توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أشباح يناير

  مصر اليوم -

أشباح يناير

معتز بالله عبد الفتاح

كتب الأستاذ محمد نعيم مقالاً هو مقدمة لورقة نقدية بعنوان «أشباح يناير التى تنتظر النقد الذاتى والمراجعة»،

أعجبنى فيها أن تفتح ملفاً لا ينبغى أن نتجاهله. قال فى جزء من مقاله على موقع «مدى مصر» ما يلى:

قامت ثورة يناير لتطرح أسئلة عميقة على صدقية ما رآه البعض تصورات وتمثلات أيديولوجية يحملونها على أكتافهم، فوجدنا أصحاب تصورات ليبرالية يسحقون قيم حرية الفرد والسوق والاختيار، وقوميين عرباً ينحازون لعملاء الإمبريالية ولأصدقاء إسرائيل، ويؤيدون بعنف محطمى الوجود والأقطار العربية من بابه، ووجدنا ماركسيين يعطلون أسئلة العدالة الاجتماعية والحرية لصالح الأمن والاستقرار وبقاء دولة يتصورونها مدنية بينما هى دولة دينية معاصرة، ووجدنا بالطبع إسلاميين يتماهون بانتهازية مع كل معنى وفكرة، بغية الوصول إلى سلطة لا يعرفون تحديداً ماذا يريدون منها وفقاً لمازورة صبرهم الإسلامى الطويل، فى بلد يظن غالبيتهم أنه علمانى فإذا به يتهمهم بكونهم خوارج هذا العصر وفقاً للمازورة الإسلامية نفسها. لقد طرحت يناير، أو بمعنى أصح كشفت وأطاحت بأسئلة الحلى الأيديولوجية التى تعطى لأصحابها صورة وميزة المثقفين وأصحاب الحيثيات الأدبية فى بلد جهول، انحطت أيديولوجيته الوطنية المهيمنة لمستوى الترهات والبله اللغوى، والأمر فى رأيى يرجع ليناير 2011، لا ليوليو 2013.

يناير كانت السؤال الذى أُخذ بخفة مقابل ما طرحه من أسئلة حاسمة وعاجلة وعميقة، ويوليو كانت العقاب على عدم الإجابة.

نعم، كانت الفترة قصيرة. لكن المسارات التى أخذها الجميع، وفى مقدمتهم الرجعية الإسلامية، كانت كفيلة بالرسو على شاطئ العقاب هذا.

هناك إجابة أخرى وأكثر عملية، وإن سكنتها معانى الذلة والهزيمة المضاعفة، وهى أن عملية المراجعة، إن لم تأتِ بإرادة أصحاب المشروع السياسى المهزوم لتجاوز عثراته نظراً لتضعضعه وانتفاء معناه، فهى قد تأتى كنتيجة لقيام السلطة السياسية والأمنية بفتح نافذة ضيقة للحوار قد تؤدى إلى حلحلة عقلانية للوضع، لتخفيف القبضة وتحسين شروط القمع، وإن عملية المراجعة هى جزء من استحقاقات هذا القرار وشرط له. بمعنى آخر فإن الكرة فى ملعب السلطة، وليست فى ملعب المعارضة المحطمة، وهو أمر لا أعتقد أنه متوافر حالياً ولا أعتقد أنه سيتوافر بجدية فى المستقبل القريب، لأن سلطة الثورة المضادة مسكونة بالانتقام من كل أشباح يناير 2011، مهما كانت الأشباح ضعيفة وتائهة، حتى لو أدى ذلك إلى انهيار مصر بالكامل.

إن يناير نفسها بحاجة لمراجعة.

وذلك لكون يناير بتداعياتها أصبحت من وجهة نظرى هى المرجع التأسيسى للسياسة والاجتماع فى مصر، لذا فالأمر يتطلب التدقيق والكشف فى جوهر انحيازات يناير نفسها وحدودها على المستويات الخطابية والنضالية، وذلك للوقوف على الآثار المدمرة لها على مستويات الوعى السابقة عليها فى الواقع والاجتماع المصرى، من حيث كونها قوة تدمير فتية هائلة أطاحت بقديم من دون أن تحل محله أو تملأ فراغه، وطرحت فى ظنى فيوضاً من الأسئلة، عن عمد أو غير عمد، بشكل غائى أو مضطرة، تحت وطأة تسارع عجلة الانتفاض، على سبيل المثال لا الحصر، أسئلة كعلاقة الحرية بالأمن وتناقضاتها، وحدود تصورات الحرية كجوهر وممارسة ومن الجدير بها، أو أسئلة الملكية وعلاقاتها وتوزيع الثورة، تلك التى قُتلت بالصمت أو بالضجيج، أو أسئلة الفجوات الجهوية وآثارها على الاجتماع العام، أو أسئلة عما يريد هذا المجتمع من نسائه غير ملاحقتهن بالإدانة، أو أسئلة الفساد وحدود محاربته، وبالطبع أسئلة مواقع الدين والجيش الملتبسة داخل الدولة، وفى أذهان الناس أيضاً. كل ما سبق كان بعضاً من أسئلة طرحتها يناير بإلحاح شديد الوطأة، يختلف عن أى طرح سابق لها فى زمن آخر، وكان طرحاً يتطلب إجابة حاسمة كمرشد ودليل عمل، ويتطلب أيضاً، وبنفس القدر، تأصيلاً فلسفياً يتجاوز البرامجية السياسية.

وعليه، فظنى أنه بقدر احتياجنا للمراجعة الفكرية وللنقد الذاتى لمساراتنا فى الثورة، نحتاج أيضاً لمراجعة ما طرحته يناير نفسها موضوعياً من أسئلة وحدود تلك الأسئلة، وأى الإجابات طُرحت رداً عليها إن وجدت، ثم تبيان دور الفاعلين فى بلورة أو طمس أو محاربة ما طُرح من أسئلة، أو كيفية تعاطيهم معها، مع نقد إجاباتهم حال وجود إجابات من الأصل.

GMT 08:19 2017 الجمعة ,31 آذار/ مارس

أكثر ما يقلقنى على مصر

GMT 08:12 2017 الأربعاء ,22 شباط / فبراير

من المعلومات إلى القيم والمهارات

GMT 07:48 2017 الأحد ,19 شباط / فبراير

جاستن ترودو: رئيس وزراء كندا - الإنسان

GMT 07:47 2017 الجمعة ,17 شباط / فبراير

نصائح للوزراء الجدد

GMT 09:01 2017 الأربعاء ,15 شباط / فبراير

من أمراضنا الأخلاقية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أشباح يناير أشباح يناير



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon