توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عاجل من «محمد الميكانيكى» إلى «الرئيس السيسى»

  مصر اليوم -

عاجل من «محمد الميكانيكى» إلى «الرئيس السيسى»

معتز بالله عبد الفتاح

سألنى صديقى «محمد» الميكانيكى: «طيب إش ضمنك يا فالح إن السيسى ما يطلعش زى مبارك أو مرسى أو أى واحد من دول؟».
طبعا الدنيا حر، والبطيخة اللى فى إيدى لا تسمح لى بأن أسهب فى النقاش مع شخص أصابته جرثومة التشكك فى كل شىء، مثل صديقى محمد الميكانيكى، فبصراحة طنشته.
«هات البطيخة اللى فى إيدك دى وامشى من هنا. يا إما ترد علىّ». قال لى وهو منفعل بشدة.
«يا محمد يا صديقى، هنخسر بعض، وهتاخد منى البطيخة علشان السياسة؟ دى عشرة عمر من زمان». قلت له متطلعاً لأن يسمح لى العشم الذى بيننا بأن أكمل البطيخة.
«طيب خلص البطيخة، وأنا مستنيك ترد». قال متحفزاً.
والحقيقة أننى أطلت فى أكل البطيخة وتباطأت فى التفاعل معها، لأننى زهقت من الكلام فى السياسة، لكنه بدا وكأنه وصل إلى نقطة لا يمكن معها إلا أن أجيب عليه. وقد كان.
«بص يا سيدى. السيسى كما كل الحكام لديهم قابلية للاستبداد إذا ما وجدوا البيئة التى تدفعهم نحو الاستبداد. هذه البيئة التى تدفع للاستبداد هى بيئة غير متزنة وغير موضوعية وغير حكيمة، بيئة قائمة على المبالغة وسوء التقدير والانفعال العاطفى دون الحسابات العقلية.
نحن نظن أحياناً أن الطريق الوحيد لصناعة الديكتاتور هو المبالغة فى مدح شخصه، ونسبه، وشكله، وكلماته، وأفعاله، وإشاراته فننتهى إلى ما قاله العامة فى نهاية مسرحية «الزعيم» للحاكم الجديد: «أنت الفارس، وأنت الحارس، أنت مفجر ثورة مارس، ابنِ لنا مستشفيات ومدارس، وقل للعفاريت حابس حابس». (شعر بهاء جاهين).
ولكن هناك طريقاً آخر نغفله أحياناً رغماً عن أنه يمكن أن يفضى إلى نتيجة أشرس وديكتاتورية أعنف وهو طريق «إشاعة الفوضى» سواء كانت فوضى الشائعات أو فوضى المبالغات أو فوضى القلاقل والاضطرابات.
علينا أن ندرك أننا نخلق المستبدين حين نبالغ فى مدحهم، وكذلك حين نبالغ فى ذمهم. أو كما قال المرحوم الشيخ الشعراوى:
لا توطن نفسك على المعارضة بلا إنصاف، فدوام الخلاف من الاعتساف.
ولا توطن نفسك على الموالاة بلا استحقاق، فدوام الوفاق من النفاق.
وهذه تحمل نفس معنى العبارة اليونانية القديمة التى يقول فيها الفيلسوف للأمير: «أنا ناصحك إن سألت، وأنا نصيرك إن عدلت، وأنا خصيمك إن ظلمت».
إنما أنا خصيمك دائماً، سواء أحسنت أو أسأت، أو أنا نصيرك دائماً سواء أحسنت أو أسأت، أنا سأعارضك دائماً بلا أى إنصاف وبكل اعتساف، أو أنا نصيرك دائماً بلا أى استحقاق وبكل نفاق. هذا هو الطريق الذى أشار إليه «الكواكبى» بقوله: «المستبد لا يحكم إلا مستبدين».
«طيب والحل» سألنى صديقى محمد الميكانيكى.
أولاً: الوازع الأخلاقى والدينى عند الحاكم متغير مهم؛ فسلوك الناس يتفاوت عند تعرضهم لنفس الظروف.
ثانياً: فريق عمله، أو ما يقال عنه «الحاشية» أو «البطانة» فهى إما تعينه على الحق، أو تزين له الباطل.
ثالثاً: البرلمان المتوازن الذى لا يجامل ولا يعاند بدون وجه حق.
رابعاً: قادة الرأى والفكر فى الإعلام والصحافة مطالبون بأن يرتقوا أخلاقياً ومهنياً للمرحلة المقبلة.
«طيب ما تقول الكلام ده للرئيس السيسى». هذا ما طلبه منى صديقى محمد الميكانيكى، فكتبت هذا المقال.

 

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عاجل من «محمد الميكانيكى» إلى «الرئيس السيسى» عاجل من «محمد الميكانيكى» إلى «الرئيس السيسى»



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon