توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الشغالة

  مصر اليوم -

الشغالة

بقلم : كريمة كمال

 دائما ما تخطر على بالى كلما كان الحديث عن المرأة، هى بالنسبة لى نموذج للمرأة المصرية بحق لا تمتلك اسما شهيرا ولا سمعة كبيرة لكنها تمتلك واقعا قويا يثبت نفسه فى كل لحظة.. مرت سنوات طويلة منذ جاءت لى لأول مرة وعبر هذه السنوات لم أتوقف عن الإعجاب بمثابرتها وقدرتها على مواجهة الحياة.. هى طبقا للتعبير المصرى الدارج «الشغالة» وهو تعبير ينطبق عليها بحق فهى لا تتوقف عن الشغل، هى لا تكتفى بالذهاب لمنزل واحد فى اليوم لتؤدى مهمتها الشاقة، فهى تخصص نفس النهار الأول لمنزل ونصفه الثانى لمنزل آخر.. هى تبحث بأى وسيلة عن زيادة «الرزق» وهى من أجل هذا لا تكتفى بالتنظيف بل تعرض أن تأتى لك بالخضار من السوق وهى قادمة من أجل بضعة جنيهات زائدة، وهى تعرض أن تقوم لك بالطبخ إذا ما أردت.. بل هى تجمع أوراق الجرائد يوما بعد يوم من بيوت الزبائن لتبيعها لقاء جنيهات قليلة، وهى أيضا تجمع كل ما هو فارغ من زجاجات بلاستيك لتقوم ببيعه من أجل بضعة جنيهات زائدة.. هى تسعى فى كل السبل ولا تتوقف عن الشغل طوال الوقت.. مرت السنوات وهى تتحسب لقدوم زمن لا تقوى فيه على فعل كل هذا فتضع القرش على القرش وتبنى بيتا صغيرا تؤجر شققه لتساعدها على الحياة متى أعجزها الجسد عن الاستمرار فى الشغل.. هى لا تحمل على كاهلها عبء تدبير حياتها فقط، فقد خرجت من زواج فاشل بطفل صغير تخلى عنه والده تماما وصار كل حياتها تريد أن تأتى له بكل ما يريد.. ومرت السنوات وصار الطفل شابا يفوقها طولا لكن أعباء الحياة لم تخف فمازالت تعيل نفسها وتعيل طفلها رغم أنه بات شابا يسعى للرزق هو الآخر لكنها مع مرور السنوات ووهن عظام الساق لم تستطع أن تتوقف عن «الشغل» ومازالت من بيت لبيت، ومازالت تسعى وراء القرش، فالحياة باتت أصعب والغلاء بات غولا يأكل الجنيهات مهما كثرت، وهكذا باتت تتحرك بصعوبة وتحتال على نفسها لتصعد السلالم وتقسو على جسدها لتقوم بكل ما يطلبه «الشغل».. الأجمل أنها لا تشكو بل هى اعتادت على الضحك والسخرية رغم مشقة الشغل على الجسد الذى وهن، وعندما صار طبيعيا أن تسكن للراحة ليعولها ابنها أفاقت على صدمة تورط ابنها فى قضية جنائية وحبسه، فبدأت رحلة تدبير اللازم لأتعاب المحامين وللزيارات المتكررة التى تستلزم الكثير من النقود.. كانت الصدمة قاسية فالضربة أصابت كنز عمرها ابنها من لا تمتلك غيره من «شقيت» لتراه رجلا، لكنها كالعادة صلبت عودها وبدأت تسعى لتدبير النقود، بل بدأت تتقبل التجربة وتبحث عن كل السبل لمواجهتها على أمل أن يخرج لها يوما وعادت تضحك وتبتسم مرة أخرى رغم أنها تغالب دموعها وتستقوى على جسدها لتشتغل أكثر رغم أنها باتت تحرم جسدها من اللقمة التى يشتهيها ابنها فحرمتها على نفسها.

«الشغالة» تعبير شديد الدلالة عن امرأة تعيش لتعمل، وهذه المرأة هى فى نظرى نموذج للمرأة المصرية لأننى أعرف أن هناك مثيلات لها فى العديد من بيوتنا يحملن العبء ولا يتوقفن عن الشغل وكثيرات منهن لا يعلن أنفسهن فقط بل يعُلن أسرا بأكملها من أبناء بل أزواج قد يكونون عاطلين عن العمل أو عاجزين عن العمل، وتبقى «الشغالة» هى مصدر الرزق الوحيد للأسرة، تظل تدخل بيتا وتخرج من بيت وتمر السنوات ويهون الجسد من عبء الشغل والعمر، لكنها تبقى «الشغالة» التى لا تستطيع أن تتوقف عن الشغل، فالحياة لا ترحم والغلاء لا يرحم والعبء ثقيل.. وهى النموذج الحقيقى للمرأة المصرية.

نقلًا عن المصري اليوم

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الشغالة الشغالة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon