توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

والله فيه أمل لكن..

  مصر اليوم -

والله فيه أمل لكن

معتز بالله عبد الفتاح

لا أحب أن أكرر نفسى كثيراً ولكن هناك إجابات أصبحت تقليدية على أسئلة تقليدية، اقتبست من قبل العبارة التالية:

«هذا البلد لا مستقبل له. هذا البلد لن يتعافى حتى بعد مائة سنة».

«This country has no future. This country will not be restored even after a hundred years».

قائل هذه العبارة هو الجنرال الأمريكى دوجلاس ماك آرثر، قائد قوات الولايات المتحدة فى شرقى آسيا، الذى هزم اليابانيين فى الحرب العالمية الثانية وأجبر إمبراطورها على توقيع معاهدة الاستسلام المهينة التى لم تزل أساس علاقة الولايات المتحدة باليابان حتى الآن، وهو كذلك، وهذا هو الأهم فى مقامنا هذا، قائد القوات الأمريكية التى حاربت بجوار كوريا الجنوبية الموالية للولايات المتحدة فى حربها مع كوريا الشمالية الموالية للاتحاد السوفيتى والصين الشيوعيتين.

ومناسبة قوله هذه العبارة هى حديثه عن مستقبل كوريا الجنوبية بعد ٣٦ عاماً من الاحتلال اليابانى لها، ثم حربها الضروس مع كوريا الشمالية التى خلفت بلداً أشبه بمجاهل أفريقيا الآن، ونبوءته هذه كانت مدعومة كذلك من شخص مثل Vengalil Menon رئيس البعثة الخاصة التى أرسلتها الأمم المتحدة إلى كوريا للإشراف على الهدنة، قال الرجل: «هذا بلد يعيش أهله فى القرون الوسطى، كيف يمكن لزهرة أن تزدهر وسط مقلب قمامة».

الأفلام الوثائقية التى تسجل تلك الفترة فى تاريخ كوريا الجنوبية عادة ما تأتى بصور أطفال أقرب إلى هياكل عظمية متحركة، أمهات يبكين ويتحدثن بلغة غير مفهومة يختلط فيها البكاء والعويل، وأصوات صفارات إنذار من كل مكان، ودخان يتصاعد من بقايا أبنية محترقة أو منهارة.

وبعد ثلاثين عاماً، تشير الكتب المتخصصة فى التجربة الكورية الجنوبية إلى مقولات لأشخاص درسوا ما أصبحنا نسميه «المعجزة الكورية»، رحلة مليئة بالصراع السياسى الذى كان فى جانب منه شديد الشراسة وانتهى إلى حالة ديكتاتورية تنموية تحت قيادة الجنرال «بارك تشانج هى»، الذى وصل إلى السلطة بعد انقلاب عسكرى أوقف به سلسلة من الاضطرابات السياسية الناتجة عن نخب مدنية تدّعى الديمقراطية ولكنها لا تعرف كيف تعيشها.

انقلاب عسكرى دموى ديكتاتورى تم فيه الحجر على جميع أشكال الديمقراطية.

وفى المقابل، كان هناك تركيز شديد على التعليم الفنى والاستثمار فى البنية التحتية وعمل خطط خمسية من أجل بنية تحتية قوية وتم إنشاء لجنة خاصة لإدارة ملفات التخطيط والاستثمار والصناعة والتجارة تحت إشراف مباشر من رئيس الدولة، الخبراء الغربيون كانوا يعتبرون التجربة الكورية نوعاً من الحرث فى البحر، تم اغتيال «بارك تشانج هى» ولا يزال الجدل دائراً بشأنه فى كوريا الجنوبية: هل هو رئيس عظيم أحسن لبلاده، أم ديكتاتور مستبد أساء لمجتمعه؟

التجربة على المستوى السياسى أنتجت مجتمعاً بلا ديمقراطية أو حريات، ولكن على المستوى الاقتصادى - الاجتماعى به تصنيع وتعليم، أى أنه مجتمع بلا حقوق سياسية ولكن به مقومات نهضة اقتصادية، عانى جيل الستينات والسبعينات جداً جداً، ولكن خلف من خلفهم أبناء لعنوا القمع والاستبداد ولكنهم أحسنوا استثمار البنية الاقتصادية القوية التى وجدوها، بعد صراع مرير، حققوا التحول الديمقراطى، ولكنهم دفعوا ثمناً غالياً إلى أن كان المجتمع مستعداً لإنتاج شخصية مثل كيم دى يونج، الذى يعتبره الكثيرون نيلسون مانديلا الآسيوى، لتاريخه الطويل ضد الاستبداد.

وأخيراً فاز فى انتخابات عام ١٩٩٧ ليواجه مأزقاً اقتصادياً وضع كوريا الجنوبية على شفا الإفلاس، حتى يعيد المجتمع والدولة إلى نقطة التوازن فيحدث نمو اقتصادى بلغ ١٠ بالمائة فى عام ١٩٩٩، وذلك عقب سنة ١٩٩٨ التى كان النمو فيها بالسلب (نحو ٦ بالمائة) من خلال ترشيده لتدخل الدولة وإصراره على تطبيق قواعد الشفافية والمساءلة بكل صرامة مع التقليص المتدرج لدعم الدولة للقطاع الخاص.

هذا ليس سوى مثال واحد لمن كانوا فى وضع أسوأ من وضعنا لكنهم نجحوا فيما نحن مقبلون عليه، لذلك فلندع اليأس والإحباط جانباً ولنجتهد، عسى الله أن يحدث بعد ذلك أمراً، وما ذلك على الله بعزيز.

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

والله فيه أمل لكن والله فيه أمل لكن



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon