توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بوتين والبحث عن «مبدأ مونرو»

  مصر اليوم -

بوتين والبحث عن «مبدأ مونرو»

بقلم : أمير طاهري

من بين الأسئلة المتعلقة بالسياسة الخارجية للرئيس دونالد ترمب السؤال التالي: ما مستقبل العلاقات الأميركية ­ الروسية؟ فحتى الآن٬ جاءت إجابات ترمب وفريقه الأمني كلها غامضة ومتناقضة. ا في هذا الأمر.

فما تحتاج الإدارة الجديدة إلى أن تفعله أولاً هو أن تقرر بوضوح أسلوب وصف روسيا٬ إذ إن إدارة أوباما السابقة لم تفكر مطلقً ففي بعض المناسبات٬ مثل السيرك الذي نُصب حول ملف إيران النووي٬ ولعبة «كرة اليد الخادعة»٬ أو «دودج بول»٬ التي لعبها أوباما في سوريا٬ وصف أوباما ووزير خارجيته جون كيري٬ روسيا٬ بكلمة «شريكتنا». وفي مناسبات أخرى٬ عقب ضم روسيا لشبه جزيرة القرم٬ على سبيل المثال٬ وصف أوباما وكيري روسيا كـ«تحٍّد». غير أن روسيا وجدت صعوبة في وصف الولايات المتحدة كما تراها.

فالصفة التي يستخدمها الكرملين والإعلام الخاضع لسيطرته عند وصف الولايات المتحدة هي كلمة «فراج»٬ وتعني «العدو»٬ وهي الكلمة التي استخدمها الزعيم السوفياتي نيكيتا خروشوف في وصف الولايات المتحدة٬ في الستينات من القرن الماضي٬ عندما كان يردد كثي ًرا عبارته الشهيرة: «سندفنكم». يتذكر كثير من الروس الفطنين كلمة «عدو» التي كانت تُستخدم في ألمانيا النازية٬ غير أنهم يفضلون كلمة «بروتينفك»٬ التي تعني «الخصم». ويشير المعلقون الروس الأكثر حذ ًرا إلى التعبير الأقل وطأة٬ وهو «المنافس». وبالمصادفة٬ فقد استخدم مصطلح «الخصم» من قبل وزير الخارجية الأميركي الجديد ريكس تيلرسون٬ في وصفه لروسيا خلال لجنة الاستماع بمجلس الشيوخ.

تستخدم كلمة «أصدقاء» لوصف الشعوب التي تربطنا بها علاقات وثيقة٬ والتي وفي كثير من العلاقات الدولية يحدث أن تضع دولة ما دولة أخرى في خانة معينة٬ فمثلاً نستطيع الاعتماد على تعاطفها ودعمها في جميع الأوقات. وفي أي وقت٬ قليل من الشعوب فقط هي التي تو َصف بتلك الصفة٬ وعلى الجانب الآخر من «الأصدقاء» هناك «الأعداء»٬ وهي الدول المصممة على تدميرك٬ التي تجب هزيمتها وتدميرها.

ومرة أخرى٬ فشعوب قليلة فقط هي التي تُصنف في تلك الخانة في أي وقت. وتشمل هذه الفئة أي ًضا خانات شتى٬ مثل الخصوم والمنافسين٬ وأي ًضا الشركاء والحلفاء. ولنتيقن من ذلك؛ فمثل هذه التصنيفات ليست مبنية على القواعد الصلبة والسريعة٬ وفي بعض الأحيان قد يتصرف «الصديق» كـ«منافس» في أمور معينة٬ فيما قد يصبح «الخصم» شري ًكا تكتيكًيا عندما تتطلب مصلحته ذلك. ومهمة الدبلوماسية هنا تقرير متى وكيف تحدد «الآخرين» وفق الرؤية الاستراتيجية التي تحكمها مصلحة دولتك. وهدف السياسة الخارجية عزل و«هزيمة الأعداء»٬ وتحويل «الخصوم» و«المنافسين» إلى شركاء٬ أو إلى «أصدقاء»٬ إن أمكن.

إعلام الكرملين على خطأ٬ لأن الولايات المتحدة ليست «عدًوا» لروسيا. وحتى خلال الحرب الباردة٬ تمنى قلة في الولايات المتحدة تحطيم روسيا٬ وجربت الولايات المتحدة ثلاث استراتيجيات هي: الاحتواء بين عامي 1948 و٬1968 والانفراجة في العلاقات حتى عام ٬1980 وأخي ًرا التقهقر حتى سقوط إمبراطورية الاتحاد السوفياتي.

غير أن تيلرسون على حق: فاليوم روسيا باتت «خص ًما» للولايات المتحدة. وعليه٬ يجب أن يكون هدف الإدارة الجديدة هو حرمان روسيا من فرصة اتباع سياسات معادية٬ وفي الوقت نفسه٬ فالباب يجب أن ُيترك مفتو ًحا لإقناع موسكو بالتخفيف من حدة العداوة لكي تصبح «مناف ًسا» في أحسن الأحوال. ٬ كان أفضل للأطراف المعنية. والآن٬ يعتقد كثيرون في الكرملين وفي بعض الدوائر الغربية بوجود نقطة ضعف للرئيس ترمب تحكم وكلما كان هذا الهدف مفصلاً

تعامله مع فلاديمير بوتين. وحتى بعض خصوم ترمب وصفوه بـ«مرشح موسكو»٬ باعتباره أكثر عرضة للابتزاز الروسي (في عام 1828 وجهت تهمة أخلاقية إلى الرئيس جون كوينسي آدامز٬ عندما كان سفي ًرا لبلاده في سان بطرسبورغ).

أشك في أن يكون لترمب نقطة ضعف أمام بوتين أو أي إنسان آخر غير نفسه٬ وحتى لو كان له نقطة ضعف٬ فلن تغير تلك العاطفة من طبيعة العلاقة بين الدولتين. أما بخصوص الأدلة الموجودة بحوزة بوتين٬ التي يستخدمها لابتزاز ترمب٬ فمن غير المرجح أن تضحي الولايات المتحدة بمصالحها القومية كي تغطي على فضيحة ما٬ أًياكانت.

فروسيا تتعامل كخصم بعدة طرق؛ فهي تحاول فرض نموذجها الخاص من «مبدأ مونرو» على شعوب البلطيق٬ وعلى دول وسط وشرق أوروبا٬ والقوقاز ووسط بخليط من عدة عوامل٬ منها الضغط٬ مستفيدة من التقارب الجغرافي٬ والحرب الدعائية٬ والتدخل العسكري٬ كما هو الحال في حالة جورجيا وأوكرانيا؛ فموسكو بالفعل في إسقاط رئيس مؤيد للولايات المتحدة في بشكيك٬ عاصمة قرغيزستان٬ وأخي ًرا حققت موسكو انتصا ًرا آخر٬ بدفعها أحد حلفائها للوصول إلى كرسي الحكم أرمينيا.

وعلى المنوال نفسه٬ أقنعت موسكو أذربيجان بتقليل تأييدها للمواقف الأميركية٬ فيما استخدمت تكتيك التملق مع كازاخستان لتحقيق هذا الهدف. ويحاول بوتين أي ًضا دق إسفين بين تركيا٬ في لحظة ارتباكها٬ وحلف شمال الأطلسي (الناتو). وتسعى روسيا لخلق نموذج فنلندي من جيرانها القريبين٬ وهم جميع الجمهوريات السوفياتية السابقة٬ بالإضافة إلى جمهورية إيران الإسلامية وأفغانستان (فخلال الحرب الباردة٬ قبلت فنلندا قيوًدا معينة على سيادتها مقابل ضمان عدم غزو السوفيات لها). غير أن إضعاف حلف الـ«ناتو» والاتحاد الأوروبي٬ القطبين العسكريين والسياسيين للاستراتيجية الدولية٬ لما يسمى بـ«العالم الحر» خلال فترة الحرب الباردة يبقى أحد أهم أهداف بوتين. وشجعت تصريحات ترمب الغامضة بشأن الـ«ناتو» والاتحاد الأوروبي على المضي قدًما في هذه السياسة. لكن وزير الدفاع الأميركي الجديد٬ جيمس ماتيس٬ أكد الحاجة إلى «تعزيز» الناتو٬ فيما عبر تيلرسون عن دعمه للاتحاد الأوروبي.

يستخدم بوتين استراتيجية القرن التاسع عشر٬ التي تمثلت في الاتفاق عديم المعنى٬ الذي أبرمه مع الرئيس بشار الأسد٬ لاستئجار قاعدة عسكرية في سوريا لمدة 49 عا ًما٬ حدث هذا في القرن الحادي والعشرين الذي لم يعد فيه مكان للقوى الاستعمارية. وشجع جبن أوباما على تحفيز لعبة بوتين العدوانية لتصيب كلاً من روسيا والولايات المتحدة بضرر كبير٬ ناهيك بكثير من الدول الأخرى التي تأثرت أي ًضا.

ورغم أن روسيا ليست «عدًوا»٬ فإن تجريد بوتين من أوهامه سيكون له مردوده الإيجابي٬ ليس على الولايات المتحدة فحسب٬ بل على روسيا أي ًضا. على ترمب أن يرحب بروسيا كمنافس للولايات المتحدة في حال كان هذا خياره٬ لكن عليه أن يوضح لبوتين أن لعب دور الخصم لن يكون من دون ثمن.

GMT 05:49 2019 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

عيون وآذان (المطلوب دولة فلسطينية مستقلة)

GMT 00:55 2019 السبت ,01 حزيران / يونيو

رهانات إيران

GMT 06:01 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

عيون وآذان (أنصار إسرائيل يكذبون أكثر منها)

GMT 06:05 2019 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

عيون وآذان (ترامب وإيران و«صفقة القرن» -٣)

GMT 00:21 2019 الخميس ,23 أيار / مايو

تزوير في أقطان مصرية !!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بوتين والبحث عن «مبدأ مونرو» بوتين والبحث عن «مبدأ مونرو»



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon