توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

التسامح «ممارسة» وليس شعاراً

  مصر اليوم -

التسامح «ممارسة» وليس شعاراً

بقلم : سحر الجعارة

لم تكن رؤية الرئيس عبدالفتاح السيسى لقدرة الكيانات الإرهابية على التوغل وإسقاط دول الجوار مجرد «هاجس سياسى»، بل توافر لدى سيادته كل المعطيات والمقدمات التى تؤكد ذلك (سوريا وليبيا نموذجاً).. وحين قال إن «مصر تحارب الإرهاب نيابة عن العالم» كان يعنى كل حرف يقوله، سواء على مستوى تجفيف المنابع الفكرية للإرهاب أو على مستوى الحرب بمعناها التقليدى، والتى تتمحور فى «سيناء»، وتتبنى عدة دول أخرى المنهج المصرى فى المواجهة.

من هنا كانت موافقة رئيس مجلس الأمن الدولى على طلب بعثة مصر لدى الأمم المتحدة فى نيويورك بإصدار نص خطاب الرئيس «السيسى» أمام القمة العربية الإسلامية الأمريكية بالرياض كوثيقة رسمية من وثائق مجلس الأمن، وهو الخطاب الذى تضمن الرؤية المصرية لصياغة استراتيجية شاملة لمواجهة خطر الإرهاب.

ومرة أخرى يُسأل الرئيس فى مؤتمر ميونيخ للأمن عن «الانسجام الدينى»، وهو المقصود به ملف «الأقباط»، الذى اعتادت الدول الأوروبية أن تستخدمه كـ«ورقة ضغط»، أو «نقطة ضعف» تحرج القيادة السياسية، ومعه ملف «حقوق الإنسان»، فى معظم الجولات الأوروبية للرئيس.

أجاب الرئيس -بشفافيته المعهودة- موضحاً أنه كان أول رئيس دولة مسلمة يطالب أمام أكبر مؤسسة دينية «الأزهر» بتصويب الخطاب الدينى علناً، مشيراً إلى أن شتى الدول تعانى من الخطاب الدينى المتشدد ليس فقط الدول العربية أو الإسلامية بل العالم بأسره.

وأكد الرئيس -مجدداً- أنه طالب المجتمع الدولى عام 2014 بالتعاون للتحكم فى أنظمة الاتصال الحديثة، التى يتم من خلالها نشر الأفكار المتطرفة، وتجنيد الشباب فى التنظيمات الإرهابية، واستخدامهم فى «إيذاء العالم».. لكننا لم نجد استجابة!

قال الرئيس إن هناك مصطلحات لم تعد مقبولة الآن فى مصر مثل وصف «الأقلية» أو القول بأن هذا «مسيحى مصرى»، مشيراً إلى افتتاح أكبر كاتدرائية فى الشرق الأوسط هذا العام بالعاصمة الإدارية الجديدة. وقال الرئيس «السيسى» إن قيم التسامح والتعايش المشترك لم تعد مجرد حوارات أو مناقشات، بل أصبحت «ممارسات».. موضحاً أن الإرهاب ظاهرة تحتاج إلى تكاتف المجتمع الدولى، من خلال مقاربة شاملة تشمل البعد الأمنى والسياسى والاقتصادى والاجتماعى والفكر الدينى.

إذن، الإرهاب ليس مشكلة أمنية فحسب، ولا يقتصر على استهداف الكنائس أو الأقباط.. إنه «قضية فكرية» بالأساس، ولهذا قال الرئيس: نحن نعترف بأن لدينا مشكلة، ولهذا طالبنا بتصحيح وتصويب الخطاب الدينى علناً، وأنا عندما ألتقى شركاء أوروبيين أقول لهم «انتبهوا جيداً لما يتم نشره فى دور العبادة، ولا تسمحوا للمتطرفين والمتشددين أن يوجهوا البسطاء ويأخذوهم فى اتجاه الغلو والتطرف».

مصر تقود الآن مسيرة هذا الإصلاح وإبرازه للناس، لم يكن فى مصر -على سبيل المثال- بناء للكنائس، الآن أحد مفردات المدن الجديدة «المسجد والكنيسة معاً».

تحدث الرئيس عن «الممارسة الحقيقية» لروح التسامح، ضارباً المثل بمشاركته شخصياً فى أعياد المسيحيين بالكاتدرائية، مؤكداً أن هذا النموذج سوف ينتقل إلى باقى الدول الإسلامية.

ويعلم الرئيس أن مهمة تصويب الخطاب الدينى شاقة، وأن هناك «جهات» تقف ضد نشر «ثقافة التسامح»، وأن أى عملية إرهابية تستهدف منشأه أمنية لا تعادل بالقطع استهداف كنيسة لأن الثانية مقصود منها شق وحدة الصف الوطنى.. لكنه رجل «المهام الصعبة».. وهو ما يتطلب أن أعود المرة المقبلة للحديث عن تصويب الخطاب الدينى.

نقلا عن الوطن

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التسامح «ممارسة» وليس شعاراً التسامح «ممارسة» وليس شعاراً



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon