توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إيران وتركيا تتقاربان

  مصر اليوم -

إيران وتركيا تتقاربان

معتز بالله عبد الفتاح

خلال الأسابيع القليلة الفائتة أشارت أنقرة وطهران إلى أنهما تحاولان وضع خلافاتهما جانباً. فقد سافر وزير الخارجية التركى مولود جاويش أوغلو إلى طهران بعدما زار نظيره الإيرانى محمد جواد ظريف أنقرة، ويبدو أن السبب الرئيسى خلف هذا التقارب هو سوريا. ويُعتبر توغُّل تركيا فى سوريا خير دليل على تطور العلاقة بين البلدين، ويُظهر ذلك أن الحرب تتحول إلى عدة نزاعات صغيرة يمكن خلالها للخصوم على جبهة معينة (تركيا فى مواجهة روسيا فى حلب) التعاون على جبهة أخرى (جرابلس). كما يبيّن أن الجهات الفاعلة تستعد لحقبة «ما بعد تنظيم الدولة الإسلامية» وتُبدّل أولوياتها استناداً إلى ذلك. فعلى سبيل المثال، لم تعُد تركيا تصب على ما يبدو كامل تركيزها على الإطاحة بالأسد. عوضاً عن ذلك، ومن خلال إبرام اتفاق سلام ضمنى مع روسيا وبالتالى مع إيران بشكل غير صريح، تعمد أنقرة استباقياً إلى السيطرة على مناطق كان ليستولى عليها لو لم تفعل «حزب الاتحاد الديمقراطى»، وسيكون أحد خصوم تركيا الرئيسيين فى سوريا بعد دحر «الدولة الإسلامية».

بالفعل، واصل «أردوغان» وكبار المسئولين فى وزارة الخارجية التركية انتقاد «الأسد» علناً منذ عملية التوغل الشهر الفائت، ما أثار تساؤلات حول ما إذا كان بإمكان تركيا فعلاً التخلى عن سياستها الرامية إلى الإطاحة به.

من جهتها، ترى طهران فى الحلحلة فرصة لاكتساب تأييد أنقرة وتقويض اعتراضات تركيا على بقاء نظام الأسد. وقد يكون القادة الإيرانيون طلبوا من الأسد إصدار الأمر الذى قضى بقصف الجيش السورى مؤخراً مواقع «حزب الاتحاد الديمقراطى» فى الحسكة كوسيلة لاستمالة أنقرة.

قبل التعاون العسكرى والدبلوماسى مؤخراً، دفعت الضغوط الناتجة عن مواجهة خصمين نافذين فى سوريا بتركيا إلى فتح آفاق التعاون على الصعيد الاقتصادى مع طهران. وساعد ذلك إيران على إيجاد متنفّس من العقوبات الدولية، وردّت طهران فى المقابل بتوجيه دعوة إلى الشركات التركية لمزاولة أعمال فى الجمهورية الإسلامية. وفى 5 مارس، دعا رئيس الوزراء التركى آنذاك أحمد داوود أوغلو إلى إزالة العوائق التجارية البيروقراطية للاستفادة من العوامل الاقتصادية والجغرافية التكاملية بين البلدين، موضحاً أن هذا الأمر قد يساعد على زيادة قيمة التعاملات التجارية السنوية بواقع ثلاث مرات من 9 مليارات دولار إلى 30 ملياراً. نظراً إلى هذا المزيج من المصالح المشتركة والمتباعدة فى آنٍ، من المرجح أن تقرر تركيا وإيران تقسيم علاقاتهما على عدة جبهات. على سبيل المثال، فى حين سيستمر خلافهما بشأن بعض جوانب السياسة حيال سوريا (مثل مستقبل الأسد ومعركة حلب)، ستعترضان على أى سيناريو قد ينطوى على تمتُّع أكراد سوريا بحكم ذاتى أو بالاستقلال. وعلى الصعيد الاقتصادى، ستواصل علاقاتهما ازدهارها. أما فى العراق، فقد تتوصلان إلى تسوية بشأن حكم سياسى مشترك فى ما يتعلق بالأكراد، كما تنطوى المفاوضات المستمرة بشأن التوصل إلى تسوية سلام فى سوريا على تحديات أخرى. ففى حال إبرام اتفاق يضمن بقاء نظام الأسد، ستتمثل ميول تركيا على المدى الطويل بعدم التقيد بالكامل بشروطه. بدلاً من ذلك، قد تقدّم أنقرة دعماً علنياً للاتفاق بينما تواصل فى الوقت نفسه تسليح المتمردين المناهضين للأسد، ما قد يثير بالتالى غضب طهران وموسكو. ووفقاً لذلك، ما لم تُقنع واشنطن داعمى المعارضة السورية فى السعودية وقطر بوقف الدعم المالى والإذعان بالكامل لاتفاق سلام، من المرجّح أن تواصل تركيا تزويد مجموعات المتمردين ببعض الأسلحة والأموال، بما فيها الفصائل المتطرفة. ومن شأن السعودية أن تعارض أى اتفاق أمريكى-روسى حول سوريا، إذ قد تعتبره بمثابة تسليم البلاد إلى سيطرة الإيرانيين/الشيعة. لكن حتى فى حال وافقت الرياض على مثل هذا الاتفاق، من المرجّح أن ترفضه بعض أقسام النخبة السعودية غير المنظمة.

على الرغم من حذر تركيا من الإيرانيين وأهدافهم الإقليمية، ترغب أيضاً فى بناء علاقة فعلية، بسبب الحاجة إلى التعاون الاقتصادى، لا سيما على صعيد الطاقة.

هذا كلام كتبه:

سونر جاغابتاى، مدير برنامج الأبحاث التركية فى معهد واشنطن، وفيه الكثير مما ينبغى أن نراقبه.

GMT 08:19 2017 الجمعة ,31 آذار/ مارس

أكثر ما يقلقنى على مصر

GMT 08:12 2017 الأربعاء ,22 شباط / فبراير

من المعلومات إلى القيم والمهارات

GMT 07:48 2017 الأحد ,19 شباط / فبراير

جاستن ترودو: رئيس وزراء كندا - الإنسان

GMT 07:47 2017 الجمعة ,17 شباط / فبراير

نصائح للوزراء الجدد

GMT 09:01 2017 الأربعاء ,15 شباط / فبراير

من أمراضنا الأخلاقية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إيران وتركيا تتقاربان إيران وتركيا تتقاربان



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon