توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إعلام الجهل

  مصر اليوم -

إعلام الجهل

بقلم : كريمة كمال

فى حلقة من حلقات برنامج مانشيت لجابر القرموطى، قام مقدم البرنامج بفتح موضوع الفطر الأسود المنتشر حاليا بالبصل.. استضاف على الهاتف أ. د. متخصصًا، وهو المسؤول عن وحدة الأورام بمعهد الكلى، وتحدث الرجل عن خطورة هذا الفطر على الصحة، محددا اسمه وتأثيره، وأعرب عن أن هناك زيادة فى حالات سرطان الكبد فى الفترة الأخيرة، رصدتها أبحاث أجريت أخيرا، مؤكدا أن هذه المادة السوداء معروفة علميا، ومن المؤكد أنها تسبب السرطان.

الكلام خطير ومقلق إلى حد كبير، فليس هناك بيت فى مصر لا يستخدم البصل، ولا يتعرض لهذه المادة يوميا. هل هذا معناه أننا نتعرض يوميا للإصابة بالسرطان؟.. المشكلة ما جرى بعد ذلك فى البرنامج فقد أتى مقدم البرنامج بعدد من البصلات، وأخذ فى «دشها» واحدة تلو الأخرى ليجد الفطر الأسود موجودا فى كل منها، بل إن يديه قد تلوثت تماما بهذا الفطر، فاستضاف على الهاتف مسؤولا من وزارة الزراعة ليقول هذا المسؤول إن الفطر الأسود يصاب به البصل فى نهاية الموسم، وهو شىء عادى جدا وأنه مجرد فطر أسود لا يسبب السرطان، وليس له أى ضرر، إذا ما تمت إزالة الطبقة الحاوية له من البصل.

وهكذا أصبحنا أمام رأيين متضادين: أحدهما يؤكد أن الفطر الأسود يسبب السرطان، ورأى ينفى ذلك، والمشاهدون هنا فى حالة قلق وانقسام ما بين الرأيين، والفيصل هنا أيهما الرأى الصحيح علميا؟

لكن مقدم البرنامج، بدلا من أن يناقش مدى صحة كل رأى من الناحية العلمية ليحسم الخلاف، وليصل إلى حقيقة أيهما أصدق علميا، بل أيهما طبقا للعلم يمكننا أن نتبناه، ونحن مطمئنون، وبدلا من أن يطالب وزارتى الصحة والزراعة بدراسة هذا الفطر وإعلان إذا ما كان مسببا للسرطان أم لا وإعلان ذلك للناس، انحاز فجأة للرأى الثانى، حيث أخذ يردد بأنه ليس من المعقول أن نظل نردد أن كل شىء يسبب السرطان، وأن هذا يسبب السرطان، وذاك يسبب السرطان، وأننا بتنا نردد أن كل شىء فى حياتنا يسبب السرطان، وأننا بتنا نخاف من كل شىء، بدعوى أنه يسبب السرطان.

والأسوأ أنه أخذ يضرب «يدش» البصل الذى أمامه ليخرج ما بداخله، ويردد أن البصلة حلوة، ليس بها أى شىء بل أخذ يأكل البصلة تلو الأخرى، وهو يتلذذ بها فى انحياز واضح للرأى الثانى، دون أى دلائل على صحة هذا الانحياز، بل فى ضرب واضح لرأى علمى وأبحاث أجريت، وثبت منها زيادة نسبة الإصابة بسرطان الكبد.

وظل مقدم البرنامج يأكل البصلة تلو الأخرى، لينهى الجدل لصالح الجهل والتضليل، فلم يكن هناك ما يثبت عدم صحة الرأى الأول مجرد رأى فى مواجهة رأى آخر.

هذه الحلقة من هذا البرنامج هى إدانة كاملة للإعلام المصرى، وكيف يتصدى هذا الإعلام لقضايا محورية بشكل سطحى، فالمشاهد قد خرج من الحلقة بقدر كبير من القلق لم يحسم علميا بشكل واضح، وهو إما يظل على قلقه، إذا ما كان من المنحازين للرأى العلمى، وإما ينحاز لانحياز مقدم البرنامج، إذا كان ممن ينحازون للجهل والتضليل المبالغ فيه الذى بثه هذا البرنامج، فمقدم البرنامج من أجل أن يقوم بتقديم «شو» له وهو «يدش» البصل، ويأكله ضرب مصداقية البرنامج فى مدى انحيازه للرأى العلمى ومدى حسمه لصحة الرأى الذى يتبناه فى انحياز واضح للتواكل والتضليل.. فإلى متى نظل نعانى من هذا الإعلام؟!

نقلا عن المصري اليوم 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إعلام الجهل إعلام الجهل



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon