توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نحن عالة على البشرية!

  مصر اليوم -

نحن عالة على البشرية

بقلم معتز بالله عبد الفتاح

حكيت من قبل عن قصة دعوة صديق لى لأتحدث لطلابه الجامعيين، واتفقنا على أن نتواصى بالصراحة وبالحقائق مهما كانت صادمة، وقد كان، فبدأت كلامى بالعبارة التالية مطالباً الجميع بأن نختبرها معاً: «نحن عالة على البشرية وخارج سياق التاريخ ولا نملك المقومات الأخلاقية أو الفكرية أو العلمية لأن نكون أفضل من ذلك، إلا إذا...».

والطريف أن الحوار الذى كان مقرراً له ساعة ونصف الساعة امتد لقرابة ضعف هذه المدة، ولم أجد طالباً واحداً يرفض الفكرة المركزية التى لخّصتها فى العبارة السابقة، ولكن كان معظم النقاش حول «إلا إذا...». وكانت نقطة البداية فى «إلا إذا...» هى أن أقول: «إلا إذا انتقلنا من العقلية البليدة إلى العقلية الناقلة ثم الناقدة ثم المبتكرة»، وأجملت كلامى فى النقاط التالية:

أولاً: السّمك الكبير لم يعد يأكل السّمك الصغير، ولكن السمك السريع سيأكل أكل السمك البطىء وسيتركه يتضور جوعاً.

مثلاً، «شركة «كوداك» التى كانت فى وضع شبه احتكارى لآلات التصوير فى السبعينات والثمانينات، وقد كانت بالفعل عملاقاً اقتصادياً مهولاً، أشهرت إفلاسها العام الماضى، فى الوقت الذى كانت فيه شركة اسمها «إنستجرام» فيها 13 موظفاً بيعت بنحو مليار دولار، لأنها أتاحت لمستخدمى التليفونات المحمولة أن يضعوا صورهم على سيرفر فى مكان ما فى أمريكا ويقوموا بـ«تشييرها» (sharing) أى نشرها على «الفيس بوك» و«تويتر».

وبالمناسبة منذ 10 سنوات لو كنت كتبت كلمة «facebook» على أى برنامج كمبيوتر لكان وضع تحتها علامة حمراء، لأنها كلمة لا معنى لها فى اللغة الإنجليزية.

ثانياً: القوة لا تعنى القوة المادية «السلاح أو الاقتصاد فقط»، لكنها تعنى القدرة على الصمود والمثابرة والكفاح والإبداع.

واحدة من النتائج التى وصلت لها دراسة «Ivan Toft» بشأن الحروب غير المتكافئة (وهى من الدراسات الداعمة لحاجة الدول الكبرى لشن حروب الجيل الرابع على الدول الأصغر) أن بين 1800 و1949 انتصرت الدول والأطراف الأضعف بـ12٪ فقط من المواجهات العسكرية مع الدول والأطراف الأقوى، لكن فى الفترة بين 1950 وحتى 1998 انتصرت الدول والأطراف الأضعف بـ55٪ من المواجهات العسكرية، لأن الطرف الأضعف يدخل المعارك الكبرى بعقلية انتحارية استنزافية. يكفى أن أقول إنه لو كان أسامة بن لادن أنفق نصف مليون دولار على تفجير البرجين فإنه فى مقابل كل دولار أنفقه «بن لادن» أنفقت الولايات المتحدة 7000 دولار، وحتى الآن لا يبدو واضحاً إن كان هناك منتصر.

ثالثاً: العالم يشهد ثلاث ثورات صامتة لكنها شديدة الصخب فى تأثيرها: ثورة الزيادة المطردة (the more revolution)، وثورة الحراك المطرد (the mobility revolution)، وثورة الذهنية المتغيرة (the mentality revolution)، كما ذهب Moises Naim.

العالم يزيد عدداً فى كل شىء: البشر يزيدون، الجامعات تزيد، الأسلحة تزيد، الأحزاب تزيد، الشركات تزيد، الدول تزيد، ومؤسسات المجتمع المدنى تزيد. كل هذا يعنى أن المنافسة تزيد والصراع يزيد والتخلص من الأبطأ والأقل مرونة وإبداعاً يصبح سِمة عامة.

والعالم فى ثورة حراك مستمر، حيث إن البشر الذين يعيشون خارج بلدانهم الأصلية زاد خلال آخر 20 سنة بنسبة 37٪ وفقاً لبيانات الأمم المتحدة. كما أن ثورة الاتصالات جعلت المعرفة متاحة، لكن هل من متعلم؟ ادخل على موقع «Coursera» لتأخذ مقرراً دراسياً كاملاً مع أفضل أساتذة العالم فى التخصصات المختلفة ببلاش. لكن كم منا فى مصر مهتم بالعلم والمعرفة؟

وهنا تأتى ثورة الذهنية المتغيرة، نظرة البشر اختلفت، الطموح زاد والرغبة فى النجاح أصبحت سمة مشتركة عند أعداد متزايدة من البشر، لكن هناك من يعلم أنه فى تنافس مع شباب مثله فى بيرو أو الهند أو الصين، وهناك من يجلس على القهوة يشرب الشيشة وينظر بشأن المؤامرات التى تحاك ضد مصر وضده هو شخصياً.

الأجيال الجديدة لن تقبل بأن تحكم من قِبل حكام مستبدين حتى لو كان البديل هو الفوضى. عدد الحكام المستبدين فى العالم سنة 1977 كان نحو 89، الآن عددهم فقط 23.

ولهذا تذكروا «إلا إذا...».

GMT 08:19 2017 الجمعة ,31 آذار/ مارس

أكثر ما يقلقنى على مصر

GMT 08:12 2017 الأربعاء ,22 شباط / فبراير

من المعلومات إلى القيم والمهارات

GMT 07:48 2017 الأحد ,19 شباط / فبراير

جاستن ترودو: رئيس وزراء كندا - الإنسان

GMT 07:47 2017 الجمعة ,17 شباط / فبراير

نصائح للوزراء الجدد

GMT 09:01 2017 الأربعاء ,15 شباط / فبراير

من أمراضنا الأخلاقية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نحن عالة على البشرية نحن عالة على البشرية



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon