توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الوزير والأمهات

  مصر اليوم -

الوزير والأمهات

بقلم : كريمة كمال

اندلعت المعركة ما بين وزير التربية والتعليم والأمهات.. كانت البداية عندما قال وزير التربية والتعليم طارق شوقى فى مؤتمر الأسبوع الأول للتنمية المستدامة الذى نظمته الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحرى إن «أمهات مصر اللى عايشين أربعة وعشرين ساعة على فيسبوك مش فاضيين لتربية ولادهم» ثم فى حوار تليفزيونى معه هاجم جروبات الأمهات قائلا إن هذه المجموعات التى تعتبر نفسها شخصيات اعتبارية على الإنترنت ليس لها مشروعية التحدث باسم أولياء الأمور مشبها هذه الجروبات بالألتراس مؤكدا أنها تشكل خطرا شديدا على الدولة بأكملها.. وردا على كلام الوزير انتشرت البوستات والتعليقات على مواقع التواصل الاجتماعى مستنكرة هجوم الوزير مع طرح السؤال: لماذا يهاجم الوزير «جروبات الأمهات»؟

من المؤكد أن الوزير يشعر بالضيق من هذه الجروبات ويجد أنها تتدخل فيما لا تفهم فيه كما عبر شخصيا لكن الوزير الذى ضاق بهذه الجروبات لم يسأل نفسه: لماذا تكونت هذه الجروبات من الأصل؟ والإجابة نجدها فى أحد التعليقات على فيس بوك، حيث قالت إحداهن «اضطررنا للجوء للفيس بوك لأنه الوسيلة الوحيدة لتوصيل أصواتنا للمسؤولين حول مشاكل التعليم والمناهج» هذه الكلمات تفضح الواقع الذى يؤكد أن الممثل الشرعى والمعبر عن أولياء الأمور وهو مجالس الآباء لم يعد له وجود فعلى قوى؛ من هنا فإن الأمهات لجأن إلى تشكيل كيان معبر عنهن وهو هذه الجروبات لتتحدث باسمهن وتعكس شكواهن، أى أن هذه الجروبات قد تم تشكيلها بناء على الحاجة إليها وهو إحساس مجموعة معينة بأنها فى حاجة للتجمع والتحدث بشكل جماعى من واقع المعاناة من مشاكل بعينها فى نظام التعليم من خلال متابعتهن أولادهن..


هذه التشكيلات تمت بناء على الحاجة إليها وليس على سبيل التسلية كما يردد السيد الوزير. إحساس الأمهات بأن هناك مشاكل هن فى حاجة إلى مناقشتها ورفعها للمسؤولين هى التى دفعتهن لتكوين هذه الكيانات.. الحاجة إلى التنظيم تنشأ من واقع معين يدفع الى السعى لتشكيل هذا التنظيم ومجرد التفكير فى تشكيل تنظيم معين ليلعب دورا فى التحدث باسمهن وتصدير المشاكل ورفعها للمسؤولين، ويجب بأى حال من الأحوال ألا يتم مطاردته بمثل هذا الشكل ومهاجمته، فالحاجة إلى التنظيم هى حاجة طبيعية بل مطلوبة.

إذا ما كانت الحاجة إلى التنظيم هى حاجة طبيعية فإن علينا أن نقف أمام هجوم وزير التربية والتعليم على هذه الجروبات لنتساءل: هل أصبحت الدولة ضد أى شكل من أشكال التنظيم؟ وهل أصبحت تتوجس من أى من التنظيمات حتى لو كانت تنظيمات للأمهات؟ إن هذه التنظيمات تتشكل تلقائيا فى العالم كله، وليس حقيقيا ما قاله الوزير من أن هذه الجروبات لا يوجد مثيل لها فى العالم كله، فالمجتمعات تشكل الكيانات المعبرة عنها بشكل مستمر ودائم، وشرعيتها تستمدها من وجودها أصلا ومن الحاجة إليها، وهى تعكس بشكل ما حاجة المجتمع إلى المجتمع المدنى الذى يمثله ويتحدث باسمه.

من هنا فإن ضيق الوزير بهذه الجروبات لا يعكس سوى ضيقه من أن يكون هناك من يناقشه أو حتى يسائله، ورفضه أن يكون هناك من يعبر بحق عن أولياء الأمور فى مواجهته ومواجهة قراراته.. هذا الضيق يعكس تعنت الوزير تجاه طرف أساسى فى العملية التعليمية وهم أولياء الأمور الذين من المؤكد أنهم يدركون المشاكل والأخطاء ويريدون التعبير عن رأيهم فيها لعل وعسى.. أما كلام الوزير عن أن هذه الجروبات تشكل خطرا على الدولة بأكملها فهو تضخيم لا يستدعى سوى السخرية.

نقلا عن المصري اليوم 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الوزير والأمهات الوزير والأمهات



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon