توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تعميم مخلّ

  مصر اليوم -

تعميم مخلّ

بقلم : كريمة كمال

تلقت غادة والى، وزيرة التضامن الاجتماعى، رئيس مجلس إدارة صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطى، تقريرا عن نتائج لجنة الكشف عن تعاطى المخدرات بين العاملين في الوزارات والمؤسسات المختلفة للدولة للتأكد من عدم تعاطيهم المخدرات، ووقعت اللجنة الكشف على 8282 من الموظفين في ثمانى وزارات وكذلك سائقو الحافلات المدرسية خلال يناير وفبراير الماضيين، وتبين تعاطى 250 حالة المواد المخدرة، حيث يتم إحالة الموظف إلى النيابة الإدارية لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، وتصل العقوبات إلى الفصل من العمل.

ووجهت «والى» باستمرار تكثيف الحملات للكشف عن تعاطى المخدرات بين العاملين في الوزارات والمؤسسات بجانب الكشف على سائقى حافلات المدارس والطرق السريعة بالتعاون مع الجهات المعنية من أجل التأكد من عدم تعاطيهم المواد المخدرة.

وأوضح عمرو عثمان، مساعد وزيرة التضامن، مدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان، أنه يتم التنسيق حاليا مع كافة الوزارات والمؤسسات المختلفة لإمداد الصندوق ببيانات عن العاملين لديهم وأعدادهم وأماكن تواجدهم من أجل تنسيق حملات الكشف عليهم للتأكد من عدم تعاطيهم المواد المخدرة.

السؤال هنا هو: لماذا العاملون في الوزارات والمؤسسات؟ قد يكون مفهوما أن يخضع للكشف عن التعاطى سائقو الحافلات المدرسية لخطورة القيادة تحت تأثير المخدر، وهو الأمر الذي ينطبق أيضا على سائقى الحافلات على الطرق السريعة، وكذلك سائقو القطارات أيضا لخطورة القيادة تحت تأثير المخدر. من هنا فالكشف على سائقى الحافلات المدرسية والقطارات والنقل على الطرق السريعة مفهوم بل مطلوب لعدم تعريض أي إنسان للخطر الذي تحدثه القيادة تحت تأثير المخدر، لكن ما الخطر الذي يشكله تعاطى موظف في مؤسسة أو وزارة من الوزارات؟ هذا تعميم غير مفهوم بل غير مطلوب على الإطلاق وهو تعميم يصل بالأمور إلى حد التدخل في الحرية الشخصية والتفتيش في تصرفات البشر دون أي مدعاة لذلك، وهو استغلال للقوانين للتفتيش في تصرفات البشر التي لا تشكل أي خطورة على أي أحد سوى الإنسان نفسه؛ مما يحول الدولة إلى وصية على الموظفين تستطيع التفتيش عليهم ومحاسبتهم على تصرفاتهم التي لا تؤثر على قيامهم بوظيفتهم من عدمه، وبالتالى فهو تفتيش في الضمائر والتصرفات التي لا تمس أحدا سوى الشخص نفسه. من هنا فالتعميم من وظائف بعينها يؤثر عليها التعاطى بشكل واضح إلى كل الموظفين في الوزارات والمؤسسات هو تعميم مخلّ يمس حرية الحياة الشخصية طالما لا يشكل خطرا على الغير.

إن التعميم هنا يخرج عن مقتضيات الوظيفة إلى الجميع ممن لا تقتضى مقتضيات وظيفتهم عدم التناول أو التعاطى، وبالتالى فهى وصاية غير مقبولة بل غير مفهومة سوى أن تكون وسيلة للحد من التعاطى الذي يجب الترويج له بالدعاية والإقناع وليس بالفصل من الوظيفة.. من ناحية أخرى هناك ثغرة أخرى في هذه المسألة وهى التفريق بين التعاطى والإدمان فكيف لحملات الكشف عن المخدرات أن تحدد من هو المدمن ومن هو من يتعاطى مرة أو مرات قليلة؟ ومن الذي يتم فصله كعقوبة، هل هو المدمن أم من تعاطى فقط؟ هناك العديد من الثغرات في هذه المسألة يجعل من مسألة العقاب بالفصل مسألة شائكة.. الخطورة الحقيقية في هذه الحملات وامتدادها من الخاص للعام ومن الوظائف التي لها حساسية خاصة لأنها تمس أشخاصا يقومون بالقيادة سواء لحافلات المدارس أو القطارات أو النقل على الطريق السريع إلى الجميع دون أي مدعاه لذلك سوى امتلاك القدرة على الترهيب والتدخل في التصرفات الشخصية، وهو ما يمس دور الدولة وحقها في التدخل في الحياة الشخصية من عدمه.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع  

 

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تعميم مخلّ تعميم مخلّ



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon