين السياسيين فى مصر، مع استثناءات قليلة جداً، أغبيااااااااء، وقبل ما تشتمنى، اهتف بصوت عالٍ: «أحمر على أبوه يا بطيخ.. أعظم ثورة دائرية فى التاريخ»، علماء السياسة السذج فى الخارج بيحكوا عن نظرية كده اسمها نظرية الاختيار العقلانى تقول إن كل فاعل سياسى يختار البديل الذى يحقق له أكبر قدر من المنفعة بأقل قدر من الخسائر أو التكلفة فى ضوء الظروف التى كانت سائدة أثناء صناعة القرار. والفاعل الأكثر عقلانية تكون لديه القدرة على التراجع الاستراتيجى حين يكتشف أنه اتخذ قرارات عائدها أقل من خسائرها. وهذا ما يطلق عليه عند الساسة «استراتيجية الخروج» أو خطة لإلغاء القرارات السابقة.

وواحدة من أدوات فهم مدى «رشاد وعقلانية» الفاعلين السياسيين أن تسعى لمحاكاة الظروف التى اتخذت فيها القرارات بعد أن تكون القرارات قد اتُّخذت ونُفذت على أرض الواقع، قبل ما استرسل أكثر.. قف فى مكانك فوراً وبكل جدية وصرامة اهتف بصوت عالٍ: «أحمر على أبوه يا بطيخ.. أعظم ثورة دائرية فى التاريخ».

بما أنك هتفت، تعالَ نكمل.

بعد أن عشنا وشاهدنا وشاركنا فى أحداث ثورة 25 يناير وما ترتب عليها، أسألك سؤالاً: بفرض أن الأحداث عليها «Pause»، أى أن شريط المباراة متوقف، مين من مصلحته أن يشغل المباراة لتنتهى إلى ما انتهينا منها، من الآخر مين طلع كسبان من كل اللى حصل ده؟ «البرادعى» ورفاقه، «حمدين» ورفاقه، «مبارك» ورفاقه، «الشاطر» ورفاقه، «طنطاوى» ورفاقه، «أم محمود» بتاعة الخضار ورفاقها. مين هيطلع كسبان، لو ضغطنا «play»؟!

مش قلت لكم: إحنا شوية مجانين عايشين مع بعض. والكثير منا أغبيااااااء. على الأقل أغبياء سياسياً.

سؤال آخر، لكن قبل ما أسأله، لا تنسَ أن تهتف: «أحمر على أبوه يا بطيخ.. أعظم ثورة دائرية فى التاريخ».

لو أعطانا الله القدرة على تغيير القرارات التى اتخذناها بدءاً من 24 يناير 2011 وحتى الآن، هل كنا سنتخذ نفس القرارات؟ مثلاً، المنتمون لجماعة الإخوان وبعد أن مرَّ بهم كل ما حدث، هل لو أتيحت لهم فرصة العودة إلى 24 يناير 2011، يقيناً كانوا سيفضلون الوضع آنذاك على الوضع الآن؟ بشىء من التأمل، عدد أعضاء الجماعة العاملين الذين يقاربون ربع المليون شخص، كانت لهم مساحة من حرية الحركة الاجتماعية والسياسية والحضور الاقتصادى، لم تعد متاحة لهم الآن.

كان الناس ينظرون إليهم باعتبارهم جماعة مظلومة «وبتاعة ربنا»، الآن تراجع عدد من يحسنون الظن بها كثيراً. كما أن وصول الدكتور مرسى للسلطة أغرى المنتسبين للصفوف الأول والثانى والثالث للظهور للعلن، بما جعل عملية القبض عليهم وتقديمهم للمحاكمات بمثابة ضربة قاصمة للجماعة.

إذن من منظور الإخوان ومناصريهم، لو عادوا لما قبل 25 يناير، لربما كان أفضل لهم ألا يتخذوا معظم ما اتخذوا من قرارات. أو ربما لوقفوا بجوار «مبارك» ضد الثوار. من منظور القوى المدنية، فهم يجدون أنفسهم فى وضع أفضل كثيراً مما يجد الإخوان أنفسهم فيه، ليس لأنهم أحكم أو أفضل منهم، ولكن لأن وجودهم فى الشارع أضعف، وتنظيماتهم أكثر هشاشة، فكان ضعفهم البنيوى فى مصلحتهم؛ لأنهم لم يتعرضوا لمهمة الحكم مباشرة. ولكن بلا شك فإن متغيرين كبيرين يؤثر عليهما سلبياً: أولاً، البروز الشديد لمؤسسات الدولة (وعلى رأسها الجيش والقضاء)، وكأنها المنقذة للبلد من الساسة الضعاف المنقسمين، وعلى رأسهم الليبراليون واليساريون. ثانياً، الأداء الضعيف نسبياً لمعظم وزراء جبهة الإنقاذ خلال حكومة الدكتور الببلاوى، ثم رحيل معظمهم يرسل رسالة غير إيجابية عن كفاءة وقدرة هؤلاء.

وكأن الرسالة الضمنية عن «الإخوان» وعن الليبراليين واليساريين أنهم أضعف من الكفاءات التى كان الحزب الوطنى يصدرها للمشهد. هى رسالة مؤسفة، لكن الكثيرين الآن يتساءلون: هل دعمنا للثورة كان اختياراً عقلانياً أم أنه خطأ استراتيجى؟

وربما، لو عاد الزمن بهؤلاء لوجدوا أن الوقوف مع «مبارك» كان أفضل من لهيب الإخوان بعد 25 يناير والذراع الثقيلة لمؤسسات الضبط والقمع بعد 30 يونيو.

الثوار بلا تيار، سواء الشباب الذين ضحوا، أو العمال الذين تكبدوا العناء، أصبحوا الآن أكثر فقراً وأكثر بطالة. وعملياً لم يحققوا معظم ما طالبوا به. و«مبارك» ما طلعش عنده 70 مليار دولار فى بنوك الخارج.

هل لو عاد الزمن بهؤلاء إلى 24 يناير، هل كانوا سيثورون لينتهوا إلى ما هم فيه الآن. أو ربما كانوا اهتموا قبل أن يثوروا أن يستعدوا لمرحلة ما بعد الفعل الثورى؟

طبعاً هذا لا يخفى حقيقة أن الجزء الأكبر من المسئولية عما انتهت إليه الأوضاع بعد «25 يناير» يعود إلى سوء الإدارة والفساد الذى كان موجوداً قبل «25 يناير»، ولكن المعضلة أن الكل يخرج خاسراً الآن؛ لأن السلطة الحاكمة فى عهد «مبارك» لم تستطِع بشكل مبكر أن تخلق بيئة يكون فيها معظم الفاعلين السياسيين، والأهم معظم الشعب، فى خانة المكسب. والأسوأ أن من جاء بعد الحزب الوطنى فى إدارة الدولة لم يكونوا بنفس القدر من المهارة السياسية. وأصبح حلم الكثيرين منا أن يقبل تلاميذ من ثرنا ضدهم بأن يتولوا المناصب الوزارية التى أصبح يعزف عنها الكثيرون.

ولا أعتقد حتى أن قيادات القوات المسلحة ترى أنها كان من مصلحتها كمؤسسة عسكرية أو كقيادات أن يمروا بكل هذه المخاطر والمصاعب، نفسى أن ندرك قريباً أننا فى مركب يغرق، وأن علينا أن نتحد تحت قيادة نعطيها فرصتها ونساعدها، حتى لو كنا نكرهها أو نختلف معها، حتى نعبر هذه المرحلة الصعبة التى نمر بها، لكن كل هذا لن يغير من حقيقة أننا عملنا ثورة «شبهنا» فيها ما فينا من اتكالية وارتجالية وعشوائية معشوأة فى بعضها، وأقصى حلمنا أن تكون ثورة دائرية نستعيد فيها ما فاتنا، الله يرحمك يا جدتى كانت تقول: «من خف عقله تعبت رجليه». من يومين قابلنى شاب متابع الكلام الفاضى اللى أنا باكتبه وباقوله ده، فكرنى بكلمة، نسيتها وتذكرها، أيام التعديلات الدستورية: «يا ثوار اتفقوا، مشوها بشرى أو مشوها برادعى، لأنكم لو ما اتفقتوش، هيمشوها طنطاوى» وقد كان، هاستأذنكم، مضطر أسيبكم علشان أقول بكل حماس: «أحمر على أبوه يا بطيخ.. أعظم ثورة دائرية فى التاريخ».

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«أحمر على أبوه يا بطيخ أعظم ثورة دائرية فى التاريخ» «أحمر على أبوه يا بطيخ أعظم ثورة دائرية فى التاريخ»



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon