توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

محمود عزب

  مصر اليوم -

محمود عزب

مصطفي الفقي

انصرف عن عالمنا دون استئذان، رحل عن دنيانا على غير توقع، عالم أزهرى عصرى جليل، ارتبط بالإمام المستنير «أحمد الطيب» شيخ الأزهر، حيث عاش كل منهما فترة فى «مدينة النور» «باريس»، ولعلى أقول صراحة إن «محمود عزب» كان جزءاً من المبادرات الإيجابية التى أطلقها الإمام الأكبر فى عهده وأولها إنشاء «بيت العائلة» الذى كان «محمود عزب» هو «الدينامو» المحرك لمجلسه ولجانه، كما أنه هو أيضاً القاسم المشترك فى اللقاءات الدورية التى ضمت علماء «الأزهر الشريف» مع عدد من المفكرين والمثقفين من مسلمين ومسيحيين والتى خرجت عنها «وثائق الأزهر التاريخية» التى صاغها الناقد الأدبى الكبير «د.صلاح فضل» وتركت أثراً إسلامياً ودولياً بغير حدود ـ وليت هذه الاجتماعات تعود ـ وقد كان «محمود عزب» هو القوة المحركة لهذه الاجتماعات ومستشار الإمام الأكبر فيها، ولعلى أظن أن خسارة «مصر» و«الأزهر الشريف» برحيل ذلك العالم المستنير هى خسارة فادحة وفى توقيت نبدو فيه أحوج ما نكون لمثل عقليته ووضوح رؤيته، فلقد تخرج الرجل فى كلية «اللغات والترجمة» «بالأزهر الشريف» وأجاد اللغة الفرنسية كأهلها ودرس الفلسفة الإسلامية وغيرها من علوم الدين وأمضى فى «باريس» سنوات طويلة كان فيها شعلة مضيئة للثقافة الإسلامية العربية بل والمسيحية الغربية أيضاً ورمزاً للاستنارة العصرية فى عاصمة الإمام المجدد «محمد عبده» وتزامن وجوده هناك مع صفوة المثقفين المسلمين والعرب والفرنسيين، فكان ضيفاً دائماً على المكتبة الثقافية للسفير العراقى المتميز الدكتور«قيس العزاوي»، لذلك أصبح أيضًا ضيفًا على «الصالون الثقافى العربي» الذى أسسه الدكتور «العزاوي» ويضم فى هيئته التأسيسية «يحيى الجمل» و«جابر عصفور» و«صلاح فضل» و«خالد زيادة» و«نصير شمه» و«محمد الخولي» وكاتب هذه السطور،
فكان الدكتور «محمود عزب» هو ضيفنا الذى نعتز بوجوده ونستمع إلى عميق مداخلاته حيث تطل من عقليته المتوهجة أفكاره المضيئة وتحليلاته الصائبة، لذلك فقد «الأزهر الشريف» و«الصالون الثقافى العربي» بل و«الكنيسة القبطية الوطنية» برحيل «محمود عزب» الكثير، فقد كان يتميز بسماحة العلماء والانفتاح على الآخر واحترام معتقدات الغير وتقدير خيارات البشر مهما تعددت واختلفت، إننى شخصياً أشعر بفداحة خسارة صديق عزيز تركنا دون مقدمات فقد كان يهاتفنى منذ أيام فى حديث ودودٍ كعادته لا يخلو من السخرية الراقية وفقاً لطبيعته، ولكن آخر مرة التقيته كانت عندما عقد «الصالون الثقافى العربي» جلسة لتكريمى شخصياً بمناسبة «الزحف نحو السبعين» واحتشد لها رموزٌ فكرية من أمثال «سيد ياسين» و«حسن حنفي» و«حسن نافعة» والأخوان «مغيث» و«حسين عبد القادر»، فضلاً عن مؤسسى الصالون الكبار ويومها تحدث عنى الراحل الغالى حديثاً عميقاً سوف يكون متضمناً فى كتاب يصدره الصالون فى عيد ميلادى السبعين، ولابد أن أسجل هنا أن «محمود عزب» كان هو جندى المطافئ فى الأحداث الطائفية وكان هو مركز الثقل فى الحوارات الثقافية متحدثاً رسمياً باسم الإمام ملماً بفكر ذلك القطب الصوفى الكبير الذى يجلس على قمة «الأزهر الشريف»، كما كان صديقاً لكل الكنائس الوطنية والأجنبية معروفاً برحابة الصدر وتواصل المودة، لا يعرف التزمت ولا يقبل التعصب ولا يميل إلى التشدد بل كان صورة مشرقة لسماحة الإسلام وانفتاحه، كما كان مبعوثاً مشرفاً فى المؤتمرات الدولية والمحافل العالمية يمثل «الأزهر الشريف» خير تمثيل ويقدم النموذج العصرى لرجل الدين الإسلامى كما نريده.. إن رحيل «محمود عزب» خبر حزين وخسارة فادحة للدين وللوطن ولى شخصياً، وأنا أعزى فيه إمامنا الجليل شيخ الأزهر وعلماءه وأساتذته وطلابه وأسأل الله فى هذا الشهر الكريم أن يعوضنا عن رحيل «محمود عزب» الذى شعرت عندما نعاه الناعى بأن جزءاً عزيزاً يجرى انتزاعه من قلوب وعقول أصدقائه ومحبيه وعارفى فضله.. رحمه الله.

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

محمود عزب محمود عزب



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon