توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تكفير التفكير (1 - 2)

  مصر اليوم -

تكفير التفكير 1  2

عمار علي حسن

قبل ثلاثة أيام وقف «شيخ سلفى» أمام محمد مرسى فى الصالة المغطاة باستاد القاهرة وعلى مرأى ومسمع من العالم أجمع ليكفر الأغلبية الكاسحة من المصريين أو يراهم منافقين، وليس فى نظره أحد يستحق أن يكون مؤمناً سوى من يناصر جماعة الإخوان. وقبل أسبوعين خرج علينا من يتهم المفكر والفيلسوف الكبير د. حسن حنفى بالكفر، ويطالب بمصادرة كتبه. وتزامن هذا مع اتهامات متوالية لمصريين كثيرين بازدراء الأديان، منهم الكتاب المشاهير، ومن بينهم أناس مغمورون يريد أتباع التيار الدينى المتطرف أن يطبقوا فيهم الحسبة، أو يغيروا بهم ما يعتقدون أنه «المنكر»، متكئين على ما أعطاه لهم «دستور الإخوان» الذى سلق سريعاً فى ليلة مظلمة. وبالطبع فإن كل هذا ليس جديداً أبداً، فقد عايناه وكابدناه على مدار سنين بل قرون، زعم فيها «الحفظة المتعالمون» بأنهم حماة الدين وأن السماء قد وكلتهم فى الدفاع عنها، فراحوا ينهون عن أفعال يأتونها، ويعدون على الناس أنفاسهم، وعلى الكتاب كلماتهم، وعلى الوعاظ المختلفين منهم كل ما تنطق به ألسنتهم. وبالقطع فقد لا يجدى كثيراً هنا النزول إلى قعر الماضى البعيد بحثاً عما حدث لابن رشد وابن حزم والسهروردى المقتول، فالمؤسسات الدينية الحديثة استبدلت بهم أسماء أُخر، لكن أصحابها يشتغلون بالفكر أيضاً. فقبل سبعة وسبعين عاماً، وتحديداً فى عام 1926، وجد الشيخ على عبدالرازق نفسه فى ورطة حقيقية، بسبب كتابه الصغير المؤثر «الإسلام وأصول الحكم»، فقد كفره البعض ورفد من وظيفته، وصودر الكتاب، وأجبر صاحبه على الصمت المطبق وتغيير وجهته العقلية حتى وافته المنية. وفى العام الذى يليه مر طه حسين بالموقف نفسه، جراء كتابه «فى الشعر الجاهلى»، وأجبرته الضغوط النفسية التى تعرض لها على أن يعدل فى أجزاء من كتابه، ويمارس نوعاً من الرقابة الذاتية، التى كانت تعنى بالنسبة له تعطيل منهج الشك الديكارتى، وذلك رغم أن القضاء برأه من تهمة الكفر، التى وصمه بها أعداء كتابه. وهوجم كتاب «ابن رشد وفلسفته» لفرح أنطون بضراوة، لأنه اعتبر أن ما أتى به هذا الفيلسوف الإسلامى العظيم من أفكار يصلح لأن يكون أساساً للعلمانية، وأدى الهجوم إلى إغلاق مجلة «الجامعة» التى كان يصدرها «أنطون». وتوالت سلسلة تكفير التفكير ومصادرته فى رواية «أولاد حارتنا» لنجيب محفوظ، وكتاب «مقدمة فى فقه اللغة العربية» للويس عوض، وكتاب «الحسين ثائراً وشهيداً» لعبد الرحمن الشرقاوى، و«سوسيولوجيا الفكر الإسلامى» للدكتور محمود إسماعيل. وبلغ الأمر إلى حد المطالبة داخل أروقة مجلس الشعب عام 1978 بإحراق كتاب «ألف ليلة وليلة» وكتاب «الفتوحات المكية» للصوفى الكبير محيى الدين بن عربى. وجاء عقد التسعينات من القرن المنصرم ليشهد موجة عارمة من مطاردة الفكر المختلف ومحاصرة أصحابه وتجريمهم، ووصل الأمر إلى حد التصفية الجسدية فى حالة الدكتور فرج فودة، الذى اغتاله إسلاميون متطرفون. وبدرجة أقل إلى حد إصدار حكم الارتداد على الدكتور نصر حامد أبوزيد، والتفريق بينه وبين زوجته، وإجباره على الخروج من مصر، إيثاراً للسلامة، وحفاظاً على حياته. وقوبلت كتب المستشار محمد سعيد العشماوى بهجوم شرس، وصل إلى حد تكفيره من قِبل بعض الجماعات الإسلامية المتطرفة. ووجد الروائى محمد عبدالسلام العمرى نفسه متهماً بالتعدى على الإسلام، جراء قصة يصور فيها تنفيذ حد الزنا فى إحدى مدن المملكة العربية السعودية. ودخل الروائى علاء حامد إلى السجن على خلفية روايته «مسافة فى عقل رجل». (ونكمل غداً إن شاء الله تعالى) نقلاً عن جريدة " الوطن"

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تكفير التفكير 1  2 تكفير التفكير 1  2



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon