توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ليست نكتة: «الدواء به سم قاتل»

  مصر اليوم -

ليست نكتة «الدواء به سم قاتل»

بقلم - سحر الجعارة

تعرضت لتكييف شديد البرودة حين كنت ضيفة فى إحدى الفضائيات، وعند الفجر ارتفعت درجة حرارتى إلى 40، فاتصلت بالأستاذ الدكتور «يسرى عقل»، أستاذ أمراض الصدر بطب القاهرة، وهو طبيب عبقرى أتابع معه «حساسية الصدر» التى أعانيها، فنصحنى بأخذ عقار «التاميفلو» نظراً لضعف مناعتى وخشية أن تتحول الإنفلونزا إلى التهاب رئوى.. والمعروف أن العقار يتعاطاه مرضى «إنفلونزا الخنازير»، وتوزعه مراكز الحميات عند تشخيص هذه الحالات مجاناً.. أما وأننى لست مصابة بها، فعلىَّ أن ألجأ لإحدى الصيدليات الكبرى.

بالفعل، اتصلت بواحدة من أشهر سلاسل الصيدليات المعروفة بالقاهرة، ويبدأ اسمها بحرف «السين»و وتشرف عليها الدكتورة «ف».. وطلبت العقار وتجاوزت صدمة سعر العقار الذى وصل إلى 1050 جنيهاً.. وبدأت تعاطيه بانتظام ليومين دون أى تحسن.. فأرسلت العلبة والنشرة الطبية للصيدلى، الذى أتعامل معه، ليقرأ لى الآثار الجانبية والمفعول.. وعندها فوجئنا معاً بأن اللغة ربما تنتمى لدولة ما فى «شرق آسيا».. بينما شركة «هوفهمان -لاروش Roche» شركة سويسرية، قد تمنح حق تصنيع المادة الفعالة لأدويتها لأحد البلدان، لكنها لا تنتج قطعاً فى دول اعتدنا منها على تهريب الأدوية المغشوشة.. وحتى العلبة نفسها كانت مقلدة وليست أصلية!.

اتصلت على الفور بصيدلية «سين»، وسألت الطبيب «م. أ»، الذى باعنى العبوة المهربة أو الفاسدة: أين بلد المنشأ أو ختم أى جهة رقابية راجعت العقار؟.. وهل من المعقول أن تمتد فاعلية أى عقار لثمانى سنوات، كما هو مدون على علبة التاميفلو؟؟.. قرر أن يأخذنى لجدل طبى.. حتى قلت له رسالة موجزة: (قل للمشرفة على سلسلة الصيدليات إننى لا أتردد على أقسام الشرطة ولا النيابات، ولن ألجأ لجهاز «حماية المستهلك» وأقصى ما يمكننى فعله هو تسليم العلبة لمعامل وزارة الصحة لتحليل المادة الفعالة بها أو لأحد برامج «التوك شو»، لأننى أمام واقعة فساد لا بد أن أحمى منها ملايين المصريين.. وأفصحت له عن شخصيتى، لأننى عادة لا أدون بياناتى فى أى مكان إلا باسم الوالد فقط)!.

قبل أن تمر 5 دقائق أعاد دكتور «م» الاتصال بى مبدياً استعداده لرد ثمن العلبة مقابل الحصول عليها (!!).. رغم أننى أكدت له أننى أخذت منها أربع حبات، والأغرب أنه طلب منى التوقيع على «ورقة ما».. ولم تكن حالتى الصحية تسمح بالجدال.. لكنى اتصلت بأكثر من مصدر، فأكدوا لى أن العلبة والحبوب هما أدوات الجريمة.. وأن الحفاظ عليهما يساوى حياة آلاف المرضى الذين قد يكونون مصابين بحالة حادة تستوجب العلاج فيأخذون دواءً فاسداً هو بالفعل «سم قاتل».. وحذرنى البعض من أن مافيا تهريب الأدوية المغشوشة (مسنودون)!

فى اليوم التالى زرت طبيبى ورأى علبة الدواء، وأكد لى أنها مقلدة، وصُدمت حين عرفت بأن هناك تراخيص تُمنح بإنشاء «مخازن أدوية»، فتتحول إلى مصانع «بير السلم» وتغش الأدوية، وانهالت علىّ الأخبار، وكان أسوأها تقليد العلاج الكيماوى.. فحتى مرضى السرطان لم يشفع لهم أحد أمام جشع الثروة!.

هذا المقال ليس موجهاً لوزيرة الصحة د.«هالة زايد» بصفتها المسئولة عن هذه المهزلة، ولا لنقيب الصيادلة د.«محيى عبيد»، (فأنا أعلم أنه لن يتحرك أحد)، أما إن شاء أحد التحقق فكل الأدلة تحت يدى.

هذا «تحذير» لكل مصرى: ليست هناك أى جهة تحميك من «الأدوية الفاسدة».. فاحترس، لم تعد نكتة، «الدواء فعلاً به سم قاتل»!!.

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

نقلا عن الوطن

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليست نكتة «الدواء به سم قاتل» ليست نكتة «الدواء به سم قاتل»



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon