توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نجوم الماضى ورموز العصر!

  مصر اليوم -

نجوم الماضى ورموز العصر

مصطفي الفقي


إن الذى يتأمل مسيرة الحياة العامة فى مصر سوف يكتشف أن «بورصة البشر» تتأرجح صعوداً وهبوطاً وفقاً لنظم الحكم وطبيعة السلطة بل والجانب الشخصى فيمن يقود البلاد ويحكم العباد، فهناك «نجوم» تهوى و«شهبٌ» تسقط و«نيازك» تختفى، فما أكثر من كنا ننظر إليهم برهبة لا تخلو من خوف واحترام ولا تبرأ من نفاق فإذا بهم يتساقطون، وتبرز رموز جديدة وتسطع فى سماء الوطن أسماءٌ لم تكن معروفة من قبل، إننى أتأمل أحيانًا «سرادق العزاء» فأشهد نماذج للعصر «الناصرى» ثم «الساداتى» ثم «المباركى» وما بعد ذلك وقد تأثرت أسعارهم وفقاً لنظرة «البورصة» لكل عهد مضى أو حاكم رحل بما له وما عليه، كما تمارس سنة الحياة تأثيرها المعتاد فيمن نعرفه من رموز ونجوم، فالموت نهاية كل كائن حى وهو الحقيقة المطلقة فى الحياة التى لم يفلت منها أحد حيث تتكفل الطبيعة بتجديد اللاعبين واللاعبات على مسرح الوطن فى المجالات السياسية والثقافية وقد ترتفع أسهم البعض حتى بعد رحيلهم، ولنا هنا ملاحظتان هما:

أولاً: إن لكل زمان رائحته ولكل عصر عطره، وفترة حكم «الأسرة العلوية» فى مصر لها مذاق خاص يتجاوب مع روح العصر الذى عاشت فيه، فـ«محمد على الكبير» هو مؤسس مصر الحديثة، و«الخديو إسماعيل» هو صاحب «النهضة العمرانية» الكبرى، «ومحمد توفيق» هو الحاكم الوحيد من الأسرة العلوية الذى يمكن دمغه بخيانة الوطن، أما «عباس حلمى الثانى» فهو صديق الحركة الوطنية الذى أطاحت به «بريطانيا»، وهنا نضع فى الاعتبار أن «عباس حلمى الأول» هو حاكم نكرة لا قيمة له فى تاريخ الأسرة، الذين قتلوه فى قصر «بنها» هم خدمه وحاشيته، أما أخوه الأكبر «إبراهيم باشا» فهو أب العسكرية المصرية وسيف أبيه «محمد على» فى الفتوحات والغزوات، ويبقى «سعيد باشا» متميزاً باللائحة «السعيدية» التى تمثل علامة بارزة فى العلاقة بين الأرض والفلاح المصرى، وإذا عدنا إلى السلطان «حسين كامل» فسوف نجد أن فترة حكمه القصيرة جعلت منه رجل «الحماية البريطانية» أكثر منه حاكماً للبلاد، أما «الملك فؤاد» بجهامته وغرابة تاريخه وضعف لغته العربية فإنه رغم ذلك كله قد ترك بصمات على الحياة العلمية والثقافية بدءاً من «جامعة القاهرة» مروراً بالمتاحف وصولاً إلى الجمعيات العلمية وفى مقدمتها الجمعيتان التاريخية والجغرافية، وعندما نأتى إلى آخر ملوك الأسرة ممن حكموا فإن «فاروق» يبدو لنا أفسد من جاءوا بحكم تطور العصر ونمو الحاشية إلا أنه كان وطنياً مصرياً يكره المحتل الأجنبى حتى النخاع متأثراً بحادث 4 فبراير 1942، أما ابنه الذى لم يحكم فقد منحته مصر مؤخراً جواز سفره المصرى بعد أن قلده الرئيس «السادات» سيف أبيه.

ثانياً: إن قيام ثورة 23 يوليو 1952 يضعنا مباشرة أمام الحاكم الوطنى الطيب «اللواء محمد نجيب» الذى دفع فاتورة غالية الثمن فى حياته، وتلاه البطل القومى «جمال عبدالناصر» بما له وما عليه، ولكنه يبقى فى تاريخنا رمزاً للحاكم الوطنى الذى سعى إلى التحرر القومى ووقف فى جسارة أمام الغرب وانحاز للفقراء وانتصر لقضية العدالة الاجتماعية، أما «أنور السادات» فهو فى ظنى «رجل الدولة الثانى» بعد «محمد على الكبير»، فكلاهما امتلك الرؤية لفهم المتغيرات الدولية، وكلاهما أدرك لعبة السياسة العالمية وبرع فى توظيف الدور المصرى على المستويين الإقليمى والدولى، أما «مبارك» فقد كان فى بدايته حاكماً متوازناً ولكن غلبت عليه قوى الثروة المحلية التى زحفت على السلطة وأدت إلى تراجع دوره فى السنوات الأخيرة إلى أن أطاحت به ثورة 25 يناير 2011 فتذكر الناس كل أخطائه ولم يذكروا له مزاياه؟!

إن التاريخ لا يرحم، فالحاضر يحاكم الماضى، والمستقبل يحاكم الاثنين معاً، إنه دهاء الزمن الذى يجعل الرموز تذوى بعد حياة، فالزهور تذبل فى غير أوانها.. إنها فلسفة الكون وطبيعة الوجود!

 

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نجوم الماضى ورموز العصر نجوم الماضى ورموز العصر



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon