توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

القضاء رمانة الميزان فى مصر

  مصر اليوم -

القضاء رمانة الميزان فى مصر

بقلم معتز بالله عبد الفتاح

جزء لا يتجزأ من الفرق بين الصومال وأمريكا هو مدى قوة القضاء وهيبته واحترام السلطات الأخرى والرأى العام له.

حين غاب سياد برى عن الصومال فى مطلع التسعينات، كانت هناك دعوات لعقد انتخابات جديدة من قوى ومؤسسات عدة، بما فيها اتحاد القضاة، ولأن أحداً هناك لا يحترم القضاء أو فكرة المؤسسة أصلاً، انتهى الأمر بحرب مات فيها مئات الآلاف، ولم تزل الصومال أرضاً بلا دولة منذ ذلك الحين.

ولو كان فى تكوين السلطة الفلسطينية مكان لمحكمة دستورية عليا يحترمها الجميع، أو ما يشبهها لفصلت فى الكثير من الخلافات بين فتح (التى كان منها الرئاسة)، وحماس (التى كان منها المجلس التشريعى).

فى سنة 2000 كانت هناك انتخابات فى أمريكا تقول كل مؤشراتها إن آل جور، المرشح الجمهورى، قد حصل فيها على أغلبية أصوات الأفراد وأن عملية العد اليدوى فى ولاية فلوريدا كانت تعطى له فرصة حقيقية للفوز تحت حماية حكم قضائى من المحكمة العليا فى فلوريدا، حتى جاء حكم المحكمة الاتحادية العليا فى واشنطن ليوقف عملية إعادة الفرز وتعلن جورج بوش رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية.

كان أنصار آل جور يقفون على هذا الجانب من الطريق وأنصار جورج بوش الابن يقفون على الجانب الآخر. الكل يرفع لافتات تؤيد مرشحه، لكن رصاصة واحدة لم تطلق.

وحين حكمت المحكمة العليا فى واشنطن، خرج آل جور على أنصاره ليقول: أختلف تماماً مع حكم المحكمة العليا، وأعتقد أنه خطأ، ومع ذلك أنا أحترمه وسأنصاع إليه وجورج بوش الابن هو رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، وهو رئيسى، وكان بكاء أنصاره وحزنهم أكبر من أن يوصف، لكنه حكم القضاء فى مجتمع يحترم القضاء.

هذه مقدمة قصيرة طالت قليلاً.

والآن أنتقل إلى مصر:

القضاء فى مصر قدم لنا ثلاثة نماذج تستحق الإشادة فى ثلاثة أحكام. حكم محكمة النقض بشأن أحقية الدكتور عمرو الشوبكى بمقعد فى مجلس النواب مكان الأستاذ أحمد مرتضى منصور، الذى تم تنفيذه بعد فترة من التلكؤ غير المفهوم، لكنها سابقة مهمة تقضى تماماً على نظرية أن المجلس سيد قراره التى عشنا عليها عقوداً طويلة.

ثانياً، حكم القضاء الإدارى بعدم أحقية الدولة فى التنازل عن جزيرتى تيران وصنافير للمملكة العربية السعودية، لأن هيئة قضايا الدولة، الممثلة للحكومة، لم تقدم ما يقنع المحكمة بأن مصر كانت تديرهما فقط ولم تمارس عليهما أياً من أعمال السيادة. وجاء تقرير هيئة مفوضى الدولة ليكون أكثر وضوحاً فى رد اتفاقية ترسيم الحدود بين مصر والسعودية بما يجعل القضاء فى مصر يعمل تأثيره باستقلالية نسبية تسمح له بأن يكون «فرامل» نظامنا السياسى إذا ما عجز مجلس النواب عن لعب هذا الدور.

ثالثاً، جاء حكم المحكمة الدستورية العليا بعدم دستورية المادة العاشرة من قانون التظاهر المثير للجدل، ليخرج علينا بالأمس المستشار حسام عبدالرحيم، وزير العدل، قائلاً إن مجلس الوزراء وافق على إقرار مادة جديدة، اليوم، بديلاً للمادة 10 من قانون التظاهر.

ليكون النص الجديد: «لوزير الداخلية أو مدير الأمن المختص فى حالة حصول جهات الأمن وقبل الميعاد المحدد لبدء الاجتماع أو التظاهرات أو الموكب العام، بناء على معلومات جدية، أو دلائل على وجود ما يهدد الأمن والسلم، التقدم بطلب إلى قاضى الأمور الوقتية بالمحكمة الابتدائية المختصة لإلغاء أو إرجاء الاجتماع أو الموكب العام أو التظاهرة ونقلها إلى مكان آخر أو تغيير مسارها ويصدر القاضى قراراً مسبباً، ولذوى الشأن التقدم بتظلم من القرار وفقاً للقواعد المقررة لقانون المرافعات المدنية».

وأضاف أن المدة سيتم إرسالها إلى مجلس الدولة، ثم البرلمان لإقرارها، موضحاً أنه لا تعديل لمواد أخرى فى القانون، حيث إن المحكمة الدستورية أقرت باقى مواد القانون.

ربما يكون على «الحكومة» أن تعدل من بعض قراراتها، ولكن قطعاً «دولة» مصر كسبت كثيراً بوجود هذا القضاء اليقظ والمستقل. اختلفوا معه ولكن لا مجال لإنكار أهميته فى ضمان استقرار مصر.

GMT 08:19 2017 الجمعة ,31 آذار/ مارس

أكثر ما يقلقنى على مصر

GMT 08:12 2017 الأربعاء ,22 شباط / فبراير

من المعلومات إلى القيم والمهارات

GMT 07:48 2017 الأحد ,19 شباط / فبراير

جاستن ترودو: رئيس وزراء كندا - الإنسان

GMT 07:47 2017 الجمعة ,17 شباط / فبراير

نصائح للوزراء الجدد

GMT 09:01 2017 الأربعاء ,15 شباط / فبراير

من أمراضنا الأخلاقية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القضاء رمانة الميزان فى مصر القضاء رمانة الميزان فى مصر



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon