توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

التصالح مع "رشيد"

  مصر اليوم -

التصالح مع رشيد

بقلم : معتز بالله عبد الفتاح

1- المهندس رشيد محمد رشيد رجل لم ألتقه من قبل ولا تربطنى به أى علاقة مصلحة، ولكن ما عرفته عنه من أطراف متنوعة تقول إنه كان أكثر رجال المجموعة الاقتصادية فى حكومة أحمد نظيف اهتماماً بدعم الصناعة فى مصر.

بل هناك من ذهب إلى القول إنه كان المرشح لتولى الوزارة بعد «نظيف».

وهناك من وصفه أمامى بأنه «دماغ من ذهب».

وهناك من قال عنه إنه «لم يكن بحاجة لأن يسرق شيئاً».

وكل هذا قيل فى حق آخرين وعلى رأسهم الدكتور محمود محيى الدين.

2- كتبت من قبل عن أن ثورتنا لا ينبغى أن تترك فى يد المراهقين، لأن المراهقة الثورية تجعلنا نستخدم ساطور الجزار وليس مشرط الجراح. والفرق بينهما كبير. الجزار حريص على قتل الضحية لأن هذه شغلته. الجراح حريص على ألا يموت المريض، وهذه شغلته. ولهذا يحصل الأول على مئات الجنيهات ويحصل الثانى على آلاف الجنيهات. مشرط الجراح يقتضى أن نفرق بين الفاسد والصالح، المفسد والمصلح، المفيد والضار، الأمين والخائن للأمانة.

3- الفترة التى عملت فيها مستشاراً سياسياً فى مجلس الوزراء بعد الثورة مباشرة، جعلتنى أدرك أن تعقيدات المشهد وعمق القضايا وتشابكها يجعلنى أستنتج: أن المقومات الأخلاقية والفكرية للنهضة ليست متوفرة عند أغلب المصريين، وأن المشكلة ليست فى عظم التحديات، ولكن المشكلة فى ضعف القدرات.

4- هذه معضلة مركبة لأن القضية ليست فى النوايا فقط ولكن فى العقول أيضاً.

ممكن أن تحسن النية ولكن تسىء التصرف فتكون النتيجة كارثية. المهرة قليلون ومعظمهم كان قد ركب بالفعل فى مركب الحزب الوطنى، وبالتالى حل الحزب ما كان ينبغى أن يجعلنا نقضى على كل من فيه، لأننا بهذا لا نعاقب الحزب ولكن نعاقب أنفسنا.

5- اتهمنى بعض الثورجية آنذاك بأننى «إصلاحى» وكانوا يرون أن الإصلاح فى اللحظة الثورية خيانة للثورة، فتأكدت أنهم مراهقون سياسياً يريدون أن يضحوا بمصر من أجل الثورة، وأن يضحوا بالمصريين من أجل الثوار؛ فزادت الفجوة بينى وبينهم لأن مراهقتهم الثورية أكبر من أن يتحملها الجسد السياسى والاقتصادى والنفسى العليل لمصر والمصريين. وكان هذا رأيى ولم يزل. ولكن مش مهم. المهم إصلاح ما يمكن إصلاحه بالتدرج والتوازن والاعتدال. حتى القرارات الراديكالية بعد ثورة 1952 كان لها من الآثار السلبية أعظم من إيجابياتها رغماً أن مصر آنذاك كان فيها ناس قليلة نسبياً وفلوس كثيرة نسبياً.

6- المهم قرأت بالأمس ما يلى: قررت لجنة استرداد الأموال برئاسة النائب العام المستشار نبيل صادق الموافقة على التصالح مع وزير الصناعة والتجارة الأسبق رشيد محمد رشيد، وذلك بعد التوصل لاتفاق لإنهاء القضايا التى أثيرت ضد «رشيد». وأكدت مصادر قضائية مطلعة على سير الإجراءات القانونية، أن اللجنة قررت الموافقة على التصالح بعد اطلاعها على التقارير الرسمية التى أكدت براءة «رشيد» من التهم المنسوبة إليه، وأن كافة أموال واستثمارات عائلة الوزير السابق موجودة قبل توليه وزارة التجارة والصناعة عام 2004.

7- استفيدوا من رشيد محمد رشيد، ومن محمود محيى الدين، ومن كل من يمكن الاستفادة منه ممن لم يثبت فساده أو تعمده الإضرار بالوطن بحكم قضائى بات. أهواء كثير من الناس وظنونهم وآراؤهم شديدة الاضطراب ومتقلبة تقلب من كان عقله فى أذنيه. القضاء هو الفيصل. وأهلاً بهؤلاء ونتوقع منهم أن يفكروا وأن يعملوا من أجل بلدهم.

وفى الختام أقول: رجل الأعمال الشاطر عملة نادرة مثل لاعب الكرة الماهر، ومثل المغنى الموهوب، ومثل المهندس الدؤوب، ومثل الصنايعى المخلص، ومثل الزوجة غير النكدية، ومثل السائق الحذر. إن وجدناه فلا بد من التمسك به والإفادة منه.

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

GMT 06:00 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

مستقبل النازحين السوريين

GMT 01:06 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

8 ملاحظات على فيلم الممر

GMT 05:56 2019 الخميس ,13 حزيران / يونيو

هل نريد تنظيم النسل بدون أقراص منع الحمل؟!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التصالح مع رشيد التصالح مع رشيد



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon