توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ثروت أباظة

  مصر اليوم -

ثروت أباظة

مصطفى الفقي

سليل عائلة ربما هى الأكبر فى «مصر»، وابن وزير مرموق فى الحقبة الملكية، وزوج ابنة شاعر معروف هو الراحل «عزيز أباظة» الذى كان أيضاً مديراً لأكثر من إقليم فى عصر ما قبل «يوليو 1952»، و«ثروت أباظة» أديب وروائى اقترب من «توفيق الحكيم» و«نجيب محفوظ» وغيرهما من الأعمدة الرئيسية للأدب المصرى المعاصر، يعادى ثورة يوليو و«عبد الناصر» حتى النخاع، ولكنه يتفق معه فى عداء «إسرائيل» ورفض سياساتها العدوانية التوسعية العنصرية الاستيطانية، ولقد ربطتنى بذلك الكاتب الكبير صلات طويلة تمتعت فيها بهداياه من «العدس الأباظى» المطبوخ بطريقة تلك العائلة العريقة، وكانت تجمعنى معه أحياناً هو والكاتب الراحل «أنيس منصور» جلسات مرحة وقد أوعز إلىّ أديبنا الفيلسوف «أنيس منصور» ذات يوم أن أسأل الأستاذ «ثروت أباظة» وهو ضخم طولاً ووزناً عن عدد الأمتار التى يحتاجها لتفصيل حُلة له فقال لى (ليس هذا سؤالك بالطبع ولكننى أعرف الخبيث الذى أوعز إليك به) وضحكنا جميعاً، ولقد واصلت علاقتى الوثيقة بذلك الأديب الراحل صاحب رواية «شىء من الخوف» وعرفت من خلاله أهمية العلاقة بين «عتريس» و«فؤادة» وقد آثرنى الرجل بأسباب المودة والمحبة دائماً رغم اختلافنا الفكرى وتباعد وجهتى نظرنا من الناحية السياسية، ولقد كان طيب القلب عاطفياً بدرجة كبيرة يمكن أن يبكى إذا تأثر لأمر يتذكره أو يتعاطف معه، وقد ربطته بالرئيس الأسبق «حسنى مبارك» علاقة مستمرة، خصوصاً أنه كان وكيل «مجلس الشورى» لعدة سنوات، وذات يوم وأنا سفير لبلادى فى «فيينا» تلقيت اتصالاً هاتفياً من الأستاذ الكبير «مكرم محمد أحمد»، نقيب الصحفيين، حينذاك وقال لى: إننا نعلم المحبة المتبادلة بينك وبين الأستاذ «ثروت أباظة» الذى رفع قضية على أحد الصحفيين المصريين الشباب يتهمه فيها بسب والده الوزير الراحل، وأن ذلك الصحفى سيتعرض للحبس ما لم يتنازل الأستاذ «ثروت أباظة» عن دعواه، وقد حاولنا معه ووسطنا عدداً من أصدقائه ولكنه أبى بشدة وأصر على توقيع العقوبة على ذلك الصحفى قليل الخبرة، فوعدت الأستاذ «مكرم» خيراً واتصلت بالأستاذ «ثروت أباظة» هاتفياً، وقلت له إن عندى رجاء لديك. فقال: هو مجاب بداية، فحكيت له الأمر فقال إلا هذا، هل يرضيك يا دكتور أن يصف ذلك الصحفى والدى «الدسوقى باشا أباظة»ـ رحمه الله ـ بصفة حيوانية ويتهكم عليه دون مبرر فى تجريح واضح لا يليق باسم ذلك الوزير الراحل؟ فهل يمكننى بعد ذلك أن أقبل التنازل؟! ولقد علمت أن ذلك الصحفى قد قضى فترة الحبس بإصرار الأستاذ «ثروت أباظة» على عدم التفريط فى حقه بالتنازل عن دعواه، وكنت قد كتبت مقالاً أشيد فيه بالأستاذ «ثروت أباظة» الذى رفض استقبال السفير الإسرائيلى بالقاهرة، مؤكداً إيمانه القومى بالقضية الفلسطينية؛ باعتبارها القضية الأولى فى العالمين العربى والإسلامى.
إن «ثروت أباظة» كان تعبيراً عن عصرٍ مختلف وزمنٍ جميل بما له وما عليه، كما أنه نموذج لن يتكرر فى طيبة القلب وكبر النفس ودماثة الخلق وأريحية أبناء العائلات القديمة، خصوصاً أن «الأباظية» كانوا مغرمين بتوزيع قيادات العائلة على الأحزاب والقوى السياسية من مختلف ألوان الطيف السياسى فى العصر الملكى بل الجمهورى أيضاً.. رحم الله «ثروت أباظة» كاتباً روائياً، وأديباً معروفاً، وإنساناً راقياً.
"المصري اليوم"

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ثروت أباظة ثروت أباظة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon