توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

جريمة المحافظ

  مصر اليوم -

جريمة المحافظ

بقلم : كريمة كمال

قاطع الرئيس عبدالفتاح السيسى اللواء خالد عبدالعال، محافظ القاهرة، أثناء تحدثه خلال افتتاح عدة مشاريع فى الجبل الأصفر وباغته بعدة أسئلة حول: هل ستغطى المرحلة الثانية من مشروع تطوير المناطق العشوائية فى الأسمرات الوحدات السكنية الست والأربعين ألفا المتفق عليها؟ وما ميزانية صندوق العشوائيات فى المحافظة؟ وكم يبلغ دخل المحافظة؟ وكم عدد مشروعات الكبارى التى تم تنفيذها فى السنوات الأربع الماضية؟ ولم يستطع المحافظ الإجابة عن هذه الأسئلة مما وضعه فى موضع حرج للغاية، وكان طبيعيا أن يدور الحديث فى الجلسات وعلى مواقع التواصل حول هذا الحدث وينتهى كأى حدث يثير جلبة لفترة ثم ينتهى إما أن نفاجأ بخبر يقول إن محامياً شهيراً تقدم ببلاغ عاجل للنائب العام ضد محافظ القاهرة للإهمال فى مهام وظيفته موضحا أن جهل السيد المحافظ أمام الرئيس فإن ذلك يشكل أركان جريمة الإهمال فى تأدية المبلغ ضده لعمله المعاقب عليها بقانون العقوبات وبذلك لا يسع المبلغ إلا التقدم بهذا البلاغ ملتمسا التحقيق فيه، وفى حالة ثبوت التهمة تتم إحالة المبلغ ضده اللواء خالد عبدالعال، محافظ القاهرة، للمحاكمة العاجلة.

هل منطقى بل هل هو واقعى ألا تخرج الأمور من دائرة المنطق لدائرة اللامعقول؟ أليس فى هذا استخدام مغلوط للقانون يصل بالأمور إلى حد العبث؟ قانون العقوبات يحاسب على الإهمال فى الوظيفة الذى ينتج عنه جريمة، كأن يهمل طبيب مثلا فيموت المريض أو يهمل مهندس معمارى فيسقط البناء الذى أشرف على بنائه على رؤوس سكانه أو يخطئ سائق القطار فيصطدم بقطار آخر ويروح ضحية الحادث عدد من المواطنين. أما أن يفشل المحافظ فى الإجابة عن عدة أسئلة فحتى لو عكس ذلك عدم إلمامه الكامل بالأرقام فإنه لا يشكل جريمة الإهمال التى ينص عليها القانون! من هنا فإن مثل هذا الاستخدام لقانون العقوبات يخرج به عن الهدف منه ويشكل محاولة للىّ القانون لكى يتم استخدامه فى حالة مختلفة تماما.

مجرد واقعة عادية تدفع إلى تقديم بلاغ للنائب العام!.. مجرد فشل لمحافظ فى أن يجيب أسئلة للرئيس فى مؤتمر ما مما يشكل امتهانا لمنصب النائب العام الذى له مكانة كمحامٍ للشعب والذى يجب أن يتدخل فى الحالات التى تشكل خروجا كبيرا على القانون... إن تدخل النائب العام فى أى حالة أو واقعة يجب أن يشكل تصعيدا مطلوبا ومنطقيا لحالة ارتكاب جرم ما. فهل يرى سيادة المحامى أن فى فشل المحافظ فى إجابة أسئلة الرئيس ارتكابا لجرم ما؟ كيف صعّد المحامى موقفا محرجا ليحوله بقدرة قادر إلى جرم يستتبع إبلاغ النائب العام عنه للتحقيق تمهيدا فى حالة ثبوت التهمة لإحالة المبلغ ضده للمحاكمة العاجلة؟.. محاكمة عاجلة لموظف كبير فشل فى الاجابة عن بضعة أسئلة!.

هذه ببساطة مزايدة بل مزايدة مبالغ فيها بشكل كبير تصل بالأمور إلى حد العبث، وقد يتوقف العبث عند حد أن يصرح أحدهم تصريحا ما ليعلن موقفه من فشل المحافظ فى الاجابة عن الأسئلة. أما أن يصل العبث إلى حد البلاغ للنائب العام ضد المحافظ فهذا عبث لا حدود له يخرج الأمور من منطقة العقل إلى منطقة الجنون، ويخرج الأمور من منطقة الجد إلى منطقة الهزل.

الأمر يكاد يكون نكتة لكنها للأسف لا تضحك بل تكاد تُبكى لحالنا الذى وصلنا إليه، فالمحامى صاحب البلاغات اليومية لم يتوقف عند تقديم البلاغات ضد المعارضين فقط بل تطور الأمر ليتقدم ببلاغ ضد من تسول له نفسه ألا يجاوب الرئيس.

نقلا عن المصري اليوم 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جريمة المحافظ جريمة المحافظ



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon