توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الدين بين الإصلاح والمتاجرة

  مصر اليوم -

الدين بين الإصلاح والمتاجرة

بقلم معتز بالله عبد الفتاح

جاء فى «الوطن» بالأمس أن عز الدين دويدار، أحد قياديى جماعة الإخوان من الشباب المقيمين فى مصر، قال إن رفض إبراهيم منير، الأمين العام للتنظيم الدولى للإخوان، للعمليات الانتحارية التى أحلها الشيخ يوسف القرضاوى، بـ«الكارثى والمستفز». وقال «دويدار»: «يمكن فهم كلام منير فى سياق تصريحاته الكارثية فى مجلس العموم البريطانى، التى تبرأ فيها من العنف، على اعتبار أن ذلك نوع من المراجعات الفكرية المقصود به إرضاء الغرب على حساب ثوابت الشرع والدين». وأضاف «دويدار»: «الكارثى أكثر أن كلام منير يتناغم مع تصريحات تحرض على الشيخ القرضاوى». وتابع: «الحمد لله كثيراً أن هذا الجيل يودعنا، وأن جيل شباب الإخوان أكثر وعياً وثباتاً وتجربة من أن ينجرفوا خلف هؤلاء الذين فشلوا فى التقدم، فحاولوا النجاح فى التأخر». فى الوقت نفسه، كشفت مصادر أن قيادات الإخوان كانت، قبل نشوب خلافات على ريادة التنظيم بعد فض اعتصام رابعة، توزع على الشُّعب والمكاتب الإدارية التابعة للتنظيم فى المحافظات، مذكرة بفتاوى لعدد من مشايخ الإخوان فى مصر والدول العربية، ومنهم يوسف القرضاوى، تبيح تنفيذ العمليات الانتحارية سواء فى مصر أو خارجها، موضحة أن هذه المذكرة كانت بمعرفة جميع القيادات التى تدّعى الآن بشكل علنى رفضها للعنف، كما اعتمد عليها شباب الإخوان، لتشكيل مجموعات إرهابية، لاستهداف الضباط والجنود.

هذا مثال واضح على المتاجرة بالدين.

ولنأخذ فى المقابل، مثالاً آخر للدين حين يكون مدخلاً للإصلاح: التمرة، والفأس، والسفينة، والفسيلة، والثغر هى الرموز الخمسة التى يمكن أن نبنى عليها روح الإصلاح، كما كتبت، وقال آخرون من قبل.

وهذه الرموز مستقاة من كلام الرسول، صلى الله عليه وسلم، لتكون أقرب إلى المكونات التى ينبغى أن يتخلق بها كل من يجعل قضية النهوض سواء الشخصى أو الجماعى قضيته الرئيسية.

فهناك أولاً روح التمرة التى أوصانا الرسول بأن نتبرع ولو بشق منها (أى بجزء منها)، وعليه فلا يحقُرَن أحدنا من المعروف شيئاً، وأحياناً أقول لبعض الشباب: ابدأ الإصلاح حيث أقامك الله بأن يجعل لنفسه أجندة إصلاح، بالمعنى المادى، يكتب فيها ما يراه خطأ واقتراحاته لكيفية الإصلاح، ويناقشها مع من يتخير من الزملاء ويرفعها لمن هم أعلى منه فى السلم الوظيفى، أو هى له حين يترقى إلى موقع المسئولية.

وهناك ثانياً روح الفأس التى تشير لأن يعتمد كل منا على نفسه قدر استطاعته، وألا يجعل من الواسطة أو المعارف مسوغ نجاحه. وقد أشار الرسول إلى الفأس، حين قال للرجل الذى أراد صدقة أن يبيع ما يملك وأن يشترى فأساً، وأن يذهب ليحتطب حتى يعمل، وألا يكون عالة على الآخرين.

وهناك ثالثاً روح السفينة، التى تقتضى منا ألا يفكر أحدنا بمنطق أنه يستطيع أن ينجو بمفرده، وأن يترك الآخرين يخرقون قاع السفينة خرقاً غير آبهين بالصالح العام، فهى مركب واحد لنا جميعاً، وحين تشرق الشمس، فستشرق على الجميع.

وهناك رابعاً روح الفسيلة التى نحن مأمورون بزراعتها حتى ولو كانت القيامة بعد ساعة، فمسئولية الإصلاح دائمة ومستمرة حتى ولو لم نر عوائدها فى حياتنا.

وخامساً روح الثغر، التى تعنى أن كلا منا على ثغر من ثغور الإصلاح، كل فى موقعه ومجاله، وكل مطالب بالاجتهاد والتفكر كيف يصلح ما هو عليه قبل أن يفكر فى إصلاح ما هو بعيد عن دائرة تأثيره.

والله نسأل الإخلاص والسداد والقبول.

GMT 08:19 2017 الجمعة ,31 آذار/ مارس

أكثر ما يقلقنى على مصر

GMT 08:12 2017 الأربعاء ,22 شباط / فبراير

من المعلومات إلى القيم والمهارات

GMT 07:48 2017 الأحد ,19 شباط / فبراير

جاستن ترودو: رئيس وزراء كندا - الإنسان

GMT 07:47 2017 الجمعة ,17 شباط / فبراير

نصائح للوزراء الجدد

GMT 09:01 2017 الأربعاء ,15 شباط / فبراير

من أمراضنا الأخلاقية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الدين بين الإصلاح والمتاجرة الدين بين الإصلاح والمتاجرة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon